حزب الكتائب.. هروب من تاريخ \"الفاشية\"

نقل سامي الجميّل في العقد الأخير حزب الكتائب من اليمين إلى الوسط الأقرب إلى اليسار (رشار سمور)
نقل سامي الجميّل في العقد الأخير حزب الكتائب من اليمين إلى الوسط الأقرب إلى اليسار (رشار سمور)


إذا كان رئيس حزب الكتائب اللبنانية، سامي الجميّل، يقوم بخطوات حثيثة منذ سنوات لتغيير نهج حزبه وأسلوبه، فإنّ الكتائب تعرّض خلال الساعات الماضية لسلسلة من حملات سياسية وإعلامية رافقت تعديل اسمه.

"حزب الكتائب اللبنانية، الحزب الديموقراطي الاجتماعي اللبناني". اسم توقّف عنده كثيرون من المتابعين السياسيين. إلا أنّ واقع الأمور يوضح أنّ هذه التسمية تعود إلى المؤتمر التنظيمي العشرين، الذي نظّمه الكتائبيون عام 1952. وهذا ما تظهره كل الوثائق التنظيمية منذ ذلك الحين. لكن الجديد الذي طرأ على تسمية الحزب، هي باللغتين الفرنسية والإنجليزية، فتم استبدال اسم Phalanges libanaises بالفرنسية وThe Lebanese Phalanges Party بالانجليزية، إلى Le Parti Kataeb وThe Kataeb Party مصحوباً بـ"الحزب الديموقراطي الاجتماعي اللبناني".

لماذا التعديل؟

توضح مصادر قيادية في حزب الكتائب لـ"المدن" أنّ ترجمة الاسم السابق للحزب بالفلانجة أو الفالانجة باتت عبئاً سياسياً على الكتائبيين في أي مؤتمر أو مشاركة دولية يشاركون بها. إذ يتمّ ربطهم مباشرة بالفاشية والديكتاتور الإسباني فرانكو وكتائبه "الفالانج"، ما يؤثر على صيت الحزب وعلاقاته. وبناءً عليه، تمّ تعديل الترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية، وإضافة "الحزب الحزب الديموقراطي الاجتماعي اللبناني" في الأوراق الرسمية للحزب ونشرها في الجريدة الرسمية.

بالنسبة لكثيرين، يقوم النائب المستقبل سامي الجميّل بتعديلات بنيوية وجذرية داخل الحزب، وبات متّهماً بالتخلّي عن تاريخ الحزب الذي أسسه جدّه بيار الجميّل. وبالنسبة لكثيرين آخرين، فإنّ الجميّل ينتقل بما تبقى من كتائبيين، من ضفة اليمين إلى الوسط أو حتى يسار الوسط، في سياق يدفع الحزب ثمناً باهظاً فيه، ولو أنه نجح في العقد الأخير بتجديد نفسه بشكل شبه كامل. فما خسره حزب الكتائب على مستوى التمثيل النيابي، يحاول التعويض عنه منذ تشرين 2019 في الشارع وبين الناس ومطالبهم بإسقاط السلطة الحاكمة.


تعليقات: