طعنة لـ النقابة تنتفض: طرابلسي يرفض الانسحاب أمام ياسين

يغتبر طرابلسي إنه طعن فيردّ الطعنة، وتقول النقابة تنتفض أنه يحاول طعنها في الظهر (مصطفى جمال الدين)
يغتبر طرابلسي إنه طعن فيردّ الطعنة، وتقول النقابة تنتفض أنه يحاول طعنها في الظهر (مصطفى جمال الدين)


غداة المناظرة التي نظّمتها "النقابة تنتفض"، وأدّت إلى اعتماد المهندس عارف ياسين مرشحاً لها لموقع نقيب المهندسين، أصدر أحد المرشحين الخاسرين في المناظرة بياناً أعلن فيه تنصّله من الالتزام بالانسحاب لصالح الفائز بينهم. فالمرشحون المتنافسون لمركز النقيب، وقّعوا التزاماً مسبقاً بالانسحاب ودعم المرشح الفائز بغض النظر عن اسمه، إضافة إلى التعهد بأمور أخرى. لكن المرشح، الدكتور سمير طرابلسي، رفض ذلك بعد إعلان النتيجة. وأصدر بياناً بهذا الخصوص يوضح فيه أسباب قراره.


بيان طرابلسي

وجاء في البيان الصادر عن طرابلسي أنّ "المناظرة التي ظهّرت عرساً للديموقراطية هي بعيدة كلياً عن المفاهيم الأخلاقية"، مشيراً إلى أنّ "المادة 6 من الالتزام بخصوص الانسحاب للفائز ملغاة ولن أعمل بمضمونها". وأوضح طرابلسي سلّة من الأسباب التي دفعته إلى هذا القرار، منها في الشكل وآخر في المضمون، وأولها أنه لم يتمكن حتى من تقديم مشروع على الزملاء والمهندسين. وأشار طرابلسي إلى أنه "عند سؤالي عن عدد الزملاء الذين سيشاركون في عملية التصويت كان الجواب دائماً 20 مجموعة وسيدعى خمسون مهندساً ممثلين كل مجموعة وكان يذكر عدد ألف مهندس، وكانت الخطة أن يكون (التصويت) "أون لاين" لكن اللجنة الموكلة عجزت عن تحقيق المطلوب منها". وأضاف أنّ "المفاجأة كانت يوم المناظرة لنرى أنّ العدد الموجود في القاعة لا يتعدى 200، عند السؤال عن 800 مهندس الباقين ذكر أنه كان من الصعب إيجاد موقع اجتماع لألف شخص في بيروت في النهار نفسه، فلم يشارك في التصويت سوى 173".


فرز وتقييم

وأضاف أنه "أتممت مشاركتي في المناظرة لإتاحة المجال للموجودين في القاعة من التعرف على المرشح الثالث"، خلال عملية الفرز "سنحت لي الفرصة لأتمعن في حوالى 40 ورقة وتبيّن أنّ علامات التقييم تعطى للمرشح الناجح". ولحظ طرابلسي أنّ "توزيع نسب العلامات كان مفصلاً على مقاس الناجح، فأعطي مثلاً ثلاث دقائق للإجابة على سؤال تكون العلامة الأعلى فيه 5، بينما حدّد على سؤال آخر علامته 20، دقيقة ونصف دقيقة فقط". وتابع طرابلسي بيانه مشيراً إلى أنه "بيّن وجود نهج خاص في إعطاء العلامات لأحد المرشحين من قبل عديد من المجموعات ولا عيب بذلك، لكن لماذا لم تقم النقابة تنتفض، ولها كامل الحق في اختيار المرشح المناسب لها، بدل الإلهاء والتغطي بما اعتبرته عرساً ديموقراطياً". فشكّك بالشفافية والمهنية في إدارة المناظرة.


توضيح النقابة تنتفض

من شأن بيان مماثل أن يضرب سمعة "النقابة تنتفض". إلا أنّ مسؤولين في الائتلاف الأخير يفنّدون بيان طرابلسي، ويردّون عليه نقطة تلو أخرى. وفي هذا الإطار، يقول هؤلاء إلى أن "الزميل طرابلسي ناقش مع اللجنة المخصصة صياغة برنامج الائتلاف، برنامجه الخاص، وتم خلال النقاشات التأكيد على تطابق بنسبة 80% بين البرنامجين". كما أنّ اللجنة اصطدمت بطرابلسي "حين أراد إعلان برنامجه من خارج النقابة تنتفض وهو ما يتناقض مع مبدأ كونه مرشحاً محتملاً لها". قبل المناظرة، "تم شرح لكل المرشحين المشاركين في المناظرة آلية توزيع علامات التقييم، كما خضعوا لتدريب مشترك أعيد فيه عرض الآلية والمحاور وتوزيع العلامات ولم يتم إجراء أي تعديل في ذلك". فالتغيير الوحيد الذي طرأ، هو رفع أدنى نقاط التقييم من واحد إلى ثلاثة.


التصويت والمشاركون

وحول عدد المشاركين في التقييم خلال المناظرة، أوضح مسؤولو "النقابة تنتفض" أنه "لم يتم أبداً ذكر عدد ألف شخص، بل كان واضحاً للجميع أنّ عددهم سيكون 10 ممثلين عن كل مجموعة (23) من الهيئة العامة يشكّلون 60% من العلامات، إضافة لأصوات ممثل عن المجموعات يشكّلون 40% من العلامات". وبخصوص كيفية توزيع العلامات، "فلا يمكن وضع علامة عشرين على مقدمة يكون المرشح قد حضّر نفسه لها، ووضع خمسة على سؤال موجّه إليه وليس مطلعاً على مضمونه بشكل مسبق". كل هذا كان واضحاً من خلال مجموعة "واتساب" تجمع كل المرشحين وتم التأكيد عليه خلال التدريب وفي كل تداول تمّ بهذا الخصوص. وأضافوا أنه في الظروف الصحية الحالية لم يتمكّن المنظمون أساساً من تأمين قاعة قادرة على استقبال 250 شخصاً دفعة واحدة. وفي الردّ على بيان طرابلسي، تأكيد أيضاَ أنّ "التصويت أونلاين لم يكن ممكناً على اعتبار أنّ أي خرق يمكن أن يتمّ في هذا الإطار، كما يمكن لأي مهندس أو غير مهندس أن يتسجّل ويصوّت".


هانية الزعتري

وفي مؤشر آخر على ما اعتبره مهندسون في "النقابة تنتفض" تحاملاً من قبل طرابلسي على الائتلاف، ومحاولة طعن في الظهر لتبرير عدم التزامه بتعهّد الانسحاب، يلفت هؤلاء إلى ما صدر عن المرشحة الخاسرة في المناظرة هانية الزعتري. الأخيرة، وفي منشور لها على وسائل التواصل الاجتماعي، أكدت على أنه "ضمن الفريق الواحد تتعدد الأفكار، وتتنوع، لكن في النهاية نحن فريق واحد، والعمل مستمرّ". لفتت إلى ما تمّ تحقيقه في المناظرة، فأكدت شفافيتها. وشكرت كل الذين عملوا لتحقيق هذا النموذج. وأضافت أنّ "الصدق، النزاهة، الشفافية والاستقلالية، صفات مهمة لا يجب التخلي عنها". قالت إنه "من الممكن أن يكون ثمة دعم لمرشح أكثر من مرشح، لكن المناظرة هي الفيصل، لأن كل شخص كان مسؤولاً عن قراره، ونحن ملتزمون بالقرار الصادر ونحترمه".

بين موقف طرابلسي وموقف الزعتري، فارق شاسع. الأول يسقط التعهّد، الثانية تؤكد الالتزام به. الأول يضرب صورة "النقابة تنتفض"، الثانية تعزّزها. الأول، يبدو كأنه مصمم على الاستمرار في الترشّح بحثاً عن قواعد تتبنّاه، والثانية تعتبر الائتلاف فريقاً واحداً. يقول طرابلسي إنه طُعن، فيردّ الطعنة. تقول "النقابة تنتفض" أنه يحاول طعنها في الظهر. كل هذه الجلبة لا تفيد سوى السلطة، حتى لو ظلّت مجرّد ضوضاء خافتة. أولوية إسقاط المنظومة في نقابة المهندسين يجب أن تتقدّم على أي همّ آخر. فلا وقت لمهاترات شخصية أو مساحة لها. هذا ما لم يفهمه البعض حتى الساعة.

تعليقات: