«زوادة» المدرسة: الزعتر يوحّد الطلاب... و«الخرجية» للأثرياء


عاد عدد كبير من الطلاب إلى مدارسهم هذا الأسبوع. وإذا كان الأهالي قد تخطّوا صدمة غلاء كلفة النقل وثمن القرطاسية والثياب، فإنهم أصبحوا بمواجهة الصدمة الثالثة، التي تلمّسوها تزامناً مع عودة أطفالهم إلى المدرسة: تأمين «الزوّادة» اليومية.

مع ارتفاع أسعار الألبان والأجبان والشوكولا وغيرها، تجد الأمهات صعوبة في تأمين الوجبة التي سيتناولها أطفالهنّ خلال الاستراحة بين ساعات التدريس. فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية حتى خمسة أضعاف، فيما تتوقع نقابة مستوردي المواد الغذائية أن ترتفع الأسعار أكثر إلى حين استقرار سعر المحروقات.

وانسحب ارتفاع الأسعار، على المكوّنات التي كانت تصنع منها الأمهات الفطائر. فارتفع سعر أوقية الجبن من 8 آلاف إلى 30 ألف ليرة تقريباً كحد أدنى، فيما ارتفعت أسعار المرتديلا إلى 60 ألف ليرة للأوقية الواحدة.

وبالإضافة إلى الجبن، ارتفع سعر حبوب رقائق الذرة، التي يتناولها الأولاد صباحاً، ثلاثة أضعاف تقريباً. أما سعر الحليب، فارتفع بنسبة 500% حتى الآن.

وقد طاول الغلاء أوراق لفّ «السندويش». فبعدما كانت ربطة الأوراق التي تحتوي على مئة ورقة، تُباع بخمسة أو سبعة آلاف ليرة لبنانية، ارتفع سعرها إلى ما بين الـ15 والـ20 ألف ليرة لبنانية.

في السياق، يشرح وسام القصيفي، أحد أصحاب المطابع لـ«الأخبار» سبب غلاء الأوراق قائلاً: «انعكس غلاء المازوت، بعد رفع الدعم جزئياً، على كلفة تشغيل ماكينات الطبع، فضلاً عن غلاء الحبر، المرتبط بصرف الدولار في السوق السوداء». وقد أدّى ذلك في النهاية إلى تقليص نسبة المبيعات، التي تراجعت بشكل كبير مقارنة بموسم انطلاق المدارس في الأعوام الماضية، وفق القصيفي.

ماذا يتبقّى للأطفال من «زوّادة» بعد كل هذا الغلاء؟

نور وهبة، الأم لثلاثة أطفال، موّنت حاجياتها الغذائية باكراً، تحسّباً لأي ارتفاع إضافيّ في أسعارها. غير أنها اضطُرت إلى التوقف عن شراء السكاكر والشوكولا التي يفضّلها أطفالها، بعد ارتفاع سعرها بشكل جنوني، واستبدلتها بالفواكه المجففة والمربيات، التي يمكنها تخزينها لوقت طويل، فضلاً عن كونها صحية أكثر.

وهبة أسقطت من لائحة خيارات «السندويشات» والأجبان، بعد ارتفاع أسعارها. وحتى الزعتر طعام الفقراء، ارتفع سعره.

لطالما كانت «الزوّادة» تترافق مع المصروف اليوميّ الذي يعطيه الأهالي للطلاب لشراء ما يرغبونه من دكانة المدرسة. غير أنه «هذا العام، كل الأمور تبدّلت. ليس باستطاعتي إعطاءهم كل يوم»، على حدّ تعبير وهبي. وبما أن لا أفق قريباً يشي بتحسن الأوضاع، نصحت وهبة زملاءها من الأهالي بمصارحة أولادهم بالوضع الصعب الذي تمرّ به جميع العائلات، وعدم إخفاء أي شيء عنهم، «فالصراحة تسهّل الأمور على الأهالي والأولاد لتحمّل تبعات تبدّل العادات».

تعليقات: