رصاصة “الطلّاقة”.. تصيب كيان العدو في الصميم


«

الشاب الذي يحمل مسدس ويطلق على الطلاقة للجندي الإسرائيلي، هذا المشهد يجب أن يدخل التاريخ، هذا يُعبر عن ثقافة، يُعبر عن إرادة، يُعبر عن روح، يُعبر عن أمل، يُعبر عن أفق في هذه المعركة، هنا سر القوة، الشباب العزل يذهبون إلى أين؟ على الخط الأمامي، ومن المختبئ خلف الحائط والشريط الشائك والغرف المحصنة والجبال من الرمال، من المختبئ؟ الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح، من ينتصر في هذه المعركة؟ ينتصر عباس اليتامى ورفاق عباس اليتامى والذين يسيرون في نفس الدرب الذي استشهد فيه عباس اليتامى…”،

»

بهذه الكلمات وصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته في ذكرى اسبوع الشهيد القائد الحاج عباس اليتامى (أبو ميثم) في 22-8-2021، مشهد إطلاق النار على الجندي الصهيوني على حدود قطاع غزة المحاصر.

والحقيقة ان هذا المشهد احتل مساحة واسعة من التحليل السياسي والأمني لا سيما في الأوساط المتابعة لشؤون كيان العدو الإسرائيلي وفي الأوساط الصهيونية نفسها، جراء إقدام هذا الشاب الفلسطيني -ومن معه من الشبان- بهذا المدى المتقدم من الجرأة والقدرة على تجاوز كل أنواع المخاطر التي تحيط بالمكان مع تحدي كل الاجراءات الأمنية المتوقعة لإطلاق النار على القناص الاسرائيلي الذي يفترض انه تلقى أعلى أنواع التدريبات ومعه أفضل الاسلحة ويجلس في مكان محصن بدرجة عالية.

فهذا الشاب الفلسطيني يعبر عن حالة وثقافة مقاومة لا تعترف بكل الهالة التي يحاول العدو الإسرائيلي رسمها عن جنوده وقواته وقدراته، هي ثقافة تمتلك الوعي والبصيرة لهزيمة العدو واختراق كل الإجراءات المزعومة لتصل الى العمق والضرب لإيلام العدو في كل مكان تستطيع ان تصل إليها يد المقاومة، سواء على حدود القطاع المحاصر او في الضفة والقدس المحتلتين او بقية الأراضي المحتلة.

كما يسجل للمقاومة الفلسطينية الذكاء المتواصل في ابتداع الأدوات الجديدة والأساليب التي تفاجئ العدو في كل مرة تضرب فيها من جديد، ما يؤكد ان المقاومة حالة راسخة في نفوس وعقول أبناء الشعب المقاوم في فلسطين ولبنان وسوريا وعلى امتداد هذه المنطقة ولا يمكن حصرها وتكبيلها لا باتفاقية مع هذا النظام او السلطة ولا بجرم تطبيع مذل يحاول تحويل العدو الى صديق.

والواقع ان المقاومة في كل نزال تسجل مشاهد تاريخية وقد لقنت العدو دروسا عبر الزمن، بدءا من العام 1982 التي كان الشهيد القائد عباس اليتامى أحد جنودها وصولا الى معركة سيف القدس الأخيرة في غزة والأراضي المحتلة وما بينهما الكثير من الانتصارات لا سيما في أيار 2000 وتموز 2006، بالاضافة للانتصار على الجماعات الارهابية، هذه المقاومة التي استطاعت إفشال كل المخططات والمؤامرات الصهيونية والاميركية في المنطقة تعمل اليوم على إفشال الحرب الاقتصادية الأميركية التجويعية ضد لبنان عبر كسر الحصار الذي تفرضه الإدارة الأميركية من خلال جلب المحروقات من إيران لتخفيف الأزمة التي يعانيها الشعب اللبناني.

ولا شك ان المقاومة التي تملك هذه الإرادة الفولاذية هي منتصرة لا محالة وبالتأكيد ان المسألة هي مسألة وقت ليس أكثر، خاصة ان عدونا أضعف بكثير مما يعتقد البعض، وهذه والدة الجندي الإسرائيلي القناص بارئيل شموئيلي الذي أصيب على حدود غزة تشكو “الإهمال لوضع ابنها”، حيث قالت “قاتل ابني بجسده ودمه وروحه من أجل لا شيء، فالدولة لا تستحق ذلك”، وأضافت “لقد قام فلسطيني بقنصه من مسافة صفر، لماذا أرسلوا ابني؟ من أعطى له الإذن بالوقوف أمام الحائط؟ أريد جوابا”، هذا التخلي الاسرائيلي الواضح والضياع والارباك الذي أحدثته “رصاصة الطلّاقة” التاريخية تؤكد ان كيان العدو هش وضعيف ولا يحتاج إلا بضع ضربات من قلب الداخل المحتل حتى تتزعزع أركانه تمهيدا لانهياره وزواله…

* المصدر: موقع المنار

تعليقات: