\"معتقل الخيام\" يشهد مجدداً على همجية المحتل في عدوان تموز.

العدو أراد طمس جرائمه ومعالمه وآثار عدوانيته بحق المقاومين واللبنانيين.

التدمير لن يُسقطه من ذاكرة 9 آلاف أسير لبناني زجوا في زنازينه.

7 سنوات مرت على تحرير المنطقة من العدو الإسرائيلي الغاصب، وما زال "معتقل الخيام"، الذي يمثل برهاناً ساطعاً على جرائم العدو ووحشيته، على حاله دون أي اهتمام من أي جهة رسمية أو خاصة، ومما زاد الطين بلة، انتقام العدو الإسرائيلي من هذا المعتقل الذي يعتبر الشاهد الأعظم على همجيته ووحشيته بحق الإنسانية•

وكان العدو قد زجّ في زنزاناته المظلمة وأقبيته النتنة الآلاف من أبناء الجنوب والوطن، بعدما أمعنت طائراته في تدميره، على مدى أيام متتالية خلال عدوان تموز العام الماضي، ولم يبقَ مما كان قائماً غير زوايا لم تزل تتعلق بأذيالها قضبان الأسر وأعمدة التعذيب، الشاهدة باستمرار على ممارساته الخارجة على مبادئ الإنسانية•

كان لا بد للعدو الإسرائيلي في عدوان تموز 2006 من أن يضع "معتقل الخيام" هدفاً له ليخفي تاريخه الأسود، لكن تدمير المعتقل لن يسقط من ذاكرة 9 آلاف أسير لبناني تعاقبوا على المعتقل، حقيقة هذا العدو وممارساته العدوانية، وأراد العدو بعدوانه البربري على المعتقل "معقل الأحرار" أن يمحو ذاكرة اللبنانيين الشرفاء، وأن يخفي بالتالي جرائمه الوحشية، لكن العدو أخطأ لأن ذاكرة الأحرار لا زالت حاضرة وممارساته الإرهابية والهمجية لا زالت ماثلة أمام أعين الملاء•

"لـواء صيدا والجنوب" قام بجولة تفقدية داخل المعتقل الذي ما زال مدمراً، ولم تسع أي جهة حتى اليوم نحو إعادة ترميمه أو بنائه من أجل إعادة الاعتبار ولو بالحد الأدنى لتضحيات المقاومين الشهداء الذين سطروا بدمائهم ملاحم البطولات على مذبح الوطن الجريح، وقدموا حياتهم فداءً لكي يبقى لبنان شامخاً وصامداً•

ألا يحق لهؤلاء المقاومين الشهداء الذين ضحوا على مدار سنوات طوال، أن تهتم بحقوقهم الجهات الرسمية، وتعيد بناء أهم شيء يرمز إلى تضحياتهم، حيث أراد العدو طمسها خلال عدوانه على الوطن؟ سؤال يطرحه الأسرى المحررون يومياً على الجميع وهم يشعرون بحزن وأسى على رفاق لهم سقطوا من أجل وطن ما زال يشك بدورهم الوطني في الدفاع عن لبنان وشعبه ومؤسساته، وخصوصاً العسكرية منها، حيث أعاد هؤلاء الشهداء الاعتبار لقوة هذا البلد الذي دحر العدوان الصهيوني مرات عدة كان آخرها العام الماضي؟•

هذا المعتقل دخل ذاكرة الوطن من بابه العريض، وأصبح شاهداً حياً على إيمان وتضحية المناضلين، وعلى بربرية وإرهاب المعتدين وسيعلمنا ويعلم أجيالنا أن النار لا تحرق حقاً، وأن الظلم لا يبني سلاماً، ولا يستطيع الخيال، أن يطرح المأساة لكنه لا يستطيع أن يتجاوز الواقع المرير الذي كان يعانيه الأسرى والمعتقلون•

استلهام الدروس والعبر

لقد حوّل الفنانون العرب المعتقل الذي كان يسكنه الرعب، عبر ريشهم إلى روضة للفن والإبداع ومطرحاً لاستلهام الدروس والعبر، لكن الوحشية الصهيونية وعقلية الانتقام والعودة إلى مسرح الجريمة لإخفاء معالمها دفع "إسرائيل" مرة جديدة إلى تدمير زواياه المادية ومحتوياته وأمتعة المعتقلين المحررين التي لم يبقَ منها شيئاً والتي تطايرات مسافات بعيدة جداً عن المعتقل•

لقد حاولت "إسرائيل" في المعتقل كما في كل المدن والقرى التي قصفتها ودمرتها، محو رمز جريمتها، لأن المعتقل كان رمزاً للمرحلة السابقة، فجربت محو هذا الرمز، لكنها فشلت وسيبقى المعتقل بوضعه الحالي يدل على فظاعة الجرائم التي ارتكبها العدو بحق المقاومين والشعب اللبناني وكل من رفض التعامل معه لضرب الوطن والاعتداء على سيادته ووحدته الداخلية•

ما قام به العدو في "معتقل الخيام" يؤكد أنه صاحب مجزرة القرن العشرين، وأنه صانع مجازر بالشعوب التي تريد حريتها واستقلالها وتريد سيادتها على أرضها، في بداية القرن الواحد والعشرين•

ولقد سعت "إسرائيل" عبر عدوانها الشرس على "معتقل الخيام"، إلى إخفاء اللوحات الفنية التي أنتجها الفنانون الذين اجتمعوا من كل أقطار الأرض لإكمال مسيرة المقاومة وتحقيق النصر بالفن، وبالكلمة، بالصورة وبالإعلام، كما المقاومة انتصرت بالسلاح وبدم الشهداء، وأرادت إسرائيل طمس معالم اللوحات الفنية والمنحوتات التي عبّرت تعبيراً صادقاً عن ذاكرة الوطن المقاوم والشعب المناضل، وشكلت تجسيداً حيّاً يبرز بربرية العدو في مجازره وفي طغيانه وفي نحره لحقوق الشعوب ولحقوق الإنسان• لكن إرادة العدو لم تتحقق فقد سحبت منه قبل وقت قصير من بدء العدوان، بحيث كانت لوحاتهم بمثابة مرآة للجراح المضمدة بالكبرياء وشهادة للحق على الباطل، وشهادة على الفداء والعطاء من قبل أبنائنا المقاومين والصامدين الذين وهبوا حريتهم وضحوا بدمائهم الذكية لتحرير الإنسان ولتحرير الأرض•

لم تعد غرف المعتقل غرفاً، ولا المعتقل معتقلاً؛ والبناء الفرنسي القديم المحدّث بأبنية مجاورة، المعتمر التلة الجنوبية لبلدة الخيام التي صبّ عليها العدو جام غاراته الأربع مائة وما يفوق، ونحو أربعة آلاف قذيفة من مختلف الأعيرة؛ تحول إلى أطلال لم يبق منه إلا اليسير اليسير•

فعلاً لقد مارس العدو انتقامه من المعتقل الذي ظل إلى بعد 6 سنوات من التحرير شاهداً، يحكي لآلاف الناس والزوّار الذين تقاطروا إليه من مختلف أصقاع الأرض، من العوالم العربية والأميركية والأوروبية، وفي مقدمهم النخب العلمية والثقافية والبرلمانية والبعثات الإنسانية؛ وكان آخرهم العالم نعوم تشومسكي، ليباركوا التحرير المظفر، وليستدلوا من خلال المعتقل على ممارسات العدو وهمجيته• ومن أجل ذلك أراد أن يغيب هذا المعلم، الذي سيظل برغم ما لحق به من دمار كلي ومنهجي شاهداً، هذه المرة، على همجية التدمير التي مارسها بحق الحياة وما عليها في لبنان عامة، والجنوب تحديداً•

قضية الإعتقال

"الاعتقال حكاية جرح بليغ بدأها العدو الإسرائيلي في اللحظات الأولى من احتلاله لفلسطين عام 1948 وكرسها كجزء من غطرسته الوحشية التي مارسها ضد الأبرياء والمدنيين في كل قرية ومدينة على حد سواء• وبعد العام 1967 بلغ الاعتقال ذروته حتى أن هذا العدو لم يستثن من وحشيته هذه شيخاً أو امرأة أو طفلاً بهدف إلقاء الرعب في نفوس المواطنين الأبرياء وكسر إرادة الحرية والمقاومة والكفاح لديهم• وغالباً ما ترافقت عمليات الاعتقال مع التدمير والعدوان المستمرين•

والاعتقال أحد الأساليب الناجعة التي استخدمها العدو لتثبيت سيطرته على الأجزاء التي يحتلها داخل فلسطين أو خارجها، ولم يكن بمقدور هذا الكيان أن يحكم احتلاله وغطرسته للأرض لولا إعداد المعتقلات لتكون بمثابة الدعامة الأساسية لتكريس احتلاله للأرض وسيطرته عليها وإذلاله لإرادة الإنسان•

بعد الأيام الأولى للاجتياح الإسرائيلي للبنان في الرابع من حزيران 1982، استحدث العدو الإسرائيلي أماكن عدة للاعتقال والتحقيق، كدلالة واضحة على تكريس واقع الاحتلال وإطالة أمده• إن "معتقل انصار" كان بمثابة فكرة أعدها العدو سلفاً منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها احتلاله لجنوب لبنان، وقد استخدم العدو قبل "معتقل أنصار" عدداً من مراكز التحقيق والاعتقال عرف منها: "معمل صفا، الذي كان مخصصاً لتوضيب الحمضيات في منطقة الزهراني في جنوب لبنان، ومدرسة الشجرة في صور التي عُرفت بمقر الحاكم العسكري، والريجي في النبطية، ومدرسة الراهبات في صيدا، هذا بالإضافة إلى عشرات الأماكن المخصصة للاعتقال والتعذيب كانت سلطات الاحتلال أعدتها في عدد من الأقضية المحاذية لفلسطين•

وكان المعتقلون آنذاك يفترشون الأرض ويتلحفون السماء في العراء دون الاكتراث لأمر الذين يقضون أمواتاً أو يغدون معوقين نتيجة لحر الشمس أو البرد القارص•

واعتمد العدو الإسرائيلي خلال الأسابيع الأولى للاجتياح نقل العديد من الأسرى إلى داخل فلسطين وذلك بتقييد أيديهم وعصب أعينهم وتركيعهم تحت حرارة الشمس القاتلة، حيث كانت تستغرق عمليات النقل في شاحنات مكشوفة ساعات عدة يتعرض فيها المعتقلون لشتى أنواع التعذيب والقهر والإذلال•

حكاية الاعتقال في "معتقل أنصار"

بعد حوالى الشهر ونصف الشهر تقريباً على بدء الاحتلال الغاشم أنشأ العدو في الرابع عشر من شهر تموز للعام 1982 معتقلاً كبيراً سمي بـ "معتقل أنصار" في منطقة تدعى "تل بعل" في بلدة أنصار الجنوبية في محافظة النبطية جنوب لبنان، والمعتقل كان عبارة عن مساحة من أراض واسعة تقع شمالي الطريق العام الذي يصل مدينتي صور والنبطية وتحديداً بين قريتي الدوير وأنصار، أحيطت به السواتر الترابية والأسلاك الشائكة من جوانبه الأربعة•

وينقسم معتقل أنصار إلى 20 معتقلاً تبلغ مساحة المعسكر الواحد فيه حوالى 3 دونمات، يفصل بين المعسكر والآخر طريق ترابية تحيط بجوانبها أكياس من الرمل والأسلاك الشائكة، وقد وضعت داخل كل معسكر 20 خيمة بالإضافة إلى خيم صغيرة اعتبرت بمثابة حمامات ومطابخ• ونظراً لوجود الآلاف من الأسرى داخل المعتقل تعيَّن على أركان جيش العدو إحداث نوع من التنظيم بحيث استحدث مختاراً وشاويشاً لكل خيمة وجنّد وعدداً من عملائه لتقصي أخبار الأسرى من الداخل•

"معتقل الخيام"

"معتقل الخيام" الذي شغل بال العالم لأكثر من عقدين من الزمن "منذ العام 1984 وحتى العام 2000" فكان الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود تعرض لتدمير كامل خلال عدوان تموز 2006 •

مطلع العام 1985 أقفل العدو الإسرائيلي معتقل أنصار ليبقى ذاكرة في الوطن مستحدثاً بذلك معتقلاً آخر في بلدة الخيام - قضاء مرجعيون جنوب لبنان مولياً إدارته لميليشيا العميل انطوان لحد•

"معتقل الخيام" عبارة عن ثكنة عسكرية بناها الاستعمار الفرنسي عام 1933 على أساس أنها إسطبلات لخيوله، ويقع المعتقل وسط تلة استراتيجية تشرف على منطقة اصبع الجليل شمالي فلسطين المحتلة، وتطل على مرتفعات الجولان لتصل إلى قمة جبل الشيخ من ناحية الشرق، وقد حوَّلها العدو مقراً لقواته المرابطة في جنوب لبنان مستخدماً إياها كزنازين للاعتقال•

ومع استقلال لبنان عام 1943 تحوّلت ثكنة الخيام إلى ثكنة عسكرية للجيش اللبناني، وإبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان في آذار من العام 1978 أتخذ العدو ثكنة الخيام كمركز رئيسي للتحقيق والإستجواب، في مقابل مركز القيادة والتجمع العسكري في ثكنة مرجعيون قبل أن يحوّلها إلى معتقل رئيسي لقواته مطلع العام 1985 اثر انسحابه من بيروت والجبل وصيدا والزهراني وصور على وقع عمليات المقاومة آنذاك•

وكان يشرف على المعتقل جهاز من الميليشيات تأتمر بإمرة عدد من الضباط العدو وجهاز الموساد والمحققين يقيمون في مبنى خاص لهم يتناوبون مع زملائهم في هذا الموقع•

ويعتبر "معتقل الخيام" المركز الأول بعد مراكز التحقيق الفرعية التي كانت منتشرة في مناطق عدة في جنوب لبنان منها: ثكنة مرجعيون ومقر قيادة الـ 17 في بنت جبيل ومراكز التحقيق•

وكانت تتراوح أعمار المحتجزين بين 10 سنوات حتى 70 سنة يحتجزون دون أية استنابات قضائية أو تهمة تسند إليهم ودون أية محاكمة أو رقابة دولية•

وخلال جولة استطلاعية قمنا بها على أرجاء المعتقل الذي دمر بالكامل ولم يبقَ منه سوى بضعة غرف منضوية على بعضها البعض، التقينا عدداً من الأسرى الذين عانوا الأمرّين خلال فترة اعتقالهم فيه من قبل العدو بسبب رفضهم التعامل والتعاون معه ودعمهم المباشر لما تقوم به المقاومة دفاعاً عن الأرض والشعب والسيادة والاستقلال•

لم يعد المواطن وحتى الذين سجنوا فيه لفترات طويلة يعرفون غرفه، والبناء تحوّل إلى ركام لم يبقَ منه إلا الأمتعة الشخصية للمعتقلين الذين تحرروا في العام 2000 وبعض الأشغال اليدوية التي صنعها المعتقلون، والتي تحكي قصص وروايات التعذيب والإرهاب الذي مارسه المحتل الغاصب بحق الوطن والمواطنين•

يتألف "معتقل الخيام" من عدة مبانٍ تضم حوالى 67 زنزانة جماعية، هذا بالإضافة إلى عدد من الزنازين الانفرادية بحيث لا تتعدى الأولى منها بين 2-3 عرضاً وطولاً بمعدل ارتفاع لا يتجاوز المترين يحشد فيها حوالى العشرة من المعتقلين "ينامون بين رأس وكعب" فيما الزنزانة الانفرادية فهي متباينة من حيث شكلها وأسلوب التعذيب فيها فإنها تتراوح ما بين 50-50 سم بارتفاع يصل بين متر واحد فقط أو 90 - 90 سم بالارتفاع نفسه في أحسن الاحوال، ويبقى السجناء في هذه المساحات الضيقة شهوراً طويلة لا يرون فيها الشمس ولا الهواء، وأكثر من هذا أن المكان الذي ينامون فيه هو نفسه الذين يأكلون فيه يغاطتون فيه أيضاً في دلو بلاستيكي موضوع داخل الغرف•

ويحتوي المعتقل على مدخل وغرف المواجهة وغرف منامة للعملاء، ومكتب المسؤول العسكري، ومطبخ السجن، ومطعم للعملاء، وخزان مياه، وبرج مراقبة، وسجن رقم 4، وسجن النساء، وغرفة الشمس، وقسم التحقيق والتعذيب، وقسم ترفيه للعملاء، وسجن رقم 1، وزنازين إفرادية، وعامود التعذيب، سجن رقم 2، وسجن رقم 3، ومراحيض وغرف المولد ومكاتب للحراس•

الأسير المحرر محمد ياسين أسف للاهمال الحاصل حتى اليوم بهذا المعتقل، وهو يشعر بحزن عميق على المؤسسات التي لا تزال غائبة كلياً عن إعادة الاعتبار بهذا المعتقل•

واعتبر "أن ما قامت به "إسرائيل" من عملية تدمير منهجية لـ "معتقل الخيام"، هدفه مسح آثار الهمجية الصهيونية التي تعوّدنا عليها منذ زمن بعيد، وأرادت "إسرائيل" طمس إرهابها الذي مارسته في المعتقل بحق المقاومين والشعب اللبناني والجنوبي"•

وطالب ياسين "الدولة بإعادة ترميم المعتقل لكي يبقى شاهداً حياً على مجازر العدو"•

وأشار إمام بلدة حلتا الشيخ جهاد السعدي إلى "أن تدمير المعتقل كان بمثابة الاعتقال مرة ثانية، ودمره العدو ليخفي آثار همجيته وعدوانه بحق الشعب والمواطن اللبناني، لكن ما يزعجنا ويؤلمنا هو غياب كافة المؤسسات والجهات عن إعادة تأهيل هذا المعتقل الذي كان رمزاً للوطنيين الأحرار، الذين تعذبوا وعانوا الويلات الجسدية والنفسية• وكأن المعتقل لا يمثل شيئاً لهم، وهذا شيء مؤسف ولا يمت بصلة إلى تضحيات قدمها مئات الشهداء دفاعاً عن هذا الوطن، وعلى الجميع أن يعي مسؤولياته ويبادروا فوراً إلى الاهتمام بهذا المعتقل وليعيدوا اعتباره ولا يجوز أن تمر مناسبة التحرير والمعتقل على حاله السيئة بسبب غياب الإهمال المتعمد"•

وطالب السعدي "الدولة بدفع تعويضات الاعتقال التي ما زالت متوقفة ولم يلقَ الأسرى أي اهتمام على الرغم من مرور أكثر من 7 أعوام على التحرير"•

تعليقات: