يقول الإمام الخامنئي ما معناه" إن العلوم الإنسانية الغربية مسمومة ببنيتها الأساسية نتيجة عدم حرص واضعيها بتأسيسها على قواعد أخلاقية وإنسانية لذلك يتعذر الفصل بين العلوم الإنسانية الغربية وبين الخبث السياسي الغربي"
بلغ عدد توصيات الوثيقة التي انتجها53خبير أمني وصدرت بتاريخ تشرين الأول عام2003 (193) توصية منها التالي:
1- أن تعلن أميركا وتعترف بأن جورج بوش الإبن إرتكب أخطاء وأساء إلى سمعة أميركا التي لاتسعى إلى محاصرة العالم الإسلامي كما يتصور المسلمون.
* إنطلاقا من هذه التوصية تم إختيار باراك حسين أوباما التائب والذي صار إسمه الجديد باراك أوباما وهو الأسمر من أصول أفريقية من كينيا ومحقق الحلم الأميركي،هذا الحلم الذي يتيح لإنسان بسيط مسلم وأسمر كباراك حسين أوباما من الوصول إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية بواسطة النظام الديمقراطي الحرالذي ينبغي على شعوب العالم تبنيه لتنعم ببركة الديمقراطية ألأتي تتيح فرص التطور والتقدم أمام جميع شعوب الأرض بدون أدنى تمييز.
* وقد شكلت سياسات أوباما إعترافا بأخطاء بوش الإبن وأظهر مرونة في الأداء في الكثير من المواقف.
*في تلك المرحلة لبست هيلاري كلينتون الحجاب أثناء زيارتها إلى مصر وكذلك فعلت ملكة بريطانيا ومترجمة أوباما أثناء زيارتهما إلى تركيا،كل ذلك كان توددا لمشاعر المسلمين.
2 -تفعيل التفاوض مع إيران بشأن ملفها النووي والملفات الأخرى العالقة
*وذلك بغية الوصول إلى إتفاق يكبح إنطلاقة إيران في تطوير مشروعها النووي ويلزمها بإحترام تعهداتها ويؤمن فترة إستقرار في المنطقة إضافة لتحجيم الدور الريادي الذي تلعبه إيران في دعم وتحفيز روح المقاومة والممانعة في المنطقة.
*هذه التوصية هي التي عملت بموجبها الولايات المتحدة الأميركية وبجهد حتى تم توقيع الإتفاق النووي مع إيران ولكن الحدث الذي فاجأ وأدهش الأميركيين بعيد توقيع الإتفاق كان ردة الفعل الفاترة والباهتة على توقيع هذا الإتفاق من قبل السيد الخامنئي الذي شكك كثيرا بنوايا أميركا بناء على تجاربها السابقة مع إيران ومع شعوب العالم وكان حريصا على خفض سقف توقعات المسؤولين والشعب الإيراني من هذا الإتفاق نتيجة طبيعة النظام الأميركي المخادع.
3- وضع برامج خاصة للمنظمات الدولية لدعم وتوجيه المنظمات الغير حكومية في الدول المستهدفة بما يخدم مشروع الهيمنة بأسلوب مموه بأهداف إنسانية نبيلة.
*الأمثلة في هذه التوصية أكثر من أن تحصى والتركيز في هذا الباب يتركز على أربعة مكونات أساسية للمجتمع هي(المرأة-الأسرة-الشباب-الجامعيين).
* يوجد مؤسسة تدعى (CAADP) قدمت ما أطلق عليه إسم صندوق العدة للمجتمع المدني ومؤسسات المجتمع المدني للتشاور والتنسيق فيما بينها بغية فكفكة العناصر الأربعة سابقة الذكر(المرأة-الأسرة-الشباب-الجامعيين)
* من الوثائق المهمة في هذا المجال كتاب ألفته هيلاري كلينتون وليون بانيتا وعنوانه(WOMEN ON THE FRONT LINES OF PEACE AND SECURITY)النساء على الخطوط الأمامية للسلام والأمن،ويتضمن هذا الكتاب فصلا لطيفا عنوانه(النساء – الإرهاب والإرهاب المضاد) وهنا يبدو جليا السعي لتضخيم مشروع تحسين ظروف حياة المرأة بطريقة تؤدي إلى تفجير العلاقات الإجتماعية بين الرجل والمرأة في بلادنا ووسمها بأنها حرب حقيقية وإرهاب وقمع دون أدنى مراعاة لخصوصيات المجتمع الشرقي.
* من الموضوعات التي يركزون عليها في هذا المجال ( تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية وكانت قائدة هذا المشروع مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية وقد ساعدها في وضع خطتها 14 خبير أمني وبعض الحخامات – إلغاء مبدأ طاعة الزوجة للزوج – المطالبة بحق المرأة بالطلاق والزواج ساعة تشاء – حق التساوي بالإرث بين المرأة والرجل )
* منظمة (HIVOS) ترفع شعار(حرية الإنسان في روحه وفي جسده)ويطالبون بحقوق المثليين والمنحرفين،وقد أنفقوا في المناطق الشيعية جنوب العراق مبلغ4.080.000 يورو لتعزيز وضع المثليين.
* من الوثائق المهمة التي تظهر السياسات الأميركية في هذا المجال بوضوح(FAMILI PLANING AND US -FOREIGN POLICY).
*عدد المنظمات الدولية العاملة على تغيير العقول وتغيير المسار وإخضاع الإرادات وإفشال مشاريع وأهداف حزب الله النهضوية في لبنان والمنطقة يبلغ 164 منظمة ويواجهها ويعمل على إفشال أهدافها وإحباط مؤامراتها من قبل حزب الله المجلس التنفيذي لحزب الله منفردا.
*عدد المنظمات الدولية العاملة في العراق يبلغ 264 منظمة بموازنات تبلغ ملايين الدولارات.
*يعمل في إيران 711 منظمة دولية لتغيير التفكير والمسار ويقول أحد الخبراء الإيرانيين المتخصصين في هذا المجال "نحن الهواء الذي يتنشقونه"منعا لإتاحة الفرصة لديهم لتحقيق أهدافهم الخبيثة.
*نشر الإتحاد الأوروبي بجهود ألمانية نشرية إعتبرت سرية عنوانها (MAPING CIVIL SOSHIAL ORGANISATION OF LEBANON) توزع منظمات ال(NGOS) في لبنان تعتبر من أدق التقارير في هذا المجال ويشار فيه إلى وجود 4200منظمة غير حكومية في لبنان قبل العام 2016.
4-تعميق تدخل الولايات المتحدة الأميركية في أنظمة التربية والتعليم المعتمدة في الدول المستهدفة إضافة لوضع برامج التعليم.
*كان لدى منظمة (USAID) في أفغانستان 27 مجال تقدم فيها الخدمات ويشكل مجال التربية والتعليم واحدا من هذه المجالات وقد تم تنفيذ 164 مشروع لتاريخ العام 2016.
*كان للأميركيين حق حصري بتدريب وتهيئة أساتذة المرحلتين الإبتدائية والتكميلية في أفغانستان وكذلك الأمر في مجال إنتاج الكتاب المدرسي.وقد عرضت إيران على حكومة أفغانستان مجموعة من المساعدات التربوية من ضمنها تقديم كتب مدرسية لكن الحكومة الأفغانية رفضت العرض لأن إنتاج الكتاب المدرسي فيها هو حق حصري للأميركيين.
*لمنظمة (USAID) الأميركية في لبنان 11ملف تنموي واحد منها تربوي نفذ فيه 11 مشروع تعليمي وتبلغ كلفة مشروع واحد من هذه المشاريع 33 مليون دولار وهذه المعطيات قبل العام 2016.وهذه المعطيات متوفرة على ال(ٍSITE)الخاص بعمل المنظمة في لبنان.
*سمحت المملكة العربية السعودية للولايات المتحدة الاميركية بإعداد كتب المرحلة الثانوية في المملكة والمضحك المبكي أن كتاب العقيدة الذي يتناول موضوع التوحيد في المرحلة الثانوية في المملكة ألفته وزارة الخارجية الأميركية وهذا دليل قاطع على إستلاب الإرادة والإستسلام السعودي الكامل لإرادة الهيمنة الأميركية كيف لا و85% من الفريق الديبلوماسي السعودي هو خريج جامعات وكليات أميركية ومتدرب في مؤسسات دبلوماسية وأمنية وعسكرية ومدنية في أميركا.
*من الموضوعات التي تتعلق بقضايا التربية والتعليم التي تعمل اميركا عليها (إفراغ المسجد من مضمونه التعبوي والتثقيفي وتحويله إلى ما يشبه المركز الرياضي – تسريع الإصلاحات داخل الحوزة العلمية بأسلوب يثير الشبهات ويوتر العلاقات وينشر الفتن بين المسلمين – ترويج الفكر الغربي من خلال مفكرين مبهورين بالحضارة الغربية – نشر اللغة الإنكليزية لنشر الفكر والقيم الغربية من خلالها )
الزاوية التي تنظر منها أميركا إلى حزب الله لبنان
*إن واحدة من أكبر وأخطر غرف التفكير الإستراتيجي الأميركي هي ال(CSIS)وهي مكونة من هنري كيسنجر وزبغنيو بريجنسكي وجوزيف ناي و6 شخصيات كانوا مسؤولين سابقين في منظمة ال(CIA)أو كانوا معاونين في مؤسسات أمنية كبرى،ومنهم (ANTHONY H. CORDESMAN)الذي أعد دراسة عنوانها الدروس المستخلصة من حرب إسرائيل وحزب الله في العام 2006 (LESSONS OF THE 2006 ISRAEL – HIZBOLLAH WAR ) .
*الدراسة الأضخم التي أعدتها أميركا عن حزب الله قامت بإعدادها الكلية العسكرية الأميركية وعنوانها (HIZBOLLAH SOCIAL SERVICES A SOURSE OF POWER) خدمات حزب الله الإجتماعية ومصدر القوة،في هذه الدراسة أجروا دراسة على مجموعة أحزاب عالمية وتبين لهم في هذه الدراسة أن تجربة حزب الله مختلفة كليا عن سواها وأقوى بكثيرمنها نظرا لإمتلاكها مجموعة متكاملة من مؤسسات المجتمع المدني.
*تصدر المؤسسات الأمنية الأميركية تقريرا كل خمس سنوات عنووانه (HIZBOLLAH BACKRGROUND AND ISSIES FOR CONGRESS) حزب الله والخلفية والقضايا التي يجب أن يعنى بها الكونغرس ويتم تحويل مضمون هذا التقرير إلى خطة عمل وبرامج وموازنات ترصد ترمي كلها إلى تحقيق أهداف أميركا فيما يخص منظمة حزب الله.
*لينا الخطيب هي باحثة لبنانية أنجزت دراسة عن حزب الله بناء على طلب من الجامعة الأميركية وعنوان هذه الدراسة (كيف يقدم حزب الله نفسه إلى العالم) وتعتبر لينا في دراستها أن أحد أسباب قوة حزب الله تكمن في براعته في نقديم صورة عن نفسه إلى العالم لذلك تنصح أنه لتسهيل عملية السيطرة على الحزب يجب أن نسيء ونخرب صورته في نظر العالم،من هنا بدأت فكرة أن ترعى أميركا إنشاء وخلق داعش لتقدم صورة مظلمة وسوداء عن الإسلام ولتخلق رابطا في أذهان الناس بين الروحية الجهادية الإستشهادية الرحبة والعاشقة لحياة وحقوق المستضعفين لدى مجاهدي حزب الله وبين الروح الإنتحارية الظلامية الحاقدة والضيقة الأفق لداعش لذلك طلب الأميركيون من كاتب عراقي أن يؤلف لهم كتابا يربط فيه بين الزيارة التي يقوم بها الشيعة إلى المراقد المقدسة في العراق وبين تطرف وجرائم وتفجيرات داعش التي يفضل ان نقنع الرأي العام بأنها جاءت ردا على تطرف الشيعة في علاقتهم بمراقد أئمتهم وهنا تظهر الروح الشيطانية المرعبة لدى الأميركيين.
يقول أحد الخبراء الإيرانيين الذين عملوا على تفكيك شيفرة مشروع الهيمنة الأميركية على منطقة غرب آسيا أن تأسيس تنظيم داعش هو مشروع أميركي النشأة بامتيازوقد مر هذا المشروع بالمراحل التالية:
- في العام 2004 بدأ الحديث عن داعش حيث كان رئيس وكالة الأمن الدفاعي الأميركي مايكل تيفلن يعمل بعد غزو العراق على محاربة المعارضين للوجود الأميركي هناك وهم يتألفون من(شبكات البعثيين وشبكات السنة المتشددين)ثم أصبح تيفلن لاحقا رئيسا لوكالة الأمن الدفاعي الأميركي في الشرق الأوسط وبعدها صار مسؤول ال(ISAD)التي ينصب إهتمامها على محاربة حركة طالبان والقضاء عليها في أفغانستان وبعد إنهاء مهمته هذه عين مستشارا للإتحاد الأوروبي لمحاربة الإسلام المتطرف في أوروبا وقد مر روبرت شتراوس مسؤول ال(CIA) السابق أيضا بنفس هذه المراحل وقد نتج عن دمج سلبيات كل من (البعث والإسلام المتطرف في أوروبا وطالبان) حركة داعش بكل موبقاتها وسلبياتها وإجرامها لتستثمرها أميركا في مشاريعها القذرة في كل من العراق وسوريا ولبنان وإيران حيث يلزم.
*تستخدم أميركا كل طاقاتها التكنولوجية لفهم آليات عمل حزب الله وكيفية إنتشار عناصره ومسؤوليه وكيف يخطط وكيف ينفذ خططه وكيف يسعى لتحقيق أهدافه لذلك أنتجت مؤسساتها الأمنية برنامجا عملاقا(SOFTWER)يدعى(PALANTIR)كانت تكلفته مرتفعة جدا ويستطيع الأميركيون بواسطة هذا البرنامج الذي يقوم بعمليات تحليل معقدة لكافة المعطيات المتداولة على وسائل التواصل الإجتماعي وفي الفضاء المجازي داخل لبنان ومحيطه القريب والبعيد ويصل إلى مجموعة خلاصات بالغة الأهمية والخطورة ومنها على سبيل المثال رسم شبكة في أي بقعة جغرافية من لبنان وتحديد عناوين عناصر حزب الله وعناوين أنصارهم وشبكة علاقات كل عنصر من عناصر الحزب ودائرة إنتشار هذه الشبكة وقد تمكن الأميركيون بفضل هذا البرنامج أن يستنتجوا أن حزب الله قرر الدخول إلى سوريا للمشاركة في محاربة التكفيريين قبل دخوله بمدة نظرا لزيادة التواصل بين عناصر الحزب من لبنان إلى سوريا وبالعكس،الأمر الذي فسر تحضيرا لدخول الحزب إلى سوريا وكان تقديرهم هذا صحيحا.
*بموجب هذا البرنامج يمكن للأميركيين فتح ملف لكل عنصر من عناصر الحزب نتيجة تجميع المعطيات المتوفرة عنه في الفضاء المجازي وعادة تكون كمية هذه المعطيات كثيرة وفيها تفاصيل خاصة وخطرة كما تنكشف في هذا البرنامج حركة تنقلات معظم العناصر والمسؤولين، ويستطيع الأميركيون أيضا تطبيق هذا البرنامج على القوى والأحزاب والمنظمات الأخرى في لبنان وغير لبنان والملفت أن هذا البرنامج ظن الأميركيون أنه سري لكن الواقع لم يكن كذلك.
*من خلال هذا البرنامج بإمكان الأميركيين دراسة كيفية تعامل جمهور المقاومة مع الإشاعات وتحديد مستوى وعي هذا الجمهور في التعاطي مع الموضوعات الهامة والخطرة.
وهكذا نكون قد حاولنا تسليط الضوء على الأساليب التي تعتمدها أميركا للهيمنة على الشعوب وإخضاعها والتي تعتبر أساليب متطورة عن الأساليب الإستعمارية الغربية والتي يبدوا أنها بدأت تصطدم بوعي بعض الأنضمة الثورية في منطقتنا كما بدأت تصطدم بوعي ويقظة الجماهير الطامحة إلى التحرر من نير الإستعمار قديمه وحديثه كما أن هذه الشعوب تطمح لبناء تجربتها الإنسانية الحضارية الخاصة على أسس أكثر إنسانية وأخلاقية.
* عدنان سمّور.
باحث عن الحقيقة.
تعليقات: