نصر الله في «يوم القدس العالمي»: الكيان الصهيوني مأزوم.. ونحذّر من أي خطوة خاطئة!

الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله
الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله


بمناسبة «يوم القدس العالمي»، ألقى الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم، كلمة تناول فيها القضية الفلسطينية والتطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية والعربية والعالمية، كما تحدث عن ملف ترسيم الحدود بين لبنان وكيان العدو، ومناوراته المقبلة.

وفي شأن التطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية، وصف نصر الله ما تشهده القدس المحتلة من «مواجهة بالجسد العاري للعدو المدجج بالسلاح» بـ«التطور المهم»، وعزا ذلك إلى «اعتقاد الإسرائيلي أن الفلسطيني في القدس والضفة ليس لديه القوة للمواجهة»، مضيفاً أن التطور الأهم والأخطر الذي «يجب تثبيته» هو «مسألة دخول قطاع غزة بمقاومتها العسكرية وبصواريخها على خط المواجهة في القدس»، وهو ما «اعترف به الإسرائيلي (...) ويفتح آفاقاً كبيرة في المقاومة».

وفي إطار التطورات الفلسطينية، دعا نصر الله «قادة المقاومة لمواصلة هذا المنهج»، قائلاً إن المسؤولية هي أن «نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني (...) في هذه القضية المحقة وتقديم كل الدعم والمؤازرة والمناصرة». وأضاف نصر الله أن «المشهد الفلسطيني العام هو مشهد رفض الاحتلال والتمسك بالحق وهذا ما يعطي المشروعية لكل محور المقاومة ولكل مساندة تُقدم للشعب الفلسطيني سواء كانت سياسية أو عسكرية أو غيرها».

وأشار نصر الله إلى أن «الانتصار قد لا يكون قريباً بالضربة القادمة بل هو تراكمي ويجب أن نستمر في هذا المسار».

وتناول نصر الله مسألة «ثبات محور المقاومة» الذي اعتبره «العنوان الهام»، قائلاً: «تجاوزنا مرحلة استهداف المحور والإسرائيلي اليوم مليء بالقلق نتيجة ثبات محور المقاومة وتطور قدراته».

وفي هذا السياق، قال نصر الله إن إيران هي «الدولة الأقوى في هذا المحور ومنذ سنوات طويلة هناك جهد لإسقاط النظام في إيران وإعادتها إلى المحور الإسرائيلي والأميركي»، مضيفاً أن «الثورة الإسلامية في إيران ملتزمة بإحياء يوم القدس العالمي»، وأنها «مسألة عقائدية وحق مطلق لا يمكن أن يتبدّل».

وأضاف أن «إيران عبرت بشكل كبير جداً مرحلة الخطر وخروج أميركا من الاتفاق باعتراف الأميركيين كان خطأ كبيراً وفتح المزيد من الأبواب أمام الإيرانيين»، وأن «ما يرعب إسرائيل هو التطور النووي السلمي الإيراني الهائل».

وحول المفاوضات الإيرانية السعودية، وكلام ولي العهد السعودي نحو إيران، قال نصر الله إن ذلك «يصبّ في مصلحة محور المقاومة»، معلناً التأييد لـ«كل حوار إيراني دولي أو عربي لأنه يساهم بتقوية محور الأصدقاء».

وأضاف أن: «من يجب أن يقلق هم حلفاء أميركا في المنطقة من إسرائيل إلى بعض دول الخليج وكل من يرتزق على المواقف السياسية، أما أصدقاء إيران لديهم الثقة العالية أن ما يجري هو لمصلحة محور المقاومة».

وحول ما يجري في سوريا، أوضح نصر الله أن ما كان يحصل سابقاً ليس «وضعاً داخلياً بحتاً» بل هو «استهداف لقوى المقاومة»، مضيفاً أنه فشل مثلما فشل في العراق.

وفي ما يتعلق باليمن، قال إن «العالم يتحدث عن إنهاء الحرب بدون أي خطوات جدية»، وأن «الشعب اليمني يعبر عن موقفه من القدس والقضية الفلسطينية والتطورات النوعية في الموقف اليمني والقدرات خلال السنوات الماضية هو إضافة نوعية لمحور المقاومة، خصوصاً في ظل هذه القيادة الصادقة والحكيمة والشابة».

وفي المقابل، تناول نصر الله ما سمّاه «التغييرات الدولية»، موضحاً أن «المحاور الأخرى التي بدت في السنوات الماضية قوية، اليوم بدت مفكّكة وانتقلت إلى وضعية الدفاع عن بعض مكتسبات المرحلة الماضية».

وحول الكيان الصهيوني، قال نصر الله إن «الكيان الصهيوني مأزوم» وأن علامات ذلك هي «الأزمة السياسية الداخلية وعدم القدرة على تشكيل حكومة بسبب مشاكل نتنياهو»، مضيفاً أن «الكيان تحوّل من كيان يقوم على أسس عقائدية إلى كيان يخدم شخصاً بعينه وهذا يؤكد وجود مشكلة قيادة حقيقية وهذا من علامات الوهن والأفول وبعض الصهاينة يتحدثون عن مسار الوصول إلى حرب أهلية».

وفي هذا الإطار، قال نصر الله إن ما جرى بالصاروخ الذي وصل إلى ديمونا أدى إلى «حدوث خضة كبيرة داخل الكيان» وإلى التساؤل حول «استطاعة الإسرائيلي المواجهة» إذا «اندلعت حرب واسعة».

وفي ما يتعلق بـ«المناورة الإسرائيلية القادمة»، التي «تستمر لأسابيع وتم التحضير لها خلال المرحلة الماضية»، قال نصر الله: «ابتداءً من الأحد صباحاً، سنقوم بالخطوات اللازمة (...) بعيداً عن الأنظار (...) بحسب مواكبتنا الدائمة لحركة هذه المناورة»، داعياً إلى «الحذر في المنطقة عموماً وليس فقط في لبنان».

وفي هذا السياق، حذّر نصر الله «العدو الإسرائيلي من أي خطوة خاطئة باتجاه لبنان وأي محاولة للمسّ بقواعد الاشتباك»، مضيفاً :«لن نتساهل مع أي تجاوز أو خطأ أو حركة عدوانية إسرائيلية على كامل الأراضي اللبنانية، ويجب أن يفهم العدو هذه الرسالة الواضحة». وتابع : «قدراتنا تكبر والعدو لن يستطيع المسّ بقدراتنا وأن يوقف التطور النوعي الكمي، بالرغم من كل ما يفعله».

وفي موضوع ترسيم الحدود البحرية مع كيان العدو، نفى نصر الله أن يكون حزب الله «يتصرف بحرج مع الحلفاء في القضايا الاستراتيجية».

وفي هذا السياق، ذكّر أنه عام 2000 لم يتدخل حزب الله في ترسيم الحدود البرية، قائلاً: «نحن كمقاومة لا نتدخل ولن نتدخل في موضوع ترسيم الحدود»، مضيفاً أن التمسّك بمزارع شبعا حينها جاء على خلفية أن «الحكومة اللبنانية قالت إن مزارع شبعا جزءٌ من الأراضي اللبنانية»، فيما لم يكن حزب الله «جزءاً من الحكومة اللبنانية».

وأضاف نصر الله: «كذلك الأمر بالنسبة إلى الحدود البحرية، لا نتدخل، ولم نتدخل، ولن نتدخل»، معلناً «عدم الخوض في الأسباب» التي حثّتهم على البقاء بـ«منأى».

وفي هذا السياق، قال نصر الله إن «الجهات المعنية بالترسيم يجب أن تتحمل مسؤوليتها، وأن لا تتنازل عن النفط ولا عن الغاز»، مضيفاً: «يجب أن تكون المصلحة الوطنية هي الحاكم المطلق في ذلك».

تعليقات: