الموت على الطرق يخطف الياس وزوجته.. تفاصيل الحادث الأليم


جمعتهما الحياة سنوات، عاشاها بحلوها ومرّها، وحين هاجمهما الموت، رفضا أن يفرق بينهما، فأطبقا عيونهما سوية للأبد... هما الياس أبي شموني وزوجته هدى الشدياق، اللذان فجعا بالأمس كل من عرفهما برحيلهما المفاجئ عن الأرض.

ذبحة قلبية فحادث أليم

لم يمر بعد ظهر أمس على بلدة حرف مزيارة بسلام، حيث فجعت بخبر تدهور سيارة الياس وزوجته في الوادي، وهما اللذان كانا عائدين كما قال مختار بلدة مزيارة جورج كركر (حيث يسكنان)، من منزل شقيق هدى في بشناتا بعدما أنهيا زيارتهما له، وشرح "ما إن وصلا إلى طريق بشناتا الساقية حتى وقع الحادث الأليم"، مضيفاً "بحسب تقرير الطبيب الشرعي فإن الياس أصيب بذبحة قلبية أثناء القيادة، فارق الحياة بسببها، ما أدى إلى انحراف مركبته وتدحرجها في الوادي، حيث لفظت هدى آخر أنفاسها، قبل أن تحضر فرق الإسعاف وتنقلهما إلى المستشفى ويعلن الأطباء الخبر الحزين".

ما حصل كارثة

الياس الذي عرف كما قال المختار بأخلاقه الحميدة كان يملك صالون حلاقة للرجال، وشرح "كرّس حياته لتربية عائلته المؤلفة من ٣ شبان، جميعهم الآن خارج لبنان، علمهم أفضل تعليم، رباهم بدموع العين، أمّن لهم كل ما يحتاجونه، وفي المقابل كانوا نعم الأبناء البارين بوالديهم، لكن للأسف شاء القدر أن يرحل الياس وزوجته في وقت كان أولادهما في الخارج، ولا شك أن الخسارة المزدوجة للوالدين شكلت صدمة لأبنائهما الذين سيقصدون لبنان لتشييعهما" وأضاف "كم من الصعب أن تعود إلى بلدك لوداع والديك، فالجميع يحلم بأن يقصد وطنه لرؤية أحبابه، فما حصل أقل ما يقال عنه كارثة".

صدمة للجميع

عند الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم السبت المقبل سيحتفل بالصلاة لراحة نفس الياس وهدى في كنيسة مارسركيس وباخوس – حرف مزيارة، ولفت المختار إلى أن "خسارتهما كبيرة على كل البلدة التي ارتدت ثوب الحداد على فراقهما، فقد كانا من خيرة الناس التي تعجز الكلمات عن وصفهما، فقد كانا كالنسمة أينما حلا سادت الراحة والأمل، ولا أبالغ عندما أقول إن ما من أحد من أبناء البلدة إلا والصدمة لا تزال تسيطر عليه، فمن كانا معنا في الأمس لن نستطع بعد الآن مجالستهما".

تعليقات: