غياب عز الدين المناصر خسارة كبيرة لفلسطين والوطن العربي
أعلن في العاصمة الأردنية عمّان عن وفاة الشاعر والمفكّر الفلسطيني عز الدين المناصرة، مساء الأحد، قبل أسبوع من بلوغه 75 عاماً، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، اليوم الإثنين، يعدّ المناصرة أحد شعراء الثورة الفلسطينية ومفكراً وناقداً وأكاديمياً فلسطينياً، من مواليد بلدة بني نعيم، في الخليل، في 11 أبريل/نيسان عام 1946.
حاز المناصرة عدة جوائز أدبية وأكاديمية، واقترن اسمه بالثورة والمقاومة الفلسطينية، وأطلق عليه برفقة محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد “الأربعة الكبار” في الشعر الفلسطيني.
وغنى قصائده مارسيل خليفة وغيره واشتهرت قصيدتاه “جفرا” و”بالأخضر كفَناه”، وساهم المناصرة في تطور الشعر العربي الحديث وتطوير منهجيات النقد الثقافي.
حصل على شهادة “الليسانس” في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من جامعة القاهرة سنة 1968 حيث بدأ مسيرته الشعرية، ومن ثم انتقل إلى الأردن وعمل كمدير للبرامج الثقافية في الإذاعة الأردنية بين 1970 وحتى 1973.
انخرط المناصرة في صفوف الثورة الفلسطينية بعد انتقالها إلى بيروت، حيث تطوع في صفوف المقاومة العسكرية بالتوازي مع عمله في المجال الثقافي الفلسطيني والمقاومة الثقافية كمستقل.
وتم انتخابه عضواً للقيادة العسكرية للقوات الفلسطينية- اللبنانية المشتركة في منطقة جنوب بيروت إبان بدايات الحرب الأهلية اللبنانية عام 1976، وتم تكليفه من قبل الرئيس الراحل ياسر عرفات ليدير مدرسة أبناء وبنات مخيم تل الزعتر بعد تهجير من تبقى من أهالي المخيم إلى قرية الدامور اللبنانية.
وبعد عودته إلى بيروت في العام 1982 شارك في صفوف المقاومة من جديد أثناء حصار بيروت، وأشرف على إصدار جريدة “المعركة” إلى أن غادر بيروت ضمن صفوف الفدائيين كجزء من صفقة إنهاء الحصار.
تنقل المناصرة بين عدة بلدان قبل أن تحطّ به الرحال في الجزائر عام 1983، وانتقل في مطلع التسعينيات إلى الأردن حيث أسس قسم اللغة العربية في جامعة القدس المفتوحة (قبل أن ينتقل مقرها إلى فلسطين) وبعدها صار مديراً لكلية العلوم التربوية التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
حصد المناصرة عدة جوائز في الأدب من ضمنها: جائزة الدولة الأردنية التقديرية في حقل الشعر عام 1995، وجائزة القدس عام 2011.
يعرف المناصرة جنوب لبنان جيداً، وله علاقات وطيدة مع منتدياتها الثقافية والأدبية، وزار مدينة النبطية أكثر من مرة “وكنا نقيم السهرات الثقافية في منزل المربية الراحل فريحة الحاج علي” يقول الفنان حسام الصباح معتبراً “غياب عز الدين المناصر خسارة كبيرة لفلسطين والعالم العربي، بعدما أغنى شعره وفكره مكتباتنا وعبرا أفضل تعبير عن نضال الشعب الفلسطيني”.
وقد نعاه الفنان مرسيل خليفة الذي لحن وغنّى من كلمات المناصرة “جفرا” و”بالأخضر كفناه”:
” بالأخضر كفنّاه “
حين أصبحت تمنح الكفن ألواناً، بدأت في اقتراف الغياب .
ما كان ضرّك لو تركت الأخضر يخضّر أكثر كي تشُّمَّ فيه رائحة الشهيد فيعلو الزمان أو يقيم .
ألستَ بالزمان مسكوناً؟ وتمرّ الأيام وقلبك أخضر.
أتذكر يوم استشهد “زياد القاسم” في بيروت ودفن في مقبرة الشهداء ؟
وتلك المرأة العجوز من مخيّم شاتيلا حين وقفت إلى جانبك وكان الدّم ما زال ينزف من جرح الشهيد وقالت: “أنظر إن جرحه أخضر”؟ ومن جرحه الأخضر ولدت قصيدة: “بالأخضر كفنّاه “
أيها الشاعر والناقد والباحث والأكاديمي الفلسطيني تأخذنا إلى أين؟!
-“إلى عشب في القلب وفوق القلب رخام “
عز الدين المناصرة “أبو كرمل” شكراً لك…
بالأخضر كفناه
بالأخضر كفّناه بالأحمر كفّناه
بالأبيض كفّناه بالأسود كفّناه
لا الريح تحاسبنا إن أخطأنا لا الرمل الأصفر
لا الموج ينادينا إن خطف النوم أعيننا
والورد إحمرّ
يا دمَهُ النازف إن كنت عذاباً يومياً
لا تصفرّ
* المصدر: http://hawalb.com/?p=17677
تعليقات: