محمد زهير الصدّيق
ظهر زُهير محمد الصدّيق مجدداً. «الشاهد الملك» وصاحب الاسم الأبرز في ملفّ الشهود الزور في جريمة اغتيال رفيق الحريري، خرج إلى الضوء بعد سنوات. الرجل الذي اتّصل من مخبئه يريد أن يُقدّم رواية مغايرة عن روايته السابقة بشأن دوره في مراقبة الرئيس رفيق الحريري بتكليف من الاستخبارات السورية. من يتّهم بتهديده لإجباره على الكلام وماذا يُريد اليوم؟
ورد اتصالٌ من رقمٍ هاتف أجنبي قبل أسابيع. عرّف المتّصل عن اسمه وصفته بأنّه طبيبٌ يُشرف على علاج رجلٍ مخطوف يطلب المساعدة. ادّعى أنّه لا يعرف اسم المعتقل، إنما يعرف اسم زوجته المدعوّة دعد الغُصيني. بحثٌ سريع على الإنترنت كفيلٌ بكشف هويّة زوجها. هو «الشاهد الملك» في جريمة اغتيال رفيق الحريري زهير محمد سعيد الصدّيق. طلبتُ إثباتاً، فأخبرني أنّ زوجته ستُعاود الاتصال بي. أخبرته بأنّ ذلك لا يكفي، بل أُريد دليلاً حسيّاً بشأن ما يقول. طلبت فيديو مسجلاً من الصدّيق نفسه، فأجاب بأن ذلك غير ممكن لكونه موجوداً في إقامة جبرية تحت حراسة أمنية حيث يُمنع إدخال الهواتف. لم أُكمل التواصل معه. غاب لأسبوعين قبل أن تصلني رسالة عبر أحد التطبيقات من شخص يقول إنه زهير محمد الصدّيق ويُريد محادثتي. طلبت إجراء المحادثة بالصوت والصورة لأتأكد من هوية الشخص الذي أُكلّمه.
كان زهير الصديق نفسه، «الشاهد» الأبرز في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي بنت لجنة التحقيق الدولية، عام 2005، عملها على أقواله، لتتهم سوريا بالجريمة، وتمنح فريق الادعاء السياسي الذخيرة اللازمة لتنفيذ انقلاب في لبنان. هذه المرة، كان الصدّيق يعتمر قلنسوة ويتحدث من منزلٍ ليس فيه سوى فراش. بدا أنّ السنوات مرّت ثقيلة عليه. اتّهم الصدّيق الرئيس سعد الحريري ورئيس فرع المعلومات السابق وسام الحسن باختطافه وتهديده بذبح ابنه سمير. ذكر أنّ الحسن نقله على متن طائرة خاصة إلى الإمارات. تحدث الصدّيق عمّا سمّاه «جريمة حرب» ارتُكبت بحقّ عائلته، قائلاً إن ابنه سمير حُرِم ١٦ سنة من التعليم. يزعم أنه أوقف في السعودية عام 2005، وتم تجنيده لتقديم شهادة كاذبة في جريمة اغتيال الحريري، قبل أن يُسجن في الإمارات وفرنسا.
الصدّيق يتّهم سعد الحريري ووسام الحسن باختطافه وتهديده بذبح ابنه
ينفي «الشاهد الملك» أنه كان ضابطاً في الاستخبارات السورية، مؤكداً أنه كان يعمل عطّاراً في لبنان وأن والده كان موظفاً في وزارة المالية السورية. يذكر أنّ عائلته كانت مهددة، كاشفاً أنه تعرض للتعذيب والسجن والتهديد ما تسبّب بضياع ١٦ عاماً من حياته. يُقدم الصدّيق أسماء كاملة ومجتزأة، ليعزّز روايته، لكنه لم يُبرز أي مستند أو تسجيل يُثبت روايته. ورداً على سؤال بأنّ لا مصداقية له بعد ارتباط اسمه بملف شهود الزور وعن الأدلة التي بحوزته لإثبات حقيقة ما يقول، أجاب بأنّ لديه أحد عشر مستمسكاً على الحريري وعلى الرواية التي يُقدمها اليوم، مؤكداً أنه سيكشفها قريباً وأنه مستعد لإبرازها لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون. سُئِل عن توقيت ظهوره اليوم بعد سنوات وعقب صدور حكم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الحريري، فأجاب بأنه خرج الآن بعد تمكنه من الهرب من مكان احتجازه. وردّاً على سؤال عما يُريد، أجاب بأنه يُناشد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون منحه اللجوء ليأتي إلى لبنان ليُقدم روايته في جريمة دفع لبنان أكثر من 500 مليون دولار على محاكمة دولية لتبيان حقيقة لم تظهر. ويذكر الصدّيق أنّ جواز سفره وبطاقة هويته انتُزعا منه، مناشداً منحه بديلاً منهما. كذلك ناشد الصدّيق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التدخّل لفتح تحقيق بشأن توقيفه المخالف للقانون في فرنسا، متوجّهاً إلى أي محامٍ في العالم ليتوكّل للدفاع عنه وللادّعاء على دولة الإمارات وفرنسا والرئيس سعد الحريري. أما عن إمكانية عودته إلى بلده في سوريا، فيُجيب بأنه سيعود مرفوع الرأس، مشيراً إلى أن الرئيس بشار الأسد وحده من أعطاه حقه في مقابلة مع صحيفة كويتية عندما أجاب بأنه لا يعرفه، لكنه قد يكون تعرّض للضغط ليُدلي بما أدلى به. وبشأن مكانه، فقد طلب الصدّيق أن يبقى سرياً لكون حياته مهددة، متحدّثاً عن مستندات أودعها لدى قريب له ستُنشر في حال اختطافه او اغتياله.
تعليقات: