ماذا بقي لنا من #لبناننا الذي تغنى به الشعراء والفنانون، ماذا بقي من لبنان الذي اهرقت دماء الشهداء من اجله؟. لبنان الذي لقّب “سويسرا الشرق”، لبنان بعلبك وجبيل وصور وصيدا. لبنان بيروت ام الشرائع. تراهم ماذا يريدون؟ هل يقصدون تدمير هذا اللبنان لقيام لبنان جديد على شاكلتهم؟. هذا الشعور صار يراود معظم المعنيين بالشأن العام، ويتخوفون من ان يكون معظم السياسيين تحولوا ادوات خدمة لهذا المشروع الجهنمي بدراية منهم او بجهل. والاول اصعب من الثاني لانه يرتقي بهم الى مستوى العمالة اولاً، والخيانة ثانياً.
ماذا بقي لنا من لبناننا؟
بلد فاشل سياسياً بدليل ان اركانه لا يتواصلون ولا يثق بعضهم بالبعض الاخر. يعجزون عن #تأليف حكومة، واذا ما ألفوا حكومة تتعطل بصراعاتهم وخلافاتهم على الحصص والمغانم. لا يتفقون على قانون انتخاب. ولا ينتخبون رئيس جمهورية في الموعد الدستوري. فراغ يليه فراغ، يتبعه فراغ رغم الانتخاب. بلد مسؤولوه لا يخططون. لا يملكون رؤية ورؤيا. ينهبون في الداخل ويفرغون الخزائن، ويفقرون الناس. لا يتواصلون مع الخارج، بدليل ان رئيس الجمهورية منعزل عن العالم، ورئيس حكومة تصريف الاعمال لا يستقبله احد، ووزير الخارجية يقطع صلة لبنان باصدقائه ويسيء اليها. بلد تنقصه الديبلوماسية، بعدما كان سيّدها. معظم سفرائه المعينين حديثاً لزوم ما لا يلزم، تنقصهم الحنكة والفطنة وقواعد التعامل.
بلد فاشل اقتصادياً بدليل #الانهيار المالي الذي يعاني منه، وافلاس مصارفه، وسرقة ودائع الناس، وعدم قدرته على تحويل المال الى الخارج، ان توافر هذا المال. بلد لا يملك خططاً اقتصادية، الا على الورق، ولا خطة تطبّق، ولا قدرة على ترشيد الدعم الذي يسرق اكثره ويهرب عبر الحدود المتفلتة الى سوريا. البطاقة التمويلية تبدو كذبة الى اليوم.
بلد مستشفياته مهددة بالاقفال، ومدارسه وجامعاته على وشك الافلاس. بلد ناسه ينتظرون تأشيرة هجرة الى اي بلد يستقبلهم ويضمن حقوقهم ومستقبلهم.
ماذا يريدون؟ لقد نجحوا في تدمير الصيغة والكيان، ولا يملكون مشروعاً مستقبلياً حضارياً يعيد لبنان الى الخريطة الدولية، بل انهم يعتبرونه حقل تجارب بالتوجه شرقاً او في اتجاهات اخرى لا تقيه شرور الحاضر، ولا ترف المستقبل.
لبنان دولة فاشلة امام العالم، ولا من يستحي، ولا من يحاسب، ولا من يستقيل.
تعليقات: