الخليلان وصفا واللقاء بباسيل: أجواء إيجابية وهمية

العُقَد الحكومية كلها لا تزال على حالها (الأرشيف)
العُقَد الحكومية كلها لا تزال على حالها (الأرشيف)


لا أحد يريد انهاء اللعبة. من يبادر ويستمر.. يرفض حتى الآن التخلي عن مبادرته، ويسعى لديمومة مساعيه، سواء للوصول إلى حلّ (وهو أمر مستبعد راهناً)، أو لإجادة لعبة الاستثمار بالوقت.


الاجتماع بباسيل

حركة الثنائي الشيعي تأتي بعد توافق حصل بين الرئيس نبيه برّي وأمين عام حزب الله، على تكثيف الحركة، لعدم نعي المبادرة وبث صورة سلبية بفعل الفشل. الطرفان عملا على تحصيل ضمانة من قبل الرئيس سعد الحريري بعدم الاعتذار، ومن قبل جبران باسيل بعدم الاستقالة من المجلس النيابي.

وتحت هذا العنوان تستمر اللقاءات، التي تجددت مساء الثلاثاء بين وفد الثنائي، الذي ضم حسين الخليل وعلي حسن خليل ووفيق صفا، بجبران باسيل. والهدف تحريك الملف الحكومي، مع علم الطرفين بأن لا حكومة في الأفق.

عقد اللقاء مع قرار مسبق بضرورة إشاعة أجواء إيجابية تشير إلى تحقيق تقدم. لذلك، وبعد انتهاء الاجتماع، بدأ تسريب أخبار عن حصول اتفاق على الهيكلية العامة للحكومة، أي تشكيلة من 24 وزيراً، مع إعادة توزيع الحقائب، والتي أيضاً تناولتها التسريبات بصيغة إيجابية. علماً أن العُقَد كلها لا تزال على حالها.


مشاكل جديدة

طرح الثنائي في مساعيه، عدم حصول التيار على الثلث المعطل، وإيجاد صيغة للاتفاق على تسمية الوزيرين المسيحيين، بتوافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس. وعملياً، العقبات لا تزال على حالها. فيما طرأت مشكلة جديدة تتعلق بوزارة الطاقة التي يرفض باسيل أن تكون من حصة تيار المردة. وتمسك باسيل بالحصول على هذه الوزارة مقابل إعطاء الاتصالات للمردة. بذلك، يختار الرجل اختلاق مشكلة بين الحريري وسليمان فرنجية.

أما صيغة اختيار الوزيرين المسيحيين، فلا يزال باسيل على اقتراحه بعدم تسميتهم من قبل الحريري، على أن يكون هناك توافق بين مختلف القوى، باختيار اسمين من مجموعة أسماء يتم تقديمها. واتُفق أن يبلّغ علي حسن خليل الحريري بنتائج هذا الاجتماع للحصول على إجاباته. وحسب المعلومات، فإن الحريري بقي مصرّاً على موقفه بعدم التنازل عن حقه الدستوري في تسمية وزير مسيحي أو أكثر، معتبراً أن اقتراح تسمية الوزراء عليه، هو إهانة لرئاسة الحكومة وللدستور.


الحريري والثقة

كذلك بحث الخليلان مع الحريري مسألة الثقة البرلمانية، ومدى إمكانية منحها للحكومة، خصوصاً ان الحريري يصر على نيل ثقة تكتل لبنان القوي، بما أنه سيمنح عون 8 وزراء. أما بحال رفض باسيل منح الثقة للحريري، فحينها تكون حصة رئيس الجمهورية 3 وزراء. فقال باسيل للثنائي: كيف نمنح الحريري الثقة وهو لا يعترف بنا؟ ولا يتواصل معنا؟ وكيف في الأساس يطلب ثقتنا، وهو لا يريدنا؟ هنا أجاب الخليلان بأن الثقة تمنح للحكومة وبيانها الوزاري وليس لشخص رئيس الحكومة. لكن باسيل قال إن الطريق إلى الثقة معروفة. وهي اللقاء مع الحريري والتفاهم. عدا عن ذلك، لا يمكن منح الثقة لشخصية لم يسمّها التيار في الاستشارات النيابية.

التواصل بين الرئيس نبيه برّي والحريري مستمر من خلال علي حسن خليل. الرئيس المكلف مصرّ على عدم حصول التيار الوطني الحرّ على الثلث المعطل بأي شكل مباشر أو مبطن، ويتمسك بحقه في تسمية الوزير المسيحي، وبنيل الثقة. انها اللعبة الدائمة والمتجددة في إشاعة الاجواء الإيجابية، وتقاذف الاتهامات، في تحميل كل طرف مسؤولية التعطيل للآخر.

تعليقات: