خير الدين حسيب
نعت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأمين العام المؤسس الدكتور خير الدين حسيب أبرز مؤسسي مركز دراسات الوحدة العربية وراعي تجربته الهامة منذ عام 1975حتى استقالته من رئاسة مجلس أمنائه وإدارته العامة عام 2017 ، مطلق المشروع النهضوي العربي مع العديد من مفكري الأمّة ومثقفيها من منابت فكرية وسياسية متعددة في 22 شباط 2010، وأحد مؤسسي المؤتمر القومي – الإسلامي والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وجمعية الاقتصاديين العرب، وراعي العديد من الجمعيات والمبادرات القومية المتخصصة كمخيمات الشباب القومي العربي، وندوات التواصل الفكري الشبابي العربي، والجمعية العربية لعلم الاجتماع وغيرها.
ولد الدكتور خير الدين حسيب في مدينة الموصل وتلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدارسه والجامعية في جامعة بفداد ، وبسبب تفوقه الدراسي نال منحة لدراسة المالية في جامعة كامبريدج البريطانية، حيث نال شهادة الدكتوراة ولعب دورا في قيادة الحركات الطلابية العربية ، ليعود إلى بلاده مدرسا في جامعة بغداد عام 1963، ثم حاكما للبنك المركزي العراقي عام 1964 ، واخذ على عاتقه ارسال قرض لمصر بعد حرب 1967
غادر العراق بعد سنوات وعمل مديراً لمنظمة الاسكوا، ثم عمل في أواسط السبعينيات مع كوكبة من الشخصيات العربية الوحدوية على تأسيس مركز دراسات الوحدة العربية، حيث أصر الدكتور خير الدين حسيب أن يبقى عاملاً طيلة الحرب اللبنانية يصدر الكتب ويعقد الندوات ويصدر مجلته الشهرية "المستقبل العربي" دون انقطاع. وتقديرا لدوره الثقافي في لبنان وتوصية من الرئيس سليم الحص منحه الرئيس ميشيل سليمان الجنسية اللبنانية، فكان حبه للبنان لا يقل عن حبه للعراق
..
لدى تعرض العراق للحصار بعد عام 1990، كان له دور كبير من خلال الهيئات الشعبية العربية فجند أوسع الطاقات العربية والعالمية انتصاراً للعراق في الحصار ثم الحرب ثم الاحتلال، وفي دعم المقاومة العراقية، بالإضافة إلى دوره الملحوظ بدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية حتى الرمق الأخير..
لعب خير الدين دوراً مهماً في عدد من الملفات القومية، لاسيّما على مستوى العلاقات العربية – العربية، وخصوصاً في السعي لتحقيق لقاء بين سورية والعراق قبل الاحتلال، وكانت تربطه علاقات قوية بأبرز الزعماء العرب، لاسيّما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان يعتبر أحد الشخصيات العربية المقربة إليه، وكذلك كانت له علاقات بالرئيس السوري حافظ الأسد ، والرئيس العراقي صدام حسين، والرئيس الجزائري هواري بومدين والرئيس الليبي معمر القذافي، وحاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي وكان معروفاً بجرأته وصراحته في لقاءاته مع الزعماء كما في إطلالاته الإعلامية وتحركاته السياسية.
ولا يمكن لأي مؤرخ لتاريخ الحركة القومية العربية المعاصرة منذ سبعينيات القرن الماضي حتى اليوم أن ينكر الدور الريادي والتأسيسي الكبير للدكتور خير الدين حسيب (أبو طارق) الذي له في كل قطر عربي مكانة وعلاقات وصداقات، و له في كل مجال من مجالات الحياة العربية حيز بارز.
رحمه الله
تعليقات: