الطفل الراحل نبيل خضر
ساعات مرّت كالسنوات على عائلة خضر، التي فقدت في الأمس فلذة كبدها بينما كان يلعب مع أبناء الجيران، لتبدأ رحلة البحث عنه على الأرض وعبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال عرض صوره والطلب ممن رآه أو يعلم عنه شيئاً التواصل معها، أملت أن ينتهي الكابوس بسرعة، وأن يُحل اللغز بعودة ابن الست سنوات إلى حضنها سالماً، إلا أن ما خبأه لها الزمن كان مرّاً كثيراً، فالنهاية كانت مأسوية بعد العثور على نبيل جثة داخل ريغار للصرف الصحي.
كاميرات كشفت الكارثة
بعد محاولات حثيثة لمعرفة مكان وجود الطفل، تم التوصل إليه عبر كاميرا مزروعة في المشروع السكني حيث يسكن وعائلته، وبحسب ما قال والده أحمد خضر "تمكنا من خلال ما سجلته الكاميرات من اكتشاف مكانه، حيث عمل عناصر الإسعاف على إنتشاله، لكن للأسف كانت الروح قد فارقت جسده"، وبعكس ما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي من أن الصرف الصحي مسؤولية بلدية بحنين وسارقي #الريغارات، أكد الوالد المفجوع أن "الصرف الصحي يعود إلى المشروع، مشدداً على أنه لا يحمّل المسؤولية لأحد، ولن يرفع دعوى، معتبراً ما حصل قضاء الله وقدره"، لافتاً إلى أنه "بعد الحادث المشؤوم تم تغطية الصرف الصحي مباشرة".
مصيبة عائلة خضر كبيرة، وخسارتها لا تعوض، وقال أحمد: "نبيل الطفل الثالث من أطفالي الأربعة. كان ولداً ذكياً ومحبوباً، مجتهداً وكله طاقة وحيوية، شاء الله أن يكون عمره قصيراً ونحن نحمد الله على ما ابتلانا".
لا بدّ من مسؤول
ما ظهر في الكاميرا، يؤكد أن الطفل لم يكن يركض عندما سقط فجأة في الحفرة، بل سار برجليه إلى حتفه، بكل هدوء نظر إلى أسفل، قبل أن ينزل بإرادته، ربما رأى شيئاً أراد إحضاره أو استشكافه، لكن الأكيد أن الموت كان ضارباً موعداً معه ليخطفه من وسط أحبابه، من دون أن يشعر أي من الذين كانوا معه بما يجري على بعد أمتار منهم، وإن كان الوالد المفجوع لا يحمل أحداً المسؤولية، إلا أن الحقيقة هناك تقصير ممن هو مسؤول عن المكان والحفرة، الذي لم يبال بوجود بقعة "للموت" يلعب على مقربة منها أولاد لا يدركون مدى خطورتها، وبعد دفع خسارة لا تقدر بثمن تمت تغطيتها.
تعليقات: