من يجروء على الزواج…فليتفضل

لعل المشكلة الأكبر التي يعاني منها الشباب هذه الأيام هي وبكل صراحة الهروب من الزواج…ليس هربا من الزواج فحسب انما لأن الزواج وهو نصف الدين من الناحية النظرية بات بمثابة العملية الأنتحارية بالنسبة للشاب والسؤال الكبير…لماذا؟

عملية غسل الدماغ المنفذة بشكل مبرمج عبر التلفزيونات باتت المشكلة الأولى في هذا المجال وقد تكون المشكلة الأوحد ويصاحبها الغيرة…الحلم جميل ولا احد ضد الحلم ولكن ما يجري هو الكابوس الأكبر في ظل الغياب الكامل لمن يجب ان يتدخل فلا هم لهم هذه الأيام الا مصالحهم الخاصة ولكن من يهتم للشباب ؟ ومن صاحب المصلحة الأولى والأخيرة في قتل الحلم عند الشباب؟

لنستعرض أولا وبالارقام حقيقة ما تطلبه الفتاة من الشاب كتكاليف للزواج…هنا بالافتراض ان الفتاة قبلت بأن يكون المنزل أجار وفي ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الشقق.

•الشقة : أجار شهري 300 $ على سنة كاملة = 3600 $

•فرش أولي للشقة ودون ما يمكن أن يكون بالتقسيط:5000$

•الخطبة : 2000$

•العرس : 5000$

•اسبوع شهر العسل: 3000$

هذا يعني أن السنة الأولى تكون حصيلتها : 18600 $ يضاف اليها:

•المنزل سيكون له مصروف شهري بمعدل 500$ كحد وسطي = 6000$ على مدى السنة

•اشتراك كهرباء 1200 $ لأنه يبدو أن الاشتراك سيصل الى 100$ شهريا

•اشتراك ستالايت 100$

اما اذا كان الشاب لا يمتلك سيارة فستطلب منه وعندئذ حصيلة الرقم الأولي المذكور اعلاه وهو24800 $ سترتفع ويمكن ان تتطور المطالب الى الخادمة والتي اصبحت هذه الأيام من اساسيات البيت …وهذا كله دون احتساب الأولاد…

وفي تحليل للرقم المذكور وهو على الليرة اللبنانية يعادل 380000000 ليرة لبنانية اذا افترضنا أن الشاب يريد تجميع هذا المبلغ بمعدل 400$ شهريا فهذا يعني انه بحاجة الى 62 شهر أي حوالي 6 سنوات هذا ان كان دخله الشهري يسمح بذلك حيث أن الدراسات دلت على أن الحد الأدنى للأجور هذه الأيام يجب أن يلامس المليون ليرة لبنانية وبالتالي فان دخله الشهري يجب ان يقارب 1600000 ليرة لبنانية حتى يستطيع ذلك …وما هي الوظيفة التي لها مثل هذا الدخل هذه الأيام؟…لا توجد الا اذا كان الشاب من الحاشية الزعيمية ليتولى تمويل الزواج على حساب الزعيم…

وهنا أطرح سؤال بالغ الحساسية : لماذا يوجد شيء اسمه وقف الطائفة؟ أليس لمعالجة المشاكل التي يعاني منها شباب تلك الطوائف؟…وسؤال آخر لا يقل حساسية عن السؤال الأول: اليس أقرب الى الله من يسد باب الخطيئة ؟

ويلام الشباب بعد ذلك ان تزوج من فتاة غير لبنانية ( وهنا أنا لا أشمل كل الفتيات…هناك فتيات ينحني لهم الجبين احتراما) ويلام الشاب ايضا ان تمنع عن الزواج ويوجه له اللوم من عالم الدين ( وهنا انا لا أشمل كل علماء الدين…فهناك علماء ينحني لهم الجبين احتراما) وتكون سيارة العالم لا تقل عن ال40 ألف دولار وفي جيبة الشاب ليس هناك أكثر من 40 ألف ليرة.

اذن نحن اليوم أمام مشكلة حقيقية مشكلة قتل الحلم عند الشاب اللبناني وهي مشكلة بالغة الخطورة يجب على الجميع اعلان أقصى حالة تأهب لمواجهتها والمسؤولية فيها تقع على علماء الدين بالدرجة الأولى والأعلام بالدرجة الثانية والاهل بالدرجة الثالثة حتى لا نصل الى يوم بناتنا كلهن ينتظرن …مهند…لن يأتي الا في الأحلام ….أو عريس على الطريقة الأميركية الجنوبية أو المكسيكية …ليس لأن مثل ذلك العريس غير موجود …بل لأنه لن ينظر اليهن لأنه يريد من تزيد من جاهه وأمواله …

تعليقات: