راشيا تبكي ابنها.. هكذا رحل علاء في غفلة

الطفل الراحل علاء رامز الشوفي
الطفل الراحل علاء رامز الشوفي


كان يلعب على دراجته الهوائية، حين هاجمه الموت بحادث صدم مروع أنهى حياته على الفور.

رحل ابن بلدة راشيا علاء رامز الشوفي أثناء بحثه عن الفرح، فإذا بنهايته تكتب وهو في أول مشواره على الأرض.


ضربة قاتلة

راشيا مفجوعة تبكي إبنها، وهي التي لم تلملم جراحها بعد، اذ فقد خلال الأسابيع الماضية عدد من أبنائها منهم الطفل عمران زايد، نورا حاطوم، أسامة العريان، سامي مهنا.

وعن تفاصيل الحادث قال فراس الشوفي عم الضحية لـ"النهار": "عند حوالي الساعة الخامسة والنصف من مساء أمس صدمت سيارة علاء أثناء لهوه على دراجته أمام المبنى الذي يقطنه في بلدة ضهر الأحمر، سقط أرضاً، الضربة أتت على رأسه، أنهت حياته على الفور، نقل إلى المستشفى ليعلن الأطباء الخبر الأليم".


رحيل مبكر

بعد الحادث سلّم سائق السيارة نفسه إلى القوى الأمنية، واليوم ووري علاء في الثرى في مسقط رأسه المحيدثة. وبحسب ما قاله أحد وجهاء البلدة لـ"النهار": "لا كلمات يمكنها التعبير عن حال والدي علاء اللذين فقدا واحداً من أبنائهما الثلاثة، كان فتى مجتهداً، خلوقاً، محباً للحياة، لم تفارق الضحكة وجهه يوماً"، مشيراً الى أن عائلة السائق قدمت واجب العزاء بعلاء".


حوادث متكررة

قبل أيام، شهدت بلدة قب الياس حادثاً مماثلا راح ضحيته عماد وسيم القادري الذي كان يلعب على دراجته الهوائية أمام منزله حين هاجمه الموت، إذ فجأة صدمته سيارة، ليسقط أرضاً ويغرق في دمه، وقبل أن يصل إلى المستشفى سلّم الروح، معلناً نهاية رحلته القصيرة على الأرض التي لم تستمر لأكثر من 16 سنة.

وعن تكرار هذه الحوادث، علّق خبير السلامة المرورية كامل إبراهيم في حديث لـ"النهار" قائلاً: "السلامة المرورية تفرض ألا يكون المكان الذي يلعب فيه الأولاد طريقاً للسيارات المسرعة، والسرعة في الأماكن السكنية وحيث يوجد مشاة وأولاد يجب ألا تتخطى الثلاثين كلم في الساعة"، متسائلاً: "هل البلديات تتخذ إجراءات لتهدئة السرعة في المناطق التي تشكّل خطراً على المسنين والأطفال؟ فأي حادث بسيط من خلال عملية صدم سيؤدي إلى وفاة الطفل أو المسن على الفور، كما هل تم تخصيص ملاعب للأطفال في البلدات لتكون الملاذ الآمن لهم"؟.

وأضاف: "في ظل الأزمات التي يمر بها لبنان من الصعب أن تقوم البلديات بواجباتها في هذا الموضوع، من الأساس لم تتخذ إجراءاتها فكيف الآن؟ كما أن على الأهل الحد من هذه المخاطر من خلال التأكد من عدم لعب أولادهم على الطريق التي يمر فيها سيارات، فلهم دور أساسي بتوعية أطفالهم بضرورة عدم اللعب في الأماكن الخطرة".

تعليقات: