أحزاب السلطة وانتخاب نقيب المهندسين: ضياع ومهانة
""لم نعد نجرؤ على الاتصال بالزملاء والطلب منهم التصويت لمرشحنا أو دعم آخر" (علي علوش)
في نقابة المهندسين في بيروت، لا تزال بوصلة أحزاب المنظومة الحاكمة ضائعة. أغلب هذه القوى تتذرّع، وهي على حق، بأنه عادة يتم نسج التحالفات قبل ساعات من موعد الانتخابات. وهذه الذريعة لا تلغي واقع أنّ أحزاب السلطة ضائعة في ما بينها، ولا تزال تمسح عنها عار الصفعة الساحقة التي تلقّتها من قبل قوى التغيير ومجموعات 17 تشرين يوم انتخابات الفروع والمندوبين قبل عشرة أيام. وعلى بعد عشرة أيام أخرى، يوم 18 تموز الجاري، يأتي موعد انتخابات النقيب و10 من أعضاء مجلس النقابة. زخم الانتصار الأخير لدى "النقابة تنتفض" مستمرّ، وأثمر قبل ساعات إعلان اسم مرشّحها لموقع النقيب. أما أحزاب السلطة فلا تزال حائرة في أمرها.
انتخابات 18 تموز
يوم 18 تموز، ستكون النقابة على موعد انتخابات لملء سلسلة من المراكز والمواقع. أولاً مركز النقيب. ثانياً، انتخاب 4 أعضاء لمجلس النقابة من رئاسة الفروع التي تم انتخابها يوم 27 حزيران الماضي، وهي فرع المهندسين المدنيين، فرع المعماريين، فرع الموظفين والمتعاقدين في الدولة والبلديات والمؤسسات العامة، فرع المهندسين الزراعيين وذوي الاختصاصات المختلفة. ثالثاً، انتخاب 6 ستة ممثلين عن الهيئة العامة لعضوية مجلس النقابة. رابعاً، انتخاب عضوين للجنة إدارة الصندوق التقاعدي من المرشحين الذين سبق لهم أن كانوا أعضاء في مجلس النقابة مدة ثلاثة سنوات على الأقل. خامساً، انتخاب ثلاثة أعضاء للجنة مراقبة الصندوق التقاعدي. وحسب الأرقام، ثمة 23 مرشحاً لمركز النقيب. 75 مرشحاً لعضوية المجلس للمراكز الستة الشاغرة عن الهيئة العامة. بينما ممثلي الفروع في عضوية المجلس فمحسومة النتائج، بثلاثة لـ"النقابة تنتفض" وواحد للسلطة.
انتخابات النقيب
تقول الأعراف في نقابة المهندسين في بيروت، إنّ موقع النقيب يتبدّل من دورة لأخرى بين المسلمين والمسيحيين. وتقول الأعراف الأدقّ أنّ الموقع يتبدّل بين المسيحيين والسنّة. وعليه، من المفترض أن يكون النقيب هذا العام مسلماً، خلفاً للنقيب الحالي جاد تابت. وتقول الأعراف السياسية أنّ اختيار النقيب المسلم يعود أولاً لتيار المستقبل، فمن الطبيعي أن يكون عضو المجلس الحالي ممثل تيار المستقبل المهندس باسم العويني مرشحاً لهذا المنصب. وفي اتصال مع "المدن"، يؤكد الأخير على أنّ "درس الترشيحات لا يزال مستمراً". ويضيف أنه "حتى الساعة ليس من اتصالات مع أي جهة أو حزب والأمور بحاجة إلى وقت إضافي".
أجواء أحزاب المنظومة
تلعب التحالفات والاتصالات السياسية مع العويني لعبة روسية. بناءً على الجوّ العام في البلد، قد يتم تحديد هذه الصيغة أو ذلك التحالف. وهو ما يضع موقع النقيب خارج يد أحزاب السلطة. هو مرشح تيار المستقبل، وبالتالي مرشح تلقائي من قبل أحزاب السلطة التي لا تزال حتى الساعة متحفّظة على إبداء موقفها بشأن دعمه. ممثل حزب الله في مجلس النقابة، المهندس عدنان عليان يقول لـ"المدن" إنه "من المبكر الحديث عن التحالفات، وقد يكون موعد إقرارها قبل ساعات من الانتخابات". وفي السياق نفسه، يؤكد مسؤول حركة أمل في قطاع المهندسين في بيروت، محمد شحادة، أنه "لا تزال ندرس ترشيحاتنا ولا شيء واضحاً بعد". ممثل التيار الوطني الحرّ في مجلس النقابة، جان بيار جبر، يرفض الخوض في النقاش الانتخابي نظراً لموقعه في النقابة. أمينة المال في مجلس النقابة، ممثلة القوات اللبنانية ميشلين وهبة تقول إنها مشغولة وتطلب وقتاً إضافياً للردّ على الأسئلة.
إهانة أحزاب السلطة
الحزب التقدمي الاشتراكي، من جهته، أبلغ الحلفاء والخصوم وما بينهما من قوى أنه لن يشارك في انتخابات مجلس النقابة، ولن يكون سوى قوّة تجييرية للمرشح الذي يختاره لموقع النقيب. فكان "التقدمي" أول من وجد المخرج المناسب أمام مدّ انتفاضة 17 تشرين في النقابة. مع العلم أنّ الاشتراكيين لم يحدّدوا أيضاً بعد خيار دعم العويني أو غيره. وذلك، إن كان يعني شيئاً، فيعني أنّ أحزاب السلطة انقسمت، وستدخل انتخابات 18 تموز مهزوزة. فهذه المنظومة، تعجز أحزابها عن إرساء تفاهم سياسي عام في ما بينها. تتحمّل الفشل المطلق في البلد وانهيار اقتصاده ومؤسساته. أخفقت في إدارة الأزمة ولا تزال. ففي أوساط المهندسين المحازبين والمسيّسين، ثمة من يقول إنه "لم نعد نجرؤ على الاتصال بالزملاء والطلب منهم التصويت لمرشحنا أو دعم آخر". بهذه الأحزاب المسؤولة عن الوضع في البلاد، يتم توبيخ مسؤولين فيها وممثلين لها في كل لحظة، وعند كل كوع أو مفرق. بات الانتماء لها أشبه بالإهانة، فكيف إن أهينت فعلياً في الانتخابات النقابية؟
على الرغم من كل سبق، تبقى نتيجة الانتخابات محصورة في صندوقة الاقتراع. لأنّ أحزاب السلطة عندما تدير محرّكات ماكيناتها بإمكانها تأمين المحروقات لدفع المهندسين لانتخاب مرشحيها، وبإمكانها تقديم الخدمات الاعتيادية لإقناعهم بذلك. وإذا كان لمعركة انتخاب نقيب المهندسين طعماً مميزاً، يبقى الأهم في النقابة انتخاب مجلسها. فقوةّ النقابة وقراراتها هي في مجلس النقابة. أكثريته ترجّح الكفّة، لذا معركة انتخاب أعضاء المجلس بأهمية انتخاب النقيب وربما أهمّ. من بين الأعضاء العشرة الذي سيتم انتخابهم، تنطلق "النقابة تنتفض" بـ3 أعضاء مندوبين سبق وفازوا في رئاسة الفروع. بينما تنطلق السلطة بمقعد وحيد. فتبقى المعركة محصورة وشديد على 6 من المقاعد العشرة. فوز 17 تشرين بخمسة منها كفيل بالسيطرة على نقابة المهندسين. أقلّه، ينطلق هؤلاء ويبادرون للترويج لمرشّحيهم من دون أن يُردّ عليهم بشتيمة أو بإقفال خطوط الهواتف بوجههم.
أدناه، اللوائح الكاملة للمرشحين لمركز النقيب وأعضاء مجلس النقابة.
تعليقات: