تحاول المحطة تكرار سيناريو اغتيال رفيق الحريري
على مسرح جريمة الرابع من آب (أغسطس)، في مرفأ بيروت، بنى أول من أمس، برنامج «صار الوقت» على mtv، استديو ضخماً، مزنّراً بصور شهداء تفجير المرفأ المشغولين فنياً على طريقة محاكاة الزجاج المتناثر. استعان البرنامج بشركة Ice Events، لتنظيم هذه الحلقة التي تخللتها وقفات غنائية رثائية أوبرالية، على طريقة تنظيم الحفلات الخاصة. هكذا، وعلى مدى 4 ساعات ونصف الساعة، امتدت هذه الحلقة التي استضافت عوائل الشهداء، وسرعان ما انحرفت صوب حركة مسرحية مكشوفة من مارسيل غانم، عندما توجه الى عماد كشلي، السائق في المرفأ، وسأله بداية عن اصابته، وطلب بعدها منه بأن «يكون جريئاً»! كيف لضيف في حلقة يطلب منه المقدم بأن يكون «جريئاً» ولا يعرف مضمون ما سيقوله أو أقله يكون قد أبرم اتفاقاً مسبقاً بين الطرفين في الحلقة؟!. تقدم غانم من كشلي، وأشار الى«نقيب المحامين» ملحم خلف، وقال لضيفه: «نقيب المحامين عم يسمعك»، و«بيعطيك برنامج حماية الشهود». هكذا، اسقطت عبارة «حماية الشهود» على أسماعنا، كأننا عدنا الى ما بعد 2005، عقب اغتيال رفيق الحريري، وخروج سيناريوات التفجير وشهود الزور، لتربط بجريمة المرفأ، وتستكمل بالتالي، حفلات تحريض على المقاومة التي بدأتها المحطة غداة الرابع من آب، باتهام «حزب الله» بتخزين الأمونيوم في مرفأ بيروت، وبالتالي تحميله مسؤولية الجريمة. كشلي الذي أدلى «بشهادته» أمام غانم وخلف، وأيضاً على أسماع قاضي التحقيق طارق بيطار كما أعلمنا غانم، قال بأنه نقل مراراً عبر شاحنته في المرفأ، بضائع من العنبر 12، وكانت وجهتها الجنوب اللبناني، ليعلو هنا التصفيق من المكان في حركة مستغربة. كلام أشار اليه كشلي، بعدما توجه اليه غانم بالسؤال الذي يشي بالإجابة المبطنة: «شي مرة نقلت مواد ما بتعرف شو هي؟». «كلام كبير»، «كلام خطير» عبارات ساقها غانم في ختام «استجوابه» لسائق الشاحنة، معلناً أن كلام الأخير برسم القضاء. هذه الفقرة التي أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الإجتماعي، لكون البرنامج السياسي أخرج من جيبه هذه «الشهادة» التي بدا مضمونها معداً سلفاً، وذاهبة صوب التسييس والتحريض وتحميل «حزب الله» مجدداً مسؤولية التفجير، استتبعت بالسياق عينه، في نشرة أخبار mtv، أمس، عبر تقرير (نخلة عضيمي)، وصف بـ «الخاص»، ومعنون «النيترات الى أين؟». تقرير ادعى تتبع مسار «إخراج النيترات من العنبر 12»، بعد ايراده مجموعة مصادر صحافية، تشي بخروج نسبة من النيترات من العنبر المذكور، وبأن 20% فقط، منها انفجرت في ذاك اليوم. طبعاً، التقرير لم يقدم أدلة ملموسة على هذه الإدعاءات، بل اكتفى بإطلاق النظريات، وعاد وربط وجود سيارات رباعية الدفع مع أجهزة تشويش وداكنة الزجاج، داخل المرفأ يوم التفجير، ليسأل «من كان بداخلها؟». مجدداً، تخلق mtv، هذه السردية التحريضية، في استغلال لذكرى تفجير المرفأ، وسعياً نحو تأليب شعبي ضد المقاومة، والباسها هذه الجريمة في تكرار لسيناريو الحريري قبل 16 عاماً!.
تعليقات: