المهزلة تتجدد: تراشق البيانات بين عون وميقاتي..

إصرار على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي
إصرار على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي


رغم كل ما يبذل من جهود لإشاعة الأجواء الإيجابية في مسار تأليف الحكومة، يبدو أن الأمور عادت لتتلبّد بغيوم التشنج والارتياب بين الرئيس عون والرئيس المكلف. ويبدو واضحاً أن الثقة لا تزال هشة بينهما. وبين تسريب من هنا وتسريب من هناك، عادت البيانات والبيانات المضادة لتصدر وتبدد "التفاؤل" بقرب الولادة الحكومية. تماماً كما كان يحدث سابقاً في فترة تكليف الحريري الآفلة على فشل.

بيان ميقاتي

فبعد ظهر اليوم الخميس، وتعقيباً على كل ما يشاع بالشأن الحكومي، صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس نجيب ميقاتي بيان جاء فيه:

"فيما يحرص دولة الرئيس على مقاربة عملية تشكيل الحكومة، وفق القاعدة الدستورية المعروفة، وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي ضاق فيها اللبنانيون ذرعاً بالسجالات ويتطلعون إلى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الإنقاذ المطلوبة، يبدو أن البعض مصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين. وهذا أسلوب بات مكشوفاً وممجوجاً. وإن اعتماد الصيغة المباشرة أحياناً، والأساليب الملتوية أحياناً أخرى لتسريب الأخبار المغلوطة، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف أو لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعاً.

إن دولة الرئيس ماضٍ في عملية التشكيل وفق الأسس التي حددها منذ اليوم الأول وبانفتاح".

رد عون

وعلى الفور، أعلن مكتب الإعلام في ​رئاسة الجمهورية​، أن "​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​، المتمسك باحترام الأصول في تشكيل الحكومات، أعلن أكثر من مرة بأنّه لا يريد لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة الثلث الضامن" (أو الثلث المعطّل، على الأصح).

وأوضح في بيان أن "رئيس الجمهورية يكرّر دعوته الجميع لعدم إلصاق تهمة التعطيل بالرئاسة، ولا بشخص الرئيس، للتعمية على أهداف خاصّة مضلِّلة ما عادت تنطلي على الشعب"!

وتابع: "التعمية انقلبت على محترفيها وأهدافها عدم الرغبة ب​تأليف حكومة​ وعدم القيام بالإصلاحات ورفض ​مكافحة الفساد​ وضرب مصداقية ​الدولة​ وتجويع ال​لبنان​يين وإفقارهم، والمطلوب التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق أو ذاك عبر سيل الاتهام والإدانة للرئيس".

وأعلن أن "الظروف التي يجتازها لبنان و​الشعب اللبناني​ تحتّم على الجميع الإرتقاء إلى أقصى درجات المسؤولية والإسراع في إنقاذ الوطن والشعب".

وهكذا بين البيانين تستمر المهزلة..

تعليقات: