الجميلة الراحلة العريف في الجيش مروى زيتوني
كان أمن لبنان حلمها، منذ طفولتها هدفت لخدمة بلدها، وهو ما دفعها للانضمام إلى صفوف الجيش اللبناني. فرحت كثيراً أنها بدأت خطواتها على الطريق الذي تريد، إلا أن الزمن لم يمنحها مزيداً من العمر لاجتياز منتصفه. خطفها ال#موت في عزّ شبابها لترحل تاركة غصة في قلب كلّ مَن عرفها... هي العريف مروى زيتوني.
"انتصار" الموت
عين دارة ارتدت ثوب الحداد على ابنتها التي كانت تشعّ بالحياة، قبل أن يهاجمها مرض السرطان في أنسجتها، كما قال عمها رشيد لـ"النهار". وشرح: "قبل 9 أشهر، انقلبت حياة مروى بعد اكتشاف حالتها، ومع ذلك كانت مصمّمة على الصمود والمقاومة. بدأت العلاج وكلّها أمل أن يأتي اليوم وتعلن فيه انتصارها على الخبيث، صارعته مرات ومرات، كانت تدخل المستشفى وتخرج بعد تحسُّن حالتها، الا أنه في المرة الأخيرة غلبها الموت بعد ساعات من مقاومته على سرير مستشفى الجبل".
ترقية قبل الرحيل
رحلت الشابة الهادئة، المجتهدة والعصامية، التي خطّطت بعناية لمستقبلها، كانت فرحتها كبيرة قبل أربع سنوات حين انضمت الى صفوف الجيش، وقبل شهرين رُقّيت إلى رتبة عريف، حيث كانت تخدم في مركز حمانا، قسم الصحة، وقد تزامنت ترقيتها مع تفاقُم مرضها. وقال العم المتألّم: "كنا نتمنى لو أنّها بيننا الآن، فقد كانت تضيف جمالاً أينما حلّت، بعفويتها وروحها المرحة وطيبة قلبها".
الضربة القاضية
23 سنة كُتب لمروى أن تمرّ على الأرض، عاشت في كنف عائلة أحاطتها بالحب والرعاية هي وشقيقتها التي تكبرها بسنوات. كان همّ والديهما رؤيتهما سعيدتين، وإذ فجأة يدهم المرض المنزل الهادئ، سارقاً اللحظات الجميلة، خاطفاً الضحكة التي كانت تملأ أرجاءه رويداً رويداً. إلى أن كانت الضربة القاضية يوم أمس، حين أعلن الأطباء إطباق عينيها للأبد. كالصاعقة سقط الخبر على كلّ من عرفها، فقبل أن تُزفّ إلى عريس وتؤسّس عائلة، زُفت إلى مثواها الأخير.
أصدقاء مروى نعوها في صفحاتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، فعبّروا عن حزنهم العميق على فقدانها، مؤكدين أنّها رحلت عنهم جسداً، إلا أنّ روحها الطيبة وذكراها ستبقى في قلوبهم ما دام النبض في عروقهم.
الجميلة الراحلة العريف في الجيش مروى زيتوني
تعليقات: