نتقدم بتحية فخر ومجد واعتزاز من اهلنا في مدينة القدس، نسوة وشباباً وشيباً واطفالاً، لشجاعة وإقدام ورباطة الجأش لدى المقدسيين، في الملحمة البطولية التي تمثل الوجه الناصع والمشرق لمقاومة الشعب الفلسطيني التي لم تتوقف يوماً في عاصمة فلسطين الأبدية، فقد أثبت أهلنا في مدينة القدس مجدداً قدرتهم على حماية مدينتهم وتخندقهم في معركة الدفاع عن هويتها العربية وعن وجودهم فيها.
إن الموقف "الاسرائيلي"، الذي ينطلق من التمسك بمدينة القدس الموحدة كـ "عاصمة لدولة الاحتلال"، يستقوي بصفقة القرن مع الادارة الاميركية وباتفاقات التطبيع مع عدد من الانظمة العربية التي يتهيأ بعضها للاحتفال بـ "قيام دولة اسرائيل"، وهو ما بات يطرح مهمات أساسية:
أولاً: على القوى الفلسطينية تحويل معركة الشجب والادانة الى صوغ استراتيجية جديدة لتعزيز صمود شعبنا مما يستوجب ضع خطة إنقاذ عاجلة سياسية ومادية وتفعيل طاقات شعبنا في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، لمواجهة المشروع المعادي الهادف الى تغيير معالم المدينة، ومواجهة سياسة هدم المنازل في إطار مخططات تهويد المدينة.
ثانياً: على القوى الشعبية العربية احتضان كفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة وان تتحمل مسؤولياتها في دعم الشعب الفلسطيني ومده بكل اشكال الصمود والمواجهة، وتعزيز موقف المقدسيين في رفضهم لسياسات التطهير العرقي وهدم المنازل وسرقة الأراضي وتدنيس المقدسات.
ثالثاً: مواجهة التطبيع وتواطؤ الأنظمة الرجعية العربية وتدخلها الفج في الشأن الفلسطيني لصالح الاحتلال، كما استمرار سياسة الصمت العربي الرسمي إزاء ما يحدث من استباحة مستمرة للقدس.
رابعاً: دعوة القوى اليسارية والثورية العربية والتقدمية واحرار العالم إلى التحرك العاجل لعزل الكيان العنصري وادانة سياسة التطهير العرقي والثقافي والاعتداء على التراث وطمس تاريخ وهوية مدينة القدس.
إن ما يجري اليوم في أحياء القدس وشوارعها من مواجهات باسلة مع قوات الإحتلال الصهيوني وعصابات المستوطنين هو الرد العملي على محاولات إحياء صفقة القرن، وهو الشكل الذي من خلاله يمارس أبناء القدس السيادة على مدينتهم، والتأكيد على هوية وعروبة المدينة، والتصدي لعمليات التهويد وتزوير التاريخ المستمرة لها والاستباحة المتواصلة لمقدساتها، ومن أجل فرض الإرادة الشعبية على الاحتلال، وتحويل عوامل الرفض الصهيونية إلى معركة اشتباك مفتوحة معه، وليس من خلال إنتظار موافقته على بروتوكولات أوسلو التي عفا عنها الزمن.
إنّ معركة القدس ليست معركة بيانات وشجب، بل هي معركة الحرية والهوية، من خلال الفعل والاشتباك نحو انتفاضة جماهيرية واسعة، لفرض معادلات جديدة على الاحتلال تجبره على التسليم بسيادة الشعب الفلسطيني على القدس، او تضعه امام المواجهة السياسية والجماهيرية والشعبية الشاملة.
25 نيسان 2021
الموقعون:
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الحزب الشيوعي اللبناني
حزب الشعب الفلسطيني الحزب الاشتراكي المصري حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي - مصر
الحركة التقدمية الكويتية حزب النهج الديمقراطي – المغرب الحزب الشيوعي السوري الموحد
الحزب الشيوعي المصري اللقاء اليساري العربي الحزب الشيوعي الأردني
حزب الإرادة الشعبية – سوريا حزب الشعب الديمقراطي الأردني الحزب الشيوعي العراقي
حزب الوحدة الشعبية الأردني الحزب الشيوعي السوداني حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد – تونس
تعليقات: