من أشعل خزان الزهراني؟ ولماذا؟


بالنسبة إلى وزير الطاقة، وليد فياض، فإن حريق مستودع النفط في الزهراني هو إما بسبب فاعل ما مجهول حتى الآن، أو بسبب القضاء والقدر. في تصريح له بعد الحريق قال: "يجب أن ننتظر نتائج التحقيق كي نعلم ما إذا كان هناك مسؤول أو مسبب طبيعي أدى إلى الحريق".

هذا المسبب الطبيعي لا يمكن أن يكون سوى القضاء والقدر، الحجة التي يستند إليها السياسيون اليوم للهروب من الأسباب الحقيقية للحرائق والانفجارات والكوارث، والمتمثلة في الإهمال.

أما بالنسبة إلى المواطنين، فلا شيء متروكاً للصدفة، بل كل ما يحدث، له أهداف غير معلنة تهدف الدولة، والأحزاب السياسية، من ورائها إلى المزيد من الربح والسيطرة. ففي وسائل التواصل الإجتماعي، اعتبر ناشطون ومغرودن أن حريق الزهراني ليس صدفة. بالنسبة إلى مناصري "التيار الوطني الحر"، وبحكم وقوع الزهراني ضمن مناطق سيطرة حركة "أمل"، فقد رأى هؤلاء أن "أمل" أحرقت الوقود عمداً لحرمان المواطنين منه.

مناصرو "حزب الله" وجدوا في الحريق خطوة جديدة متقدمة في "الحصار" المفروض على لبنان من قبل الولايات المتحدة. بالنسبة إليهم، فإن "عملاء أميركا" أحرقوا الخزان كي يزيدوا من معاناة اللبنانيين.

أما خصوم "حزب الله"، فيرون أن هدف الحريق هو إغلاق الباب في وجوه اللبنانيين، أمام أي مصدر للمحروقات، حتى يتم إلزامهم بالنفط الإيراني، وبذلك يتم تصوير إيران على أنها المنقذ للبنان الذي لن يجد سبيلاً أمامه سوى فتح الباب أمام استيراد المحروقات منها.

أمام المشهد الذي يوحي بأن كل يوم في لبنان هو عبارة عن 4 آب جديد، يبقى الدفاع المدني اللبناني، الذي يقوم بواجبه دائماً رغم إمكاناته المتواضعة، ورغم كل الضغوط التي يتعرض لها مع تزايد الكوارث، سواء حرائق الغابات أو المستودعات أو الانفجارات التي يسببها إهمال الدولة بالدرجة الأولى والتي يبدو أنها لن تتوقف قريباً.

تعليقات: