من لبنان إلى غوغل.. مريم دبوسي: الأحلام ليست مستحيلة

مريم خالد دبوسي
مريم خالد دبوسي


العمل في شركات ال#تكنولوجيا العملاقة حلمٌ للملايين حول العالم، وحلمٌ أصعب للمواطن ال#لبناني مع الظروف التي يتعايش معها، إلّا أنّ الشابة اللبنانية، مريم خالد دبوسي تعيش هذا الحلم.

نشأت مريم في طرابلس، ودرست الهندسة الصناعية في الجامعة الأميركية في بيروت، ليبدأ مشوارها المليء بالتحدّيات والطموحات قبل أن تصل إلى شركة "#غوغل" العالمية.

بدأ شغفها بالتكنولوجيا منذ الصغر، حيث كانوا يستخدمون الإنترنت البطيء للتواصل مع جدتهم في الولايات المتحدة، وبدأ هذا الشغف ينمو مع صيحة الهواتف المحمولة وتطوّر الإنترنت خلال نشأتها، خصوصاً عندما لاحظت تأثير التكنولوجيا الإيجابي على حياة البشر.

واستهلّت الشابة الطموحة مشوارها في شركة الاستشارات "BCG"، حيث عملت على مشروع اكتشفت من خلاله شغفها في مجال إدارة المنتجات، فقررت التسجيل في مقررات تتناسب مع هذا الحقل في سنتها الجامعية الأخيرة لتتمكن من التطوّر فيه والوصول إلى أعلى المراكز. وبعد فترةٍ وجيزة، تم قبولها ضمن برنامج التدريب في شركة "غوغل" في الإمارات العربية المتحدة.

تمكنت دبوسي من تحويل فرصة التدريب إلى وظيفةٍ ثابتة، وهو أمر ليس بالسهل في الشركة، وتعمل حالياً على تطوير منتجات "غوغل"، وتسويق "يوتيوب"، ويُشار إلى أنّها أصغر فرد ضمن فريق الشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

واجهت ابنة الـ 24 ربيعاً الكثير من التحديّات لتكون الشخص الّذي هي عليه اليوم، وتؤكد في حديثٍ لـ"النهار" أنّ غياب المرشدين في بداية مسيرتها كان صعباً، وكانت بأمس الحاجة لشخصٍ يدلها على الطريق الصحيح، ولم تحظَ بذلك قبل بدء حياتها الجامعية وقبل أن تضطلع إحدى أقاربها بهذا الدور في حياتها. وأضافت أنّ التشكيك بالذات أثّر عليها بشكلٍ كبير، "عندما أتيت إلى الشركة، لم أمتلك خبرة طويلة في مجال التسويق والأعمال، وبالنظر إلى خلفيتي في الهندسة الصناعية، كنت متخوّفة من دخول قطاع التكنولوجيا، وكنت قلقة من عدم النجاح".

أما عن أبرز انجازاتها حتى الآن، تقول: "عملت مع فريق لتطوير مساعد غوغل (Google Assistant) باللغة العربية، وكان تحدياً شاقاً بسبب اللهجات المختلفة في العالم العربي، وشرح هذه الاختلافات للمهندسين وحلها معاً". وأضافت أنّ هذا الانجاز كان تقنياً وعملياً، إلّا أنّ أكثر ما تفتخر به هو كل ما قامت به لخدمة المجتمعات في المنطقة، ونوّهت تحديداً في عمل الشركة خلال جائحة كورونا، ومحاولة المساعدة بعد إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي.

وفي حين يعاني الكثير من الشباب اللبناني على خلفية جنسيتهم في بلاد الاغتراب، تشير دبوسي إلى أنّ تحقيق الأحلام والحصول على مناصب خارج البلاد قد يكون صعباً، لكنه ليس مستحيلاً، وأوضحت أنّها لم تواجه هذه المشكلة في "غوغل". وأفادت أنّ الشركة تدعم الموظفين لاستكشاف الفرص الجديدة وأنّ بيئة العمل متنوعة للغاية، "وهو أمر اعتدت عليه لكوني لبنانية، نشأت في مجتمع مع أشخاص من خلفيات مختلفة وهذا ساعدني كثيراً".

وعند سؤالها عن أحلامها، سرحت الشابة اللبنانية وقالت إنّها ترى مستقبلها في مجال التكنولوجيا، وتحاول إحداث التغيير من خلال هذا الحقل وتقديم المزيد للمجتمع. وعن عودتها إلى لبنان، أجابت بغصةٍ لم تستطع إخفاءها "أرى نفسي عائدة إلى لبنان، لكن متى؟ لا أعلم"، وأشارت أنّها توّد خوض تجارب مختلفة قبل العودة إلى الوطن.

وفي رسالةٍ للشباب اللبناني، تقول مريم: "اغتنموا الفرص، اعثروا على طرق لاكتساب الخبرات في المجال الّذي تحبونه، سواء بالتطوع أو التعلم، وفكروا بالتحديات التي تواجه مجتمعكم المحلي أو لبنان ككل، وكيف يمكنكم الاستفادة من الخبرات التي شاركها كثيرون من حول العالم، وحاولوا إيجاد حلول مبتكرة لهذة التحديات".

مريم شابة تجسد واقع لبنان الجميل-الأليم، واقع يدفع بجواهر الوطن إلى الهجرة، ورغم البُعد الجغرافي، إلا أنّ الطموح والإرادة اللبنانية يغلبان الظروف. وفي ظل كل ما نعيشه اليوم، الأمل موجود، وأحياناً قد يكون على هيئة إنسان.


تعليقات: