الدولة مستقيلة والمسرح للسماسرة: أوقِفوا مهزلة إدارة ملفّ اللقاح

البنك الدولي الذي يموّل شراء اللقاحات حذّر من مغبّة تشكيل لجان إضافية لإدارة عملية التلقي (هيثم الموسوي)
البنك الدولي الذي يموّل شراء اللقاحات حذّر من مغبّة تشكيل لجان إضافية لإدارة عملية التلقي (هيثم الموسوي)


مشكلة اللبنانيين مع أداء الدولة في ملف اللقاحات لا تختلف عن مشكلتهم مع أدائها في إجراءات مواجهة انتشار الوباء، ولا في متابعة بقية أمور البلاد في ظل الأزمة الخانقة.

رئيس الحكومة حسان دياب يرفض تفعيل حكومة تصريف الأعمال. لا هو يريد الاستقالة النهائية ولا يريد في المقابل ترك الوزراء يعملون بطاقة أكبر، علماً بأن وزراء كثراً استغلّوا الاستقالة والجدال حول تصريف الأعمال ليتوقّفوا عن القيام بدورهم الأساسي في مواجهة الأزمة. والجميع هنا يعلم أن الصعوبات في تأليف حكومة جديدة تكبر يوماً بعد يوم.

لكن بين الخلافات السياسية وبين الواجب الوطني في مواجهة أزمة كورونا، يصبح المواطن أمام معضلة كبيرة، أساسها أن من في الحكم يتلهّون بمشكلاتهم الخاصة وحساباتهم الضيقة، من دون التوصل الى خلاصة قرارات وإجراءات تسرّع حصول لبنان على اللقاحات المطلوبة، بينما ظهرت السمسرة اللبنانية الشهيرة بأبشع صورها في الأيام القليلة الماضية.

في الإجراءات الرسمية:

لم يحصل في العالم، أن امتنع رئيس للجمهورية أو رئيس للحكومة أو وزير للصحة أو مسؤول بارز عن إجراء عشرات الاتصالات واللقاءات مع الدول المصنّعة للقاحات من أجل توفير حصة تناسب حاجات شعوبهم. أما في لبنان، الذي يحتل مرتبة متقدمة في الدول المتضررة من الوباء، فلم يبادر كبار المسؤولين عندنا سوى الى اتصالات عادية ورسائل لا تغني على الإطلاق. بل إن شركة فايزر الأميركية ــــ الألمانية التي وعدت لبنان بـ 600 ألف لقاح، لم ترسل سوى 250 ألفاً، وهي تعد بأن ترسل نحو 400 ألف في الشهرين المقبلين، علماً بأنه كان يجب أن يحصل ذلك قبل نهاية آذار.

في ملف اللقاح البريطاني (استرازينيكا)، ترك الأمر لاتصالات من خلال منصّة «كوفاكس» التي تتناتشها دول العالم، فيما أوروبا لا تريد بيع لقاح خارج الاتحاد الأوروبي، بالإضافة الى مواجهة أزمة الثقة بهذا اللقاح تحديداً بعد تعليق استخدامه في عدد من دول العالم. وكان على لبنان المسارعة الى عقود مع المصانع المنتجة لـ«استرازينيكا» في كوريا والهند وروسيا من أجل الحصول على نحو مليوني جرعة، لكن حتى اللحظة لا يبدو أن ما سنحصل عليه يتجاوز 43 ألف جرعة فقط.

في الملف الصيني، تعب سفير الصين في بيروت من إظهار علامات التعجب إزاء عدم قيام السلطات اللبنانية بالتواصل اللازم، وأن الأمر اقتصر على لقاءات ورسائل لا تفيد في معالجة مهمة من هذا النوع، بينما ترك للقطاع الخاص ــــ الذي تحوّل بغالبية رجاله الى سماسرة ــــ العمل على الإتيان بكميات لتباع بضعفي أو ثلاثة أضعاف السعر. وبرغم أن الجيش اللبناني وافق على إدخال جنوده في المرحلة الثالثة من تجارب اللقاح الصيني («سينوفارم»)، وتولي أحد رجال الأعمال الحصول على 150 ألف لقاح لمصلحة المؤسسة العسكرية، إلا أن رجل الأعمال نفسه حجز 50 ألف جرعة لبيعها في السوق اللبنانية بسعر 22 دولاراً لكل جرعة، ومع ذلك لم يصل شيء إلى لبنان بعد.

أما بشأن اللقاح الروسي (سبوتنيك V»، فقد وقّع وزير الصحة حمد حسن أكثر من عشرين رسالة لعشرين شركة طلبت أن تذهب الى موسكو لمفاوضة الجهات المعنية هناك من أجل الحصول على اللقاح. وحتى اللحظة، لا يبدو أن النتائج قد اكتملت، علماً بأن ممثّلين لشركات قالوا إنهم عقدوا اتفاقات، لكن بسعر يصل الى 40 دولاراً لكل لقاح. وجاء إعلان رجل الأعمال جاك صراف عن صفقة مع المصدر الروسي، ليتبيّن أنها صفقة مع وكيل اللقاح الروسي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحيث أظهرت الاتصالات أنه يباع هناك بسعر 20 دولاراً للجرعتين، لكن صراف أعلن أنه متاح في بيروت بسعر 38 دولاراً، تضاف إليها أتعاب مراكز التلقيح والتي تراوح بين عشرين وثلاثين ألف ليرة لكل لقاح تذهب لمصلحة المستشفيات الخاصة. والأخطر أن صراف يسعى الى منع أي شركة خاصة من الحصول على لقاحات روسية من الإمارات، بحجة أنه الوكيل الحصري، وهي وكالة غير موجودة على الإطلاق وتتعارض مع البروتوكول العالمي لتوزيع اللقاحات كما تتعارض مع القوانين اللبنانية ومع حقوق الإنسان. وينوي صرّاف إقامة احتفال استعراضي الثلاثاء المقبل في مطار بيروت الدولي، حيث سيتم تلقيح العاملين في شركة طيران الشرق الأوسط والعاملين في المطار، من دون معرفة الجدول الدقيق للكمية الإضافية من الجرعات التي يُفترض أن صراف سيبيعها في لبنان.


اللقاح الذي يُستورَد من الإمارات سيُباع في بيروت بأكثر من ضعفَي سعره

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ إن الخلافات حول إدارة الملف انتقلت الى مستوى جديد، مع إصرار رئيس الحكومة حسان دياب على تشكيل لجنة جديدة في وزارة الصحة، قيل إنها ستواكب عمليات التلقيح. لكن تبيّن من نص القرار الصادر عن وزير الصحة، حمد حسن، أن اللجنة مهمّتها «مواكبة الجانب العملي لمسار التلقيح في المراكز المعتمدة (...) وتقييم وتطوير مسار التطبيق ومعالجة التحديات الناشئة عن تطبيق الخطة الموضوعة» من جانب اللجنة العلمية التي يتولى رئاستها الدكتور عبد الرحمن البزري. ويصرّ دياب على أن تتولى مستشارته للشؤون الصحية بترا خوري رئاسة هذه اللجنة والتي تضم ممثلين من جهات مهنية عديدة، لكنها تعكس تمثيلاً سياسياً أيضاً (تضم اللجنة، إلى مستشارة رئيس الحكومة، 15 عضواً من ضمنهم مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية الدكتورة بترا خوري). ولا بد من التذكير بأن خوري نفسها سبق أن قادت الضغوط ــــ مع آخرين ــــ لإصدار قرار بفتح البلاد نهاية العام الماضي، ما تسبّب في موجة الانتشار الهائل للوباء بين العشرين من كانون الأول الماضي والثاني من كانون الثاني. مع الإشارة الى أن المشكلات كانت كبيرة جداً بين بترا خوري ووزير الصحة الذي اتهمها مرة بأنها تحاول الاعتداء على صلاحياته. لكن قرار حسن بالأمس يتطلب تعديلات في عمل اللجنة العلمية، ما يثير حفيظة العاملين فيها وقد يدفعهم الى قرار بالاستقالة، بالإضافة الى ما علمته «الأخبار» من كون البنك الدولي الذي يموّل شراء اللقاحات كان قد حذّر قبل يومين جميع المسؤولين في لبنان من مغبّة تشكيل لجان إضافية لأن في ذلك ما يعقّد العملية ويثير الشكوك، ما قد يدفع البنك الدولي الى تجميد عمليات التمويل.

في هذه الأثناء، يبدو أن الرئيس دياب سيتحرك على خط التواصل المباشر مع القيادة الروسية وقد يبادر في الساعات المقبلة الى الاتصال برئيس الحكومة الروسية، واستدعاء السفير الروسي في بيروت، لأجل التعجيل بتوجيه الدعوة الى وزير الصحة اللبناني للقيام بزيارة عاجلة لروسيا. وهي الزيارة التي من شأنها توفير عقد للبنان بالحصول على مليون لقاح (مليوني جرعة) بسعر لا يتجاوز 19 دولاراً للقاح الواحد (سيُوزّع مجاناً، كما جرعات لقاح «فايزر»)، أي أقل بكثير من أسعار القطاع الخاص التي تبيّن أنها تراوح بين 40 و43 و45 دولاراً لكل من جرعتَي اللقاح الروسي.



«سبوتنيك ــ في» في لبنان: سوق سوداء للقاح الروسي؟

ندى أيوب الجمعة

البيع والشراء في السوق السوداء يطال اللقاحات أيضاً. إذ طلبت 4 صيدليات من المواطنين تسجيل أسمائهم لتلقي لقاح «سبوتنيك ــ في» الروسي، وهو ما دفع وزارة الصحة للتحرّك

وصلت أمس، 50 ألف جرعة من اللقاح الروسي «سبوتنيك ــ في» كدفعة أولى من بين مليون جرعة تحاول شركة «فارما لاين» تأمينها، عبر اتفاق عقدته الشركة. وتفيد معلومات «الأخبار» بأن شركة «CURE»، وكيلها الخبير الاقتصادي حسن مقلّد، تسعى مع الجانب الروسي لتوفير ما بين 2 إلى 4 ملايين جرعة «سبوتنيك ــ في».

ووسط تأكيد المعنيين أن عملية التلقيح ستتم بشكل قطاعي مؤسساتي، منعاً للتفاوت الاجتماعي وحفاظاً على عدالة التلقيح، تكثر الأسئلة المشروعة حول الآلية ومصير الراغبين بالتلقيح بشكل فردي.

جهود القطاع الخاص تلك مع الشركة الأم في روسيا، تتم بمعرفة وزارة الصحة وبالتنسيق معها وفق رخصٍ منحتها الوزارة للقطاع. أمّا على خط السوق السوداء، فعلمت «الأخبار» أن عدداً من الصيدليات، منها «مازن» و«زيتونة» في بيروت وأخرى في المناطق، تطلب من الناس تسجيل أسمائهم لتوفّر لهم اللقاح لقاء 40 دولاراً، كما في «مازن» على سبيل المثال، في حين أن السعر المحدد للجرعتين هو 38 دولاراً. وبحسب المعلومات، «مخالفة الصيدليات عرّضتها للاستدعاء من قبل مصلحة جهاز التفتيش في وزارة الصحة للتحقيق، ووجّهت إنذاراتٍ لها مع تعهّدٍ بعدم تكرار المخالفة».


سلاح انتخابي!

في زمن الجائحة، ومع بطء التلقيح الرسمي، تتصدّر الصحة سلّم الأولويات ويتحوّل اللقاح إلى سلاحٍ انتخابي لدى مرشحين يجدون في النظام الزبائني رافعة قد توصلهم إلى الندوة البرلمانية مع اقتراب الموعد المنتظر للانتخابات. فمثلاً، قد تصلك على تطبيق «واتساب» رسالة من المكتب الإعلامي لرجل الأعمال سركيس سركيس، أحد المرشحين المتنيين في انتخابات 2018، يدعو فيها الراغبين بالتلقيح إلى تسجيل أسمائهم. ووفق المصادر «الجرعات مجانية، ويعوّل سركيس على الحصول على جرعات من تلك التي استوردها رجل الأعمال جاك صراف رئيس مجلس إدارة فارما لاين».


البزري لـ«الأخبار»: تتكفّل المؤسسات بالكلفة البالغة 38 دولاراً

رسمياً، ووفق الإطار الذي رسمته وزارة الصحة، الاتفاق جرى على أن لا يباع «سبوتنيك ــ في» إلا قطاعياً أو مؤسساتياً، وبالتالي أي عملية بيع وشراء خارج ذلك تعدّ مخالفة، إمّا لابتغاء الربح أو للاستثمار الشعبوي. ويوضح رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، لـ«الأخبار»، أن «آلية وزارة الصحة تقتضي بأن تسجّل الشركات أو المنظمات أو الجمعيات بيانات موظفيها على المنصة المخصصة باللقاح بغية توحيد البيانات وتسهيل تقديرات نسبة المناعة المجتمعية، وتتكفّل المؤسسات بكلفته البالغة 38 دولاراً، مع اختيار أحد المراكز المعتمَدة من قبل وزارة الصحة لتلقي اللقاح فيه، أو تأهيل مركز خاص بها في حال توفّره وفق الشروط التي تضعها الوزارة وبإشرافها».

يختلف رأي البزري عن رأي مصادر وزارة الصحّة. فالأوّل «مع مجانية الخدمات الطبية التي تقدّمها المراكز للقطاع العام فقط، كحال التلقيح بفايزر الذي تجريه الوزارة، أمّا للقطاع الخاص كما سيحصل مع سبوتنيك فيجب أن تكون لقاء بدل، يتفق عليه صاحب المؤسسة مع المركز الذي اختاره لتلقيح موظفيه». في حين تقول مصادر الوزارة إن «الكلفة 38 دولاراً فقط لا غير والخدمات نريدها مجانية».

أمّا الإصرار على آلية «التمنيع القطاعي»، فيردّها البزري إلى الرغبة بالحفاظ على «عدالة اللقاح وإتاحته لجميع العاملين في مؤسسة ما أو قطاعٍ ما، بمعزل إلى أي طبقة اجتماعية انتموا». المشاركة المجتمعية في عملية «التمنيع»، برأيه، «ستسمح للقطاعات بتمنيع نفسها وبذلك تساهم بجزء مما يسمى تحقيق العدالة الاجتماعية». وللآلية بعدٌ اقتصادي أيضاً، «فهي فرصة لعودة القطاعات إلى دورة الحياة، لما لذلك من ضرورة في ظل الأزمة الاقتصادية».

إذا سارت الأمور وفق ما هو مرسوم لها، يتوقّع البزري أن تصل نسبة التمنيع إلى «25 في المئة مع حلول شهر حزيران»، معتمداً على ملايين الجرعات المختلفة بين «فايزر» و«أسترازينيكا» و«سينوفاك» و«سبوتنيك» المفترض أن تصل إلى لبنان على دفعات كبيرة بدءاً من الشهر المقبل.

وعلى عكس تفاؤل البزري، لا يبشّر عداد «كورونا» بالخير، فقد سجّلت وزارة الصحة في تقريرها أمس 3560 إصابة جديدة و61 حالة وفاة.



كل ما تريد معرفته عن «سبوتنيك ــ في»

علي عواد

وصلت أول دفعة من اللقاح الروسي «سبوتنيك ــ في» المضاد لفيروس كورونا إلى لبنان، وسيبدأ التلقيح به في 30 آذار في مركز طبي داخل مطار بيروت الدولي لموظفي شركة طيران الشرق الأوسط. وذلك بحسب تصريح رئيس مجلس الأعمال اللبناني الروسي، جاك صراف، لوكالة الأنباء الروسية «تاس» اليوم الجمعة. ولكن ما هي فعالية هذا اللقاح؟ وما هي التقنية التي صُنع بها؟ هل هو آمن؟ وما هي الدول التي أقرّت استخدامه لمواجهة وباء كورونا؟



طريقة صنع اللقاح وعمله

يوضح أستاذ العلوم الجرثومية في الجامعة اللبنانية، الدكتور قاسم حمزة، أن التقنية المستخدمة في صنع اللقاح الروسي هي تقنية النواقل الفيروسية (Viral Vector Vaccines)، وتعتمد على نقل الجين الخاص ببروتين نتوءات فيروس كورونا، بواسطة فيروس مختلف اسمه «أدينوفيروس». بعد التلقيح، يتم تصنيع بروتين النتوءات داخل خلايا جسم الإنسان ومن ثم يتعرف جهاز المناعة البشري إلى هذا البروتين ويبدأ تجهيز الدفاعات وكأن فيروس كورونا هو الذي دخل الجسم. علماً أن الـ«أدينوفيروس» المستخدم هنا حصراً لا يتكاثر داخل الجسم ولا يشكّل ضرراً على الصحة. مشكلة هذه التقنية، وفق حمزة، مشابهة لمشكلة لقاحات الـ«mRNA» مثل «فايزر» و«موديرنا»، إذ أن الجهاز المناعي يكون لديه هدف واحد وهو نتوءات فيروس كورونا. وفي حال مراكمة عدد كبير من الطفرات في بروتين النتوءات تخف فعالية اللقاح كما حصل مع لقاحات «فايزر»، «مودرنا»، «استرازينيكا» و«جونسون اند جونسون» ضد السلالة البرازيلية «P.1» والسلالة الجنوب أفريقية «B.1.351»، وتنبغي إعادة صنعه عبر استخدام جين النتوءات الجديد. وقد استُخدمت هذه التقنية سابقاً لدراسة لقاحات ضد فيروسَي «ميرس» و«إيبولا».



أبرز اللقاحات التي تعتمد هذه التقنية

ـــ «سبوتنيك في» (الروسي): أنتج هذا اللقاح معهد «غماليا» التابع لوزارة الصحة الروسية. وهو مزيج من نسختَين من فيروسات «أدينوفيروس» المتناقل بين البشر، وتسمى «Ad5» و«Ad26». تم اختبار كلا النوعين كتجارب لصنع لقاحات أو أدوية على مدى عدد من السنوات. ومن خلال الجمع بينهما، كان الباحثون الروس يتخوّفون من أن يتعرف الجهاز المناعي إلى «أدينوفيروس» بدلاً من أجزاء بروتين نتوءات فيروس كورونا. لذا، تقرّر إعطاء نسخة «Ad26» في الجرعة الأولى، ونسخة «Ad5» في الجرعة الثانية، للتأكد من تعرف جهاز المناعة إلى نتوءات كورونا. وهو اللقاح الوحيد الذي يعطى بجرعتين غير متماثلتين. ويؤكّد المعهد أن اللقاح (جرعتان بفاصل 3 أسابيع) فعّال بنسبة 91.4%. كذلك نقلت وكالة «رويترز» عن مطوّري اللقاح الروسي «سبوتنك في» قولهم الثلاثاء، إنهم تقدموا بطلب للحصول على موافقة محلية لنسخة «مخففة» من جرعة واحدة للّقاح، وإن التجارب عليها بدأت بالفعل في روسيا والإمارات العربية المتحدة وغانا. وقال آرسين كوباتاييف، المسؤول في صندوق الاستثمار المباشر الروسي، إنه ليس من المتوقّع أن تكون الجرعة المخففة بنفس فعالية اللقاح الأصلي. وأضاف أنه مع ذلك فإن الأمر يدعو «للتفاؤل» بخصوص التوقعات منه. ويتوقع أن يشارك 7000 شخص في التجارب. ويمكن توقع ظهور النتائج المؤقتة لفعالية «سبوتنك لايت» في حزيران. وتلقى نحو ألفي شخص بالفعل اللقاح الذي يتألف من جرعة واحدة فقط من الجرعتين.



ـــ «أكسفورد ــ أسترازينيكا»: بخلاف اللقاح الروسي، يستخدم اللقاح البريطاني فيروس «أدينوفيروس» الخاص بحيوان الشمبانزي لنقل الجين الخاص بنتوءات فيروس «كورونا» به. ويُعطى بجرعتين تحملان النسخة نفسها من «أدينوفيروس». أعلنت «أسترازينيكا» أن لقاحها فعّال بنسبة 62% إلى 91%، كما كان لافتاً إعلانها، في 11 كانون الأول الماضي، أنها ستتعاون مع روسيا لمعرفة ما إذا كان دمج اللقاحين يزيد من فعاليته.



ـــ «جونسون أند جونسون»: يوضح حمزة أن هذا اللقاح الأميركي، المكون من جرعة واحدة، يطابق الجرعة الأولى من اللقاح الروسي وفقاً للدراسات التي نشرها كل من معهد «غماليا» و«جونسون أند جونسون». وبداخل الجرعة، نسخة من «أدينوفيروس» هي «Ad26» فقط. ووفق أستاذ العلوم الجرثومية، حمزة، يتقدم اللقاح الروسي في هذه المسألة كونه يُعطى على جرعتين، الثانية منهما تحتوي نسخة «Ad5» من «أدينوفيروس» تقلل احتمال أن يتعرف الجهاز المناعي إلى «أدينوفيروس» بدلاً من أجزاء بروتين نتوءات فيروس كورونا.



الفعالية والأمان

في الثاني من شباط الماضي، أظهرت نتائج نشرتها مجلة «لانست» الطبية، أن لقاح «سبوتنيك ــ في» الروسي، الذي اتُّهمت روسيا بأنها لم تعتمد الشفافية بشأنه، آمن وفعّال بنسبة 91.6% ضد «كوفيد-19» المصحوب بعوارض.

التحليل الجديد لبيانات 20000 مشارك في تجارب المرحلة الثالثة، يشير إلى أن التلقيح بجرعتين يوفر أكثر من 90% من الفعالية. وتضمنت التجربة إعطاء 14964 مشاركاً اللقاح و4902 مشارك اللقاح الوهمي بجرعتين وبفاصل 21 يوماً. وبعد الجرعة الثانية من اللقاح، تم تأكيد 16 حالة مصابة بأعراض الفيروس في مجموعة اللقاح و62 حالة في مجموعة اللقاح الوهمي، ما يعطي فعالية تعادل 91.6%.

وبحسب معهد «غماليا»، معظم العوارض الجانبية (94٪) بعد تلقي اللقاح كانت خفيفة، وتضمنت ألم موقع الحقن والصداع والوهن.



الفعالية ضد المتحوّرات

أواخر الشهر الماضي، أشارت وكالة «رويترز» في تقرير، أن معهد «غماليا» التابع لوزارة الصحة الروسية، يختبر فعالية «سبوتنيك ــ في» تجاه المتحوّرات الجديدة من فيروس كورونا.

بالنتيجة، أظهرت الدراسة أن اللقاح يعمل بشكل جيد للغاية ضد طفرات فيروس كورونا الجديدة، بما في ذلك المتحوّر البريطاني، والجنوب أفريقي. ومن المتوقع نشر نتائج التجربة قريباً، ولا مزيد من التفاصيل المتاحة حتى الآن، ولم تعلن نسبة فعالية اللقاح ضدّ تلك المتحوّرات.



ما هي الدول التي اعتمدته؟

في شهر آب من العام الماضي، سجلت روسيا «سبوتنيك ــ في» وهو أول لقاح تتم الموافقة عليه في العالم. وبدأ التطعيم الشامل في روسيا في كانون الثاني 2021. وتلقى حوالى 3.5 مليون روسي جرعتين من لقاح سبوتنيك حتى 15 آذار الحالي.

وبحسب موقع «ستاتستا» باعت روسيا 100 مليون جرعة من لقاح «سبوتنيك ــ في» للهند، والتي كانت أيضاً من بين الدول التي وافقت على إنتاجه على أراضيها. وتخطط الشركات الهندية لإنتاج 752 مليون جرعة من اللقاح خلال العام الجاري. علاوة على ذلك، من المقرر أن تستورد المكسيك 7.4 مليون جرعة بين شباط ونيسان المقبل، مع تسليم المزيد من الجرعات في أيار. وتم ترخيص «سبوتنيك ــ في» في 49 دولة حول العالم اعتباراً من 11 آذار الحالي. وتقدمت روسيا بطلب للحصول على الموافقة على اللقاح في الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني، بينما وافقت العديد من دول الاتحاد الأوروبي على استخدامه في وقت سابق، مثل المجر وسلوفاكيا. تقدمت روسيا بطلب التأهيل المسبق لـ«سبوتنيك ــ في» في منظمة الصحة العالمية لتسريع توفره في جميع أنحاء العالم.

وسيبدأ إنتاج لقاح «سبوتنيك ــ في» الروسي المضاد لفيروس كورونا في إيطاليا اعتباراً من تموز، وفق ما قالت غرفة التجارة الإيطالية ــ الروسية لوكالة «فرانس برس»، وهي سابقة في الاتحاد الأوروبي الذي لم يعطِ الضوء الأخضر بعد لهذا اللقاح. كما أشارت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الأسبوع الفائت إلى أن ألمانيا ستطلب لقاح «سبوتنيك ــ في» حال ترخيصه في الاتحاد الأوروبي.

«سبوتنيك ــ في» في لبنان: سوق سوداء للقاح الروسي؟ (أ ف ب )
«سبوتنيك ــ في» في لبنان: سوق سوداء للقاح الروسي؟ (أ ف ب )


كل ما تريد معرفته عن «سبوتنيك ــ في» (أ ف ب)
كل ما تريد معرفته عن «سبوتنيك ــ في» (أ ف ب)


تعليقات: