سفيرة فرنسا تتفقد مركز عامل وفونداسيون ميريو للأم والطفل في دورس


تفقدت السفيرة الفرنسية في لبنان السيدة آن غريو يرافقها وفد من الوكالة الفرنسية للتنمية، مركز مؤسسة عامل الدولية وفونداسيون ميريو للأم والطفل في بلدة دورس، بحضور محافظ بعلبك – الهرمل السيد بشير خضر ورئيس بلدية دورس السيد إيلي غصين ونائبه السيد شفيق شحادة وممثلة فوانداسيون ميريو في لبنان الدكتورة جوزيت نجار وممثلة منظمة أطباء العالم برناديت ميرسي، وذلك بهدف الاطلاع على نشاط المركز الذي يخدم أبناء المنطقة والجوار منذ العام 2020 بالشراكة مع فونداسيون ميريو وبدعم من إمارة موناكو.

وقد استقبل الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية الوفد بحضور عضو الهيئة الإدارية فيرجيني لوفيفر والكادر المسؤول عن المركز واللجنة الصحية في المؤسسة.

وقد جالت السفيرة على أقسام المركز الصحي –الاجتماعي الذي صممت برامجه لرعاية الأم والطفل بشكل خاص، فضلا ًعن باقي الفئات في المجتمع، حيث يقدم مئات المعاينات والخدمات الصحية - الاجتماعية لأبناء المنطقة والنازحين على حد سواء، وذلك بالتوازي مع تنظيم جلسات التثقيف الصحي والاجتماعي لتحسين الوقاية من المخاطر الصحية، ولرفع التوعية حول قضايا اجتماعية وانسانية وصحية، إضافة إلى برنامج الصحة النفسية الذي تنفذه منظمة أطباء العالم في المركز، وبرنامج الرعاية المنزلية لمصابي كوفيد19 وتقديم الاوكسجين الذي يقدمها المركز أسوة بباقي مراكز عامل المنتشرة في لبنان، ضمن خطة الاستجابة التي أطلقتها المؤسسة لمكافحة تفشي جائحة كورونا ومساندة القطاع الصحي في التصدي للحاجات المتزايدة.

وقد تخللت الزيارة كلمة للسفيرة الفرنسية السيدة غريو أكدت فيها على وقوف فرنسا إلى جانب اللبنانيين في محنتهم واستمرارها في دعم البرامج الإنسانية لخدمة الناس جميعهم. وشادت بالانموذج الذي تقدمه مؤسسة عامل القائم على تعزيز قيم المواطنة والتضامن نحو بناء لبنان الأفضل.

من جهته أثنى المحافظ خضر على دور المركز في تنمية هذه المنطقة التي تعاني حرماناً تاريخياً على الصعيد التنموي، وخصوصاً في هذه الظروف الحالكة التي يمرّ بها لبنان وشعبه، مؤكداً أن تعاون المجتمع المدني والبلديات والجهات الفاعلة في المنطقة بما فيه من مصلحة للناس هو أفضل ما يمكن القيام به لحماية لبنان من التفكك والانهيار، وأن جهود مؤسسة عامل التاريخية لتنمية المنطقة يجب أن تُعمم ويُستفاد منها.

كما كانت مداخلة لرئيس بلدية دورس السيد ايلي غصين قال فيها أن هذا المركز هو بمثابة شريان حياة للمنطقة، وهو أنموذج عن المشاريع الفعّالة والهادفة لتحسين حياة الناس وتأمين حقوقهم التي تنفذها عامل في مناطق البقاع، مشيراً إلى دور المركز في التصدي لتفشي جائحة كورونا في البلدة والجوار ومساندة الفئات الضعيفة بالوصول للخدمات الصحية والاجتماعية وتوفير مساحة آمنة للنساء.

الدكتور كامل مهنا شكر بدوره المساهمين في اطلاق هذا المركز، لما يمثله من أنموذج تضامني يحتذي به في تنمية كافة المناطق المهمشة، معتبراً أن افتتاح هذا المركز جاء ليستكمل جهود مؤسسة عامل والتزامها بإنماء منطقة البقاع المهمشة منذ فجر الاستقلال، وقد أضيف إلى مراكزها المنتشرة في عدة مناطق بقاعية منذ أربعين عاماً، في عرسال، العين، شمسطار، كامد اللوز، مشغرة، وعياداتها النقالة التي تتجول في أكثر المناطق تهميشاً وتعمل على ايصال الرعاية إلى النازحين السوريين غير القادرين على اللجوء إلى المراكز المذكورة. وأضاف: إن مؤسسة عامل التي تساند الإنسان في لبنان عبر 28 مركزاً و6 عيادات نقالة ووحدتين تعليميتين وأخرى مختصة برعاية أطفال الشوارع في بيروت، تعمل عكس الثقافة المهيمنة في لبنان والعالم العربي المتمثلة بالعودة إلى الانتماءات الأولية الضيقة! وشعارها الأساسي هو: كيف نعمل على تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته الدينية أو السياسية أو الثقافية.

كما اعتبر مهنا أن لبنان بحاجة التضامن الإنساني والدعم الدولي والعربي لتعزيز صموده ومنع انهياره، وليكون قادراً على الاستمرار باحتضان العدد الهائل للنازحين السوريين، الذي يتجاوز المليون إلى حين ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، في ظل فقدان الحس الإنساني وتراجع العمل النضالي لصالح العمل التقني والربحي عالمياً، معتبراً أن لبنان قدم أنموذجاً تضامنياً مع النازحين في حين أغلقت الدولة الغربية حدودها، بما يتنافى مع اتفاقية جنيف- البند الرابع وتخلت عن دورها في احتواء نتائج الأزمة السورية، لافتاً إلى أن صون كرامة الإنسان وتأمين الحق بالوصول إلى الحقوق الأساسية يتطلب تضامن عالمي وتحمّل مسؤولية من قبل صنّاع القرار والمؤثرين، كما يتطلب تقديم الأنموذج الناجح الذي يحتذى به لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والتحرر الوطني، وهو ما انشغلت عامل ببنائه خلال مسيرتها في لبنان وحول العالم.

ووجه ختاماً كلمة شكر إلى السفيرة غريو على المساندة والمساعدة والتضامن مع شعب لبنان خصوصا منطقة البقاع التي عانت حرمانا تاريخيا، وهي لا تزال بحاجة إلى تنمية على كافة الصعد.







تعليقات: