عدنان سمور: لفلسطين اليوم صباح أروع من كل صباحات العالم

صباح الخير يا أقصى
صباح الخير يا أقصى


من الوجع الخارج من ذاكرة الجرح النازف من جسد الأمة المثخنة بطعنات الغدر والتآمر والتخلي تخرج مبتسمة فلسطين الحبيبة على قلب كل حر وشريف في هذا العالم.

مدهشة ومذهلة كعادتها في الشدائد والصعاب تحمل رغم الألم والتعب والخراب والحروب العبثية والتضحيات الجسام في يدها وردة حمراء بلون دمها النازف من كل مكان في جسدها الغض الطري الطاهر كجسد العذراء مريم، وتقدم وردتها الرائعة إلى حنضلة أولا وإلى كل عشاقها ومحبيها والمؤمنين بعدالة قضيتها في هذا العالم وهم كثر ويزدادون بمرور الزمن وتراكم التضحيات القادرة على صهر القلوب الصلدة الصدئة.

فلسطيننا الحبيبة آه لجرحك النازف ووجع الحزن الذي ظل عاجزا عن كسر إرادتك الأصلب من صخور جبل الكرمل رغم حقدهم وقنابلهم ومذابح الأطفال الرضع والأولاد الذين هم بعمر الورد ورغم المجازر التي ملأت ذاكرة التاريخ والجغرافيا فيك ورغم خذلان متخمي العرب والعجم ورغم ورغم حتى ينقطع النفس. وتصرين رغم كل ذلك بصبرك وإرادتك وعنادك الأسطوريين على طحن مخالب أعدائك وكسر إرادتهم وتيئيس قادتهم وجمهورهم وداعميهم وكي ذاكرتهم وهزيمة جحافلهم المدججة بأحدث ما توصل إليه عقل الإنسان من ترسانات السلاح البري والبحري والجوي وتقنيات الرصد والتنصت والتجسس والإستشعار عن قرب وعن بعد وكل ما لذ وطاب من رفاه وحماية وبطر.

وتصرين رغم واقعك المر على إبسامتك الرائعة التي نأخذ منها شعلة التفاؤل بأنك ما زلت الأقوى وأنك ما زلت الأقدر على الحياة والبقاء والإستمرار ورسم معالم الحلم الأجمل الآتي نشاهد ملامح جمال حلمك خلف الدخان المتصاعد من قصفهم الحاقد على مساكن البسطاء الطيبين في أحيائك وشوارعك العتيقة والعابقة بريح وعطر الأنبياء والأولياء والقديسين والشهداء والجرحى والمعانين والصابرين المحتسبن المنتظرين للفجر الآتي يوم ترتاحين من الغاصب الذي يزداد إقتناعه يوما بعد يوم أنه لا مكان له فوق ترابك المقدس وأن المستقبل الوحيد الممكن هنا لك انت وحدك.

صباح الخير يا فلسطين .

صباح الخير ياقدس يا أميرة المدائن.

صباح الخير يا كنيسة القيامة .

صباح الخير يا أقصى.

لفلسطين اليوم صباح أروع من كل صباحات العالم.

* عدنان إبراهيم سمور.

باحث عن الحقيقة.

14/05/2021

تعليقات: