كان اللّيلُ صامتًا،
حين كتبتِ الحروفُ كلماتِها،
كأنّه يخشى كواسِرَ المدينةِ الصّمّاء،
كأنّه يخشى أنيابَها وبراثنَها،
كأنّه ينتظرُ صياحَ الدّيكةَ.
كانت أشباحُ الموتِ تلوحُ
في الفضاء.
كان اِسمُكَ في تلك اللّحظاتِ
يُرسمُ فوق الغيم،
مرّةً تمحوه الرّياحُ،
وأخرى يكتُبُه وميضُ الصّباح.
أفاقَ الصّباحُ من نعاسِهِ،
صرختْ حروفُكَ، فبكى الغيمُ.
جُنَّ عبيرُ الأرض.
قتلوكَ في بيروت.
سارَ النّعشُ في النّورِ
يتهادى على الأكفِّ
كموجةِ بحر
عصفت بها الرّياح،
كسفينةٍ أتعبَها السّفر.
تسمعُ هُتافاتِ الضّحايا،
فتدبُّ إلى شفتيْك ابتسامةٌ،
تنفذُ إلى قلبِكَ نسمةٌ عذبةٌ،
تمتدُّ إليكَ زرقةُ السّماء،
ثمّ يلوحُ أمام عينيْكَ
وجْهُ صديقٍ،
فتدمع.
وأنتَ في النّعشِ،
تُحسُّ بطعْمِ الشّمسِ والبحرِ
والزّهرِ والإنسانِ.
وأنتَ في النّعشِ،
تكتشفُ نبضًا جديدًا
يشبهُ نبضَكَ.
سارَ النّعشُ مع السّائرين،
وتوقّفَ إلى حين.
تعليقات: