نعيش اليوم حالة حرب باردة اقتصادية دمرت لبنان بالكامل وقضت على مؤسساته لاسباب عدة: أولها السلاح غير الشرعي وسلاح الفساد والسرقة والمحسوبيات في لبنان الذي أكل "الأخضر واليابس"، والمؤسف أنه أكل العدالة أيضا بحيث ان قصور العدل دون ادنى مقومات الحياة.
أما الأخطر فهو أننا اكتشفنا الكذبة الشهيرة وهي اننا شعب نتضامن مع بعضنا البعض... فتبين أننا نسرق بعضنا البعض و"على عينك يا تاجر"، واننا نتعامل مع بعضنا بمنطق الميلشيات كأيام الحرب، وخير دليل محطات البنزين.
فمحطات "الصقر" تميز حملة بطاقات القوات الحزبية لتعبئة البنزين من خارج الصف وعندما ينتهي دور الحزبين تعود التعبئة للمواطنين الآخرين، وكذلك على محطات أخرى ذات صبغة حزبية أخرى، اليس ذلك منطق تفرقة بين الشعب وعلينا ان نكون حزبيين لنأخذ حقوقنا؟ وهل نحن في زمن حرب؟
كلا لن نكون حزبيين لنأخذ حقوقنا في الحياة والتي كفلها الدستور. لن نكون حزبيين لنشتري الخبز ومقومات الحياة. لن نكون حزبيين لنتمكن من التقدم في المجتمع والوصول الى الحكم بل ستكون الكفاءة الأساس.
الأحزاب واجبها أن تبني الأوطان، وتساهم في الحياة الديمقراطية، وبناء المؤسسات، أما في لبنان فالأحزاب تحولت الى ميليشيات ذل للمواطنين وأتكلم عن الجميع دون استثناء لأن كرامتنا كشعب أقوى وأكبر من كرامة زعيم و"تاج رأس" ومقامات، فمقامنا الأول كرامتنا وعيشنا الكريم بعرق جبيننا والباقي خارج الحساب.
لن نقبل بعد اليوم العيش بين الموت والموت لأننا ولدنا أحرارا من رحم امهاتنا وسنبقى أحرارا ولن نكون حزبيين كي نستحصل على حقوقنا ولذلك فلتتوقف هذه المهذلة أو ستكون انطلاقة لثورة دماء نعرف من أين تبدأ ولن نعرف كيف تنتهي…
تعليقات: