بحنس: مزيد من الهزات الأرضي الارتدادية لكن الفوالق ضعيفة

طفل في صريفا يعاين الأضرار في منزل ذويه من الخارج
طفل في صريفا يعاين الأضرار في منزل ذويه من الخارج


صور:

يستوطن الخوف والهلع قلوب عدد كبير من أهالي بلدات منطقة صور التي تتعرض، منذ شباط الماضي، لهزات أرضية متوسطة وخفيفة. هذه الهزات، التي أحدثت أضراراً مباشرة، لا سيما في صريفا وشحور وفي عدد من المباني والمؤسسات التربوية في صور ومعركة وغيرها من القرى، كان آخرها أمس وأمس الأول، مما فاقم قلق الأهالي في غالبية القرى الواقعة عند فالق صور ـ الزرارية وصريفا.

وتوقع المهندس رشيد جمعة من مركز بحنس للرصد الزلزالي (المركز الوطني للجيوفيزياء) في حديث لـ«السفير»، المزيد من الهزات الارتدادية في الشهرين المقبلين و«هذا أمر طبيعي»، ناصحاً، المواطنين بالابتعاد عن الأماكن المتصدعة. ومع ذلك يؤكد جمعة أنه «لا داعي للخوف لدى من يسكن في منزل غير متصدع». ويشير جمعة إلى «أننا نتحدث عن منطقة غنية بفوالق عدة، ولكن صغيرة، وهي المنطقة الواقعة في مربع صريفا كفرصير شحور وأرزون، ويتحرك هذا المربع بشكل عنيف منذ شباط الماضي وبتواتر متفاوت».

ويؤكد جمعة اشتداد التحركات في المربع ابتداء من الرابعة بعد ظهر أمس الأول، ووصلت أقصاها إلى أربع درجات ونصف الدرجة وهي التي حدثت حوالى الثامنة مساء. وحدثت ست هزات من أمس الأول ولغاية امس بقوة أربع درجات وحوالى عشر هزات بقوة ثلاث درجات وحوالى ثلاثين هزة بدرجات أقل، وفق جمعة.

والأهم، يؤكد جمعة أنه «يمكننا ومن طبيعة الفوالق الموجودة في المنطقة أن نطمئن المواطنين أنه لا خوف من حدوث هزة كارثية إذ أن أقصى أقوى هزة ممكن أن تحدث هي بقوة خمس درجات ونصف وهي غير مدمرة».

تعدى عدد الهزات الجديدة الثماني هزات في غضون اليومين الماضيين، وبلغ مجموعها بحسب مركز الأرصاد أكثر من أربعمئة هزة، غالبيتها ارتدادية منذ 12 شباط ,2008 وهذا ما أعاد التذكير بضرورة طمأنة المواطنين في المنطقة بعدما أمضوا أياماً إضافية من الرعب.

ويتزامن استمرار الهزات الأرضية، التي شعر بها المواطنون في معظم مدن وقرى الجنوب، مع تواصل عمليات الكشف على الأضرار من قبل لجان متخصصة من الجيش اللبناني بتكليف من الهيئة العليا للإغاثة. لكن الهاجس الأكبر بالنسبة إلى المواطنين والمسؤولين في البلدات هو معرفة مستقبلهم على هذه الأرض التي «تميد» بهم يومياً، وتهز معها أعصاب عائلات بأكملها.

تسببت أولى وأكبر الهزات، في شباط الماضي، بأضرار كبيرة في بلدة شحور تمثلت بسقوط عدد من الأبنية كما ألحقت أضراراً بمختلف منازل البلدة الواقعة على كتف نهر الليطاني. ويلفت رئيس البلدية، علي الزين، إلى أن الهزة الأخيرة زادت الأضرار السابقة، مضيفاً إن «استمرار وقوع الهزات في المنطقة انعكس خوفاً بين الأهالي، لا سيما الأولاد، ودفع بالعديد منهم إلى ترك منازلهم التي تضررت جراء الهزات المتلاحقة». وناشد الزين «الدولة، بكافة أجهزتها، ملامسة قضايا الناس وهمومهم والنظر في هذه المشكلة الخطيرة بكل جدية وعلمية، والعمل على طمأنة المواطنين على مصيرهم لأن الندم لا ينفع بعد ذلك»، داعياً إلى الإسراع في عملية الكشف على الأضرار والتعويض على المواطنين بأسرع ما يمكن.

والخوف في بلدة صريفا، المجاورة لشحور، لا يقل شأناً، خصوصاً أن «الفالق» يمر بشكل مباشر في البلدة، عابراً نهر الليطاني من ناحية الزرارية على حد قول عدد من الخبراء الجيولوجيين.

يؤكد رئيس بلدية صريفا، علي عيد، أن الأمور وصلت إلى «حد الرعب»، جراء استمرار مسلسل الهزات في البلدة، ووقوع أضرار متوسطة وخفيفة في مئات المنازل. أضاف «إن مطلبنا الأساسي اليوم، من المسؤولين المعنيين، هو العمل على إجراء مسح جيولوجي للمنطقة، وطمأنة الأهالي من خلال نتائج هذه المسوحات، والبدء بدفع التعويضات للمتضررين».

ويشير مختار صريفا، خضر نجدي، إلى ضرورة قيام المعنيين بشرح هذه الظواهر الطبيعية للناس الذين لم يختبروها من قبل، «لأن معاناة الأهالي متواصلة منذ خمسة أشهر، ترافقها أشكال الخوف والقلق كافة»، مطالباً المتخصصين والعاملين في مجال رصد الهزات بتوضيح ما يحصل لكي لا تبقى أعصاب الناس مشدودة.

ولفت مدير «مدرسة الريف» في صريفا، حسن رمضان، إلى أن التلامذة الذين يستعدون لامتحانات آخر السنة أصيبوا بالهلع إثر الهزة الأخيرة التي ضربت البلدة، أمس، معتبراً أنه «على الخبراء والعاملين في المركز الوطني للأبحاث طمأنة المواطنين، وعدم ترويعهم من خلال بعض التوقعات، كما يجب إرسال متخصصين إلى البلدة لشرح أسباب هذه الهزات من الناحية العلمية».

وفي حاصبيا (طارق بوحمدان)، أدت سلسلة الهزات المتتالية التي ضربت حاصبيا، عصر امس الأول، الى تصدعات في مبنى المهنية الفنية الواقعة على احدى التلال جنوبي البلدة، مخلفة الكثير من التشققات في جدرانها خاصة الجناح الغربي. وأدت الهزة إلى حالة من القلق والرعب في صفوف الطلاب والمدرسين، الذين اشاروا الى ان الهــزات الماضــية والتي حصلت في شباط المنصرم، كانت قد اوقعت بدورها اضرارا في العديد من الغرف وخاصــة في القاعة العامة.

وذكر مدير المهنية رفيق نجاد انه اتصل بمديرية التعليم المهني والتقني، شارحاً ما حصل من أضرار نتيجة للهزات التي ضربت المنطقة خلال الساعات القليلة الماضية. وأكد نجاد أنه تقدم ومنذ فترة «بتقرير مفصل لدى الجهات المعنية، حدد فيه الخلل والتصدعات التي حصلت في المبنى بسبب سوء البناء، والهزات التي بدأت ولا تزال تتردد منذ شباط الماضي».

تعليقات: