الشيوعي بعيد العمال: منظومة الإجرام تتسول على أبواب السفارات

لم نلب دعوة لودريان لعدم مراهنتنا على تسويات إقليمية أو على حلول خارجيّة (علي علّوش)
لم نلب دعوة لودريان لعدم مراهنتنا على تسويات إقليمية أو على حلول خارجيّة (علي علّوش)


بتأخير لنحو أسبوع، بسبب قرار إقفال البلد، الذي تزامن مع عيد العمال، أحيا الحزب الشيوعي اللبناني هذه المناسبة بتظاهرة اليوم الأحد في 9 أيار، انطلقت من ساحة رياض الصلح مروراً بجمعية المصارف وشركة الكهرباء وصولاً إلى المرفأ.

وكان الشيوعي وجه دعوات للمشاركة في هذه المناسبة تحت عنوان "العمال في طليعة معركة التغيير من أجل إنقاذ لبنان". وشارك فيها نحو ألف شخص أتوا من مناطق لبنانية مختلفة. وبدا لافتاً فيها مشاركة عشرات العمال والعاملات الأجناب، المنضوين في نقابة العاملات في الخدمة المنزلية التي أسسها الاتحاد الوطني لنقابات العمال.

ومثلما هو معتاد في هذه المسيرات "الحمراء" هتف المتظاهرون "رصوا الصفوف درب النضال طويل مع العمال والفلاحين"، وهتافات أخرى تندد بـ"حكم المصرف": "بدنا ضريبة ع الأرباح ع المصرف مش ع الفلاح"، و"الوطن للعمال فليسقط رأس المال". وإذ أدانوا بهتافاتهم الاستعمار: "يا للعار ويا للعار، حتى يبقى الاستعمار، ربطوا الليرة بالدولار"، حمل بعضهم لافتة كتبوا عليها "تحية لكوبا وللصين الشعبية".


تصعيد الانتفاضة

وألقى الأمين العام للحزب حنا غريب كلمة حيا فيها للعمالِ في عيدهم، وإلى "مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلالِ الصهيوني"، معتبراً أن مجيئهم إلى "مرفأ بيروت انتصار لدماءِ عمالِه وانتصار لشهداء الطبقةِ العاملةِ اللبنانيةِ وحركتِها النقابية، وللتعهّد لأهالي الشهداءِ والمنكوبينِ بمتابعة المسيرة، وتصعيدِ الانتفاضةِ لمحاسبة منظومةِ الإجرامِ التي قتلتهم".

ولفت إلى أن "أحزابُ السلطةِ ومصرفُ لبنان بدأوا برفعِ الدعمِ عن السلع الأساسية، الذي سؤدي إلى ارتفاع الأسعارُ بشكل كبير، بحجة أنها لا تريد المسَّ بأموالِ المودعين المقدرة بـ15 مليار دولار، بينما نهبت أكثرَ من 100 مليارِ دولار. وهو ما يدعونا إلى الاستعدادِ لتصعيدِ الانتفاضة لاسترجاعِ الأموالِ المنهوبة".


لا للرهان على الخارج

واعتبر أن "كلُّ ما يقومون به هو إذلالُ الناس بصناديقِ الإعاشة التي ينهبونها من السلعِ المدعومة ليوزعوها على المقربين والمحازبين، فيما البطاقةُ التمويليةُ المزعومةُ هي بمثابة بطاقةٍ انتخابيةٍ ستوزع لإعادةِ إنتاج سلطتهم من جديد. ويرهنون قراراتِهم ونفطَنا وسيادتَنا ومالَنا العام لأوصياءِ الخارجِ، سعياً وراءَ بعضِ القروضِ والتسهيلات، حيث اعتادوا التسوّلَ على أبوابِ الدول والسفارات، فيعرضون أمنَنا وحقوقَـنا وسيادتَـنا للمساومةِ وعقدِ تسوياتِهم وصفقاتِهم، مثلما يجري في ترسيم الحدود".

وقال إن الحزب الشيوعي "قدم البرامجَ والبدائل قبل الانهيار وبعده، على قاعدة حلّ أساسُه داخليٍ في إطار دولة تستلهم مُثُلَ العَلمانيةِ والديمقراطيةِ والمساواة والعدالةِ الاجتماعية، وتكونُ متحررةً من سطوةِ تحالفِ الزعامات الطائفيةِ ورأسِ المال الاحتكاريّ، وتبدأ الحلول من الداخل. وهو موقفُنا المعلنُ الذي نقوله للداخلِ والخارج. لذلك اعتذرنا عن عدم تلبيةِ دعوةِ وزيرِ الخارجية الفرنسية لودريان، لارتكاز موقفنا على المصلحة الوطنيّة، بعيداً من المراهنة على تسويات إقليمية أو على حلول خارجيّةٍ آتية من سفارات الدول القريبة والبعيدة لطالما دفع لبنان أثمانا باهظة بسببها".

تعليقات: