الضحيّة علي رمّال

قبل نحو أسبوعين حمل علي رمّال حقائبه، ودّع عائلته وعاد أدراجه إلى البلد الذي اختاره قبل سنوات، مرغماً بديلاً عن وطنه، لم يكن يتوقّع أن الموت في انتظاره، وسيلفظ آخر أنفاسه في #جريمة مرّوعة خطفته من بين أحبابه... رحل الوالد لثلاثة أبناء، بعيداً عن عائلته، حيث عثر عليه جثة مضرّجة بالدماء في منزله.

رحيل صادم

"خبر رحيل علي سقط كالصاعقة على بلدته الدوير، هو الذي كان بينهم منذ فترة قصيرة، حيث اجتمع بابنته التي قدمت من أميركا لرؤيته، لتكون المرّة الأخيرة التي سيلتقيان فيها"، بحسب ما قاله مختار البلدة وقريب الضحيّة قاسم رمّال لـ"النهار"، مضيفاً: "شقيق الضحيّة الموجود هو الآخر في نيجيريا يتابع الملفّ مع الجهات المختصّة، كما أنّ السفارة اللبنانية تقوم بكامل واجباتها كما وصلنا".

ضريبة باهظة

"لم يقصد علي كما قال المختار عمله، ولم يجب على اتّصالات شقيقه، ما دفع الأخير إلى إرسال شخص إلى منزله للاطمئنان عليه، لكنّه لم يجب على طرق بابه، بعدها تمّ خلعه لتنكشف الكارثة، ابن السابعة والخمسين جثّة مصابة بضربة في الرأس، تمّ نقله الى احدى مستشفيات العاصمة لاغوس، وفتحت السلطات المحلية تحقيقاً بملابسات الحادث"، وفق ما قال المختار.

وأضاف: "هذه ضريبة #الاغتراب، بات اللبنانيّ يدفع حياته ثمن اضطراره إلى مغادرة وطنه بحثاً عن لقمة عيش كريمة، فقبل أن يتّخذ علي قرار الهجرة والعمل لتأمين حياة كريمة لعائلته، كان يعمل في لبنان في بيع قطع السيارات، لكنّ الظروف الصعبة أجبرته على الابتعاد عن عائلته، ومع ذلك واظب على زيارتها، فهو ربّ عائلة يضرب المثل به، محبّ لأسرته الى أبعد الحدود، عمل كلّ ما في وسعه لتأمين كلّ ما يحتاجه أبناؤه، لكنّ النهاية كانت مؤلمة جدّاً، حيث أطبق عينيه إلى الأبد في الغربة، وبعد أن كان مقرّراً وصول جثمانه اليوم ليوارى في الثرى في بلدته، تمّ تأجيل ذلك الى يوم غد".

في انتظار التحقيقات

وعمّا يتمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعيّ، بأنّ خلف مقتل علي قضيّة سرقة علّق: "لا يمكننا الجزم بشيء حتى الساعة، ربما يكون الأمر كذلك، أو قد يكون هناك خلاف بينه وبين أحد، ولكن بحسب ما وصل خبر من شقيقه فقد تمّ توقيف أحد المشتبه بهم، على أمل أن تتابع القضية بجدية، ويتمّ توقيف كافة المجرمين، وإنزال أشدّ العقوبات بهم".