خالد علوان أحد أبطال عملية الويمبي في 24 أيلول عام 1982
لم يكن خالد علوان ورفاقه أبطال عملية الويمبي في 24 أيلول عام 1982، ضد المحتلين الصهاينة في مثل هذا اليوم قبل 39 عاماً، مجرد مقاومين رواد في مسيرة المقاومة الوطنية والإسلامية التي دحرت العدو من عاصمتنا ثم عن كل أرضنا ما عدا القليل القليل..
ولم يكن خالد علوان ورفاقه مجرد مناضلين أبطال في مدرسة النهضة السورية القومية الاجتماعية التي كانت منذ تأسيسها قبل 8 عقود مدرسة للكفاح الميداني والفكري السياسي من أجل فلسطين فقط، بل كان خالد علوان، مع كل أبطال جبهة المقاومة الذين كتبوا بدمائهم وعملياتهم على امتداد العاصمة والوطن، عنواناً لمرحلة جديدة في حياة لبنان، كما في حياة الصراع الوجودي مع العدو.
كان أبطال عملية الويمبي وكل أبطال المواجهة مع العدو في الطريق الجديدة، والمتحف، والمصيطبة، وسبيرس، ومار الياس، والبسطة،وزقاق البلاط والخندق الغميق، وعين المريسة، وكورنيش المزرعة، ورأس النبع، والبسطة، والظريف، شارع الأيتام، الزيدانية، وعائشة بكار، عناوين مرحلة بدء الانتصارات التي انطلقت من بيروت وما زالت مستمرة حتى اليوم، وهي انتصارات يسعى أعداء لبنان الصهاينة والمستعمرين وأدواتهم بكل طاقاتهم إلى تجويفها عبر الحروب والفتن والصراعات والحصارات التي تريد الانتقام من أهل بيروت وشعب لبنان عبر التجويع والإذلال وصولاً إلى التركيع والتطبيع والتتبيع..
ولو كان خالد علوان ورفاقه من أبطال مقاومتنا ،مهما تعددت راياتهم، وتباينت مشاربهم، موجودين معنا اليوم لأدركوا أن مقاومة الاحتكار والمحتكرين، والفتنة والفتنويين، والفساد والفاسدين، لا تقل أهمية عن مقاومة الاحتلال والمحتلين، والحصار والمحاصرين، ولكانوا أول المنخرطين في هذه المعركة التي نخوضها ضد من يريدون تحويل حياة اللبنانيين والمقيمين في لبنان إلى جحيم حطبه المواطن، وناره تلتهم الطبقات الشعبية.
ولو كان خالد علوان ورفاقه من أبطال ينتمون إلى كافة أحزابنا وقوانا وتجمعاتنا الشعبية والوطنية والإسلامية بيننا اليوم لأدركوا أن معركة تحرير الأرض لا تكتمل إلاّ باستعادة السيادة الكاملة على باقي أرضنا ومياهنا الإقليمية الممتلئة بخيرات النفط، ولا تكتمل إلاّ بعودة العلاقات بين لبنان وسورية إلى سابق عهدها، علاقات أخّوة وتنسيق وتعاون، ولا تكتمل إلاّ بانتصار المقاومة في فلسطين وتحرير الأرض المغتصبة وفي قلبها القدس من البحر إلى النهر، ولا تكتمل إلاّ بانتصار مشروع النهضة في كل بلادنا العربية.
لا بل لو كان خالد علوان ورفاقه من كل الأحزاب والقوى الوطنية والقومية والإسلامية بيننا اليوم لأدركوا أن انتصارهم على المحتل لا يكتمل إلاّ بانتصارهم على كل الحواجز والعوائق والانقسامات القائمة في صفوفنا، ولا يكتمل إلاّ بقيام جبهة وطنية شعبية قلبها المقاومة وسياجها حركة شعبية ممتدة على طول لبنان وعرضه، تضم جميع الشرفاء الذين ما اجتمعوا يوماً إلاّ وانتصروا، وما تفرقوا يوماً إلاّ وذهبت ريحهم.
لقد احتفلنا بالأمس، بعملية انتزاع الحرية في سجن جلبوع التي نفذها الأبطال الستة عبر "نفق الحرية"، ونحتفل اليوم بعملية انتزاع الكرامة والسيادة في كل لبنان من براثن المحتل مدركين دوماً أن أبطال المقاومة كخالد ورفاقه قد حفروا وما يزالون انفاق الحرية لبلادهم منذ عشرات السنين ،مدركين أن هذه الأنفاق ستصل يوماً إلى أرضنا الفلسطينية المحتلة وتحررها، بل إلى كل أرض عربية مغتصبة من قوى الفتنة الطائفية والمذهبية و الفساد والاحتكار والاستبداد والتبعية.
الخلود لخالد علوان ورفاقه
والعلو لكل شهداء الأمّة
والنصر لأمّتنا في كل أرض عربية
تعليقات: