الدكتور عيّاد مهنا
وإذا كانت النفوسُ كبـاراً
تعبت في مـرادِها الأجســـامُ
نعم نحن أمام مثالٍ يحتذى وتجربة تُدرّس وقدوة للمجدّين في دروب العلم ولو تقدّم بهم العُمر.
في هذه المسيرة عِبَرٌ من بُعد نظر والد يرسم خريطة طريق لوحيده ويأخذ بيده لتجاوز العثرات. وفيها من إصرار طالب إستلَّ معْوَله ينحت به جلمود الصخر وينقش الحجر في الكِبَر، وفيها من الصبر دروسٌ لمن يعتبر، ومن الإيمان آياتٌ وفيضٌ وتسديد.
أمّا وقد إكتملت قصيدة النجاح التي خطّها يراع الدكتور عيّاد وجعل بيت ختامها شهادة الدكتوراه والتقدير بعد طول سهرٍ وتعب وجهد وعناء لينال الراحة التي وصفها الشاعر بقوله:
أُعدّت الراحة الكبرى لمن تعبا وفاز بالحقِّ من لم يالُهُ طلبا
وكلٌّ سعيٍ سيجزي الله ساعيَهُ هيهات يذهبُ سعيَ المجدّين هَبا
فلا يسعني أمام هذا الإنجاز المميّز إلّا أن أسلّط الضوء على الجنود المجهولين في كواليس المشهد الذين كانت لهم اليد الطولى في تمامه علَّني أفيهم بعض حقّهم.
بدايةً مع الوالد الذي حنت هامته سنون العمر وما انفكّ يقدّم الغالي والنفيس ليرتقي بالعائلة سلّم النجاح ماخراً اللُّجج وواهباً المُهج ، فكانت هديته في يوم عيد الأب ما قرَّت به عينه وأثلج به فؤاده. مروراً بالوالدة العطوف التي لا يستطيع أن يفيَها حقّها مهما حاول ، وما تحصيله إلا ببركة دعائها وصلاتها. أما السند والعضد فتلك رفيقة الدرب وشريكة العمر الزوجة المخلصة المتفانية بالعطاء والتضحية. وأما المدد الخفي فهنّ الأخوات المحبّات المفتخرات بالأخ الوحيد والداعمات له. وأما السعيد الفَرِح والغائب الحاضر والملهم الناصح فأقول له:
نَم في عليائك قرير العين يا أبا هزار فهذا الدكتورعياد قد حقّق مبتغاه ورست سفينته في ميناء العُلا ، قادها باقتدار ربَان ماهر وعمل بتوصياتك وتوجيهاتك. أخبرني أنك كنت حاضراً معه روحاً وريحاناً وإن غبت جسداً. لقد أثمر تشجيعك المتواصل له وبث الروح الإيجابية والمعنويات العالية ما أيقظ مارد الطموح الكامن فيه حتى نال ما تمنيت له وقطف ثمر زرعه الذي أينع جنيّاً.
دكتور عيّاد،
بارك الرحمن جهودكم وسعيكم الدؤوب ولك منّا تهانينا .....
* المهندس هزار عبد الأمير مهنّا
إقرأ أيضاً:
شهادة الدكتوراه لـ عيّاد مهنا رغم مسؤولياته الحياتية
الحاج محمد رضا مهنّا: إلى إبني دكتور عيّاد
ألف مبروك للحاج أبو عيّاد وللغالية أم عيّاد..
تعليقات: