ميادة بسيليس.. صوت آخر في دفتر الخسارات

ميادة بسيليس... صوت آخر في دفتر الخسارات، جمعت بين الموروث وحداثة تجاور مناخات زياد الرحباني أحياناً
ميادة بسيليس... صوت آخر في دفتر الخسارات، جمعت بين الموروث وحداثة تجاور مناخات زياد الرحباني أحياناً


انطفأت أمس، في دمشق، ميادة بسيليس (1967- 2021)بعد صراع مع المرض العضال. وكانت المغنيّة السورية الراحلة علامة نافرة في الخريطة الموسيقية السورية باشتغالها في منطقة غنائية شديدة الثراء والخصوبة، هي مزيج من الترتيل الكنسي، والطهرانية، وخفر العشق. تجربة نوعية اخترقت الساحة الغنائية السورية بخطوات مدروسة صنعها بمهارة رفيق دربها الموسيقار سمير كويفاتي، بكلمات وألحان تنأى عن أغاني الملاهي والأعراس والدبكة. ليست ميادة بسيليس سليلة القدود الحلبية وحدها كي تركن إلى الموروث، فها هي أغنية تخترق الأذن والوجدان بسلّم موسيقي آخر، يتطلّع إلى حداثة مفارقة، تجاور مناخات زياد الرحباني حيناً، وتبتعد عنها طوراً، أغنية محكومة بجغرافيا مغلقة، لكنها تمكّنت من عبور الحدود نحو مهرجانات نوعية، في مختلف عواصم العالم، نظراً لخصوصيتها وتمرّدها على السائد. وإذا بالتطريب يذهب إلى أماكن قصيّة لا تخضع للتسليع والموضة. تكمن أهمية هذه التجربة إذاً، في مخاطبة ذائقة مختلفة وسط فوضى الساحة، فأغنية مثل «كذبك حلو» تقع في منطقة الإقامة لا البريق المؤقت، بالإضافة إلى عشرات الأغاني التي شكّلت هذا المشروع الاستثنائي سواءً في تطوّره باستمرار، أو مجافاته للخريطة الحلبية الغارقة في منطقة القدود جيلاً وراء جيل. هكذا خضعت مغامرة الثنائي ميادة بسيليس وسمير كويفاتي إلى مفاهيم نافرة، في تحديها للأرض المستقرة، بانفجارات متتالية، من قلعة حلب إلى دور الأوبرا في العالم. صوت آخر ينطفئ لينضمّ إلى دفتر الخسارات.

تعليقات: