الكاتب الحاج صبحي القاعوري
انتهت المعركة يوم العاشر من محرم واستشهد الإمام الحسين عليه السلام ومن معه ، وتولت القيادة السيدة زينب لتكمل مسيرة جدها واخوها وكان لها اليد الطولى في تعريف الناس عن اسباب المعركة ، ومنذ ذلك التاريخ والمحبون لآل بيت محمد (ص) يحيون هذه الذكرى لمظلومية الحسين .
لو تمعنا قليلاً وبعقل لا يعرف التحيز ، لنرى بأن هذه الحشود في ايام عاشوراء في جميع انحاء العالم ليست طبيعية ، وليست حباً فقط بالإمام الحسين (ع) وهذا الإندفاع في احياء هذه الذكرى ، لا بد للعقل أن يصل الى نتيجة بأن هناك قوة خفية إلاهية تدفع بهذه الملايين الى التجمهر ليأخذوا دروساً من حركة الإمام الحسين بأن الثورة ضد الظلم واجب دينيوواجب اخلاقي .
وصل موكب السبايا قصر ابن زياد (لعنه الله) وقال ابن زياد للسيدة زينب سلام الله عليها :"الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم!".
فكان الرد من امرأة لم يعرف التاريخ اجراء منها خاصة وهي للتو خارجة من اكبر مصيبة بإستشهاد اخوتها واولادها الأربعة واولاد اخوانها ، وهي ابنة اشجع واحكم اهل الأرض بعد النبي (ص) .
فقالت عليها السلام: "الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه واله وطهرنا منالرجس تطهيرا، وإنما يفتضح الفاسق ويكذّب الفاجر، وهو غيرنا والحمد لله".
فقال ابن زياد: "كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟".
قالت عليها السلام: "ما رأيتُ إلا جميلا! هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم يا ابن زياد، فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذٍ ثكلتك أمك يا ابن مرجانة!".
كان عليها دور كبير في ايصال ما حدث في كربلاء ، وكانت جديرة في هذا الدور،وكانتالإعلامية والقائدة حتى وصلوا المدينة وسلمت الراية الى ابن اخيها الإمام زين العابدين ، ولكن ذكرها وما فعلته سيبقى خالداً على مر التاريخ والى ان تقوم الساعة .
ما قامت به السيدة زينب من حفظ رسالة جدها وشرح حركة اخيها دفع الكثيرين من علماء الغرب المتربصين بأتباع آل بيت محمدٍ ومنهم المستشرق الاوروبي إدوارد مونتاغيوا قال :
إقتلوا كل زينب
في مقال نشر في الصحف البريطانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية عن شخصية السيدة العظيمة...
السيدة زينب ( عليها السلام )
والكلام هنا للمستشرق إدوارد حيث قال :
"لقد فتشنا في كتب العرب التاريخية كابن الاثير والمسعودي وغيرهم من فحول المؤرخين فعثرنا على خطبة للسيدة زينب ومن فقراتها:
"فكد كيدك واسع سعيك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولن تُدرِك أمدنا ،،،،،
من هي هذه المرأة!!?
إن أقوالها تفلق الحجر لقوتها وهي إمرأة إنها تهدد عرشاً عظيماً ، عرش يزيد بن معاوية
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
تعليقات: