مؤسسة الكهرباء: انهيار الشبكة والعتمة الشاملة نهاية أيلول


ساهمت شحنة الفيول الآتية من العراق في زيادة ساعات التغذية بالتيار الكهربائي، إلاّ أن العوائق التقنية حالت دون التماس تلك الزيادة (راجع "المدن"). والمزيد من العراقيل برزت مع تحذير مؤسسة كهرباء لبنان من انخفاضٍ إضافي في التغذية، بفعل تراجع معدّل مخزون الفيول "الذي كان مؤمنًا بموجب السلفة المعطاة لها بموجب القانون رقم 215 تاريخ 08/04/2021، لا سيما لمادتي الفيول أويل (Grade A) و(Grade B) منه".

وأوضحت المؤسسة، في بيان، أن المخزون "قد نفد بالكامل في كل من معمل الجية الحراري والباخرتين المنتجتين للطاقة "فاطمة غول" و"أورهان باي"، مما أدى إلى توقفهم قسريًا عن إنتاج الطاقة، وقد شارف على النفاد من جهة أخرى في كل من معمل الذوق الحراري وكليًا في معملي المحركات العكسية في الذوق والجية إلا لمحرك واحد في كل منهما، الأمر الذي سيؤدي أيضًا إلى توقفهم قسريًا عن إنتاج الطاقة".

وبفعل هذا الواقع "لم يعد أمام المؤسسة "سوى تسيير المجموعات الإنتاجية المتبقية بما يتجانس مع خزينها المتبقي من المحروقات وكميات المحروقات المرتقب توريدها بموجب اتفاقية التبادل مع الدولة العراقية، والتي لا تكفي وحدها سوى لقدرة انتاجية بحدود 500 ميغاواط كحد أقصى، ما ينتج عنه صعوبات عديدة لتأمين ثبات واستقرار الشبكة". وهذه النتيجة تهدد الشبكة "بالانهيار الشامل في أي لحظة". وأوضحت أنه "خلال الأسبوعين الأخيرين تعرضت الشبكة الكهربائية إلى ما يزيد عن سبع انقطاعات عامة على كامل الأراضي اللبنانية. وإذا ما استمرت الأمور على حالها فهنالك مخاطر عالية من الوصول إلى الانقطاع العام والشامل أواخر شهر أيلول الحالي".

ولفتت المؤسسة النظر إلى أنه "لا يزال يتعذر عليها، منذ عدة أشهر، استخدام فائض العملة الوطنية المتراكم في حساباتها لدى مصرف لبنان، جراء عمليات جباية فواتير الاشتراكات بالتغذية في التيار الكهربائي، وذلك في محاولة منها لتغطية جزء من حاجاتها من المحروقات بالعملة الصعبة لزوم إنتاج الطاقة".

وعليه، وبعد أن استنفدت مؤسسة كهرباء لبنان جميع الخيارات والإجراءات الاحترازية التي لجأت إليها، ولم يعد في إمكانها تأمين حد أدنى من التغذية بالتيار الكهربائي بسبب هذا الوضع الخارج عن إرادتها، ستعمد إلى إبقاء جميع المواطنين على بينة في ما خص التغذية بالتيار الكهربائي عبر بيانات لاحقة".

تعليقات: