خرجت ولم تعد
خرجت ولم تعد، لمن يعلم عنها شيئاً التواصل على هذا الرقم"... خبر تكرر كثيراً في الفترة الأخيرة، مرفقاً مع صورة الفتيات اللواتي غادرن منزل عائلاتهن وطال غيابهن، من دون أي معلومة عنهن، لا بل الأمر لا يقتصر على الإناث، فحتى هناك أولاد فقدوا، وإن كان عددهم أقل، ما يطرح علامات استفهام فيما إن كان يقف خلف تلك الحوادث عصابات، وما هدفها من ذلك، ابتزاز مالي أو تجارة أعضاء أو غيرهما، أم أن الموضوع لا يتعدى الخلافات العائلية وقصص الحب "الممنوعة أو المرفوضة" من قبل العائلة ما يدفع الفتيات إلى التمرد على قرارات الأهل المخالفة لما يهواه القلب.
تحقيقات جدية... ومتابعة
مصدر في قوى الأمن الداخلي أكد لـ"النهار" أن معظم التحقيقات في قضايا فقدان الأبناء أظهرت في النهاية أن سببها يعود إلى مشاكل وخلافات عائلية، وقال "عندما بتقدم الأهل بشكوى عن فقدان ابنتهم أو ابنهم نفتح محضراً بالحادثة، ونبدأ التحقيق مع المحيط لمعرفة خلفية ما حصل، ونتابع بكل جدية، من دون أن نستبعد أي احتمال، إذ ربما قد يكون الأمر متعلقاً بقضية خطف واحتيال وابتزاز، فنحن نضع كل الاحتمالات خلال التحقيق، ونستمر في المتابعة حتى كشف كل حادثة اختفاء".
أهم أسباب الاختفاء
وعما إن كانت ازدادت هذه الحالات في الفترة الأخيرة أجاب: "الأمر لا يتعلق بقضية أمنية، فالعدد يرتبط بالخلافات العائلية، أي بالعلاقة بين الأهل والأولاد، وبقدر ما يكون هناك تواصل وتفهم من قبل الوالدين لأولادهما، وبقدر ما يبتعدون عن العنف والتضييق القاتل عليهم، مع بناء ثقة متبادلة بين الطرفين تسمح للأولاد بالحديث عما يفكرون به، كل ذلك يمنع من الوصول إلى هروب الأبناء من البيت". ولفت إلى أن "العائلات المفككة تلعب دوراً والمشاكل بين المطلقين وعدم التوافق على مكان إقامة الأبناء تدفع البعض إلى اتخاذ قرار الابتعاد إلى وجهة لا يعرفها أقرباؤهم". وطالب المصدر الأمني من يتعرضون للعنف الأسري الاتصال على الرقم 1745 والإبلاغ عما يعانونه، مؤكداً أن القوى الأمنية حاضرة لمساعدتهم.
كم هو صعب ألا يجد الأبناء في أهلهم الحضن الدافئ والمتفهم لمشاكلهم، وكم هو صعب أن يصل الأبناء إلى التفكير بالابتعاد عن المنزل الذي يفترض فيه أن يكون محط الأمان لهم.
تعليقات: