الشهيدة المظلومة مريم محمد فرحات
ايها القناص اذا سألتك لماذا، هل يمكن ان يكون لديك جواب؟
وإذا سألتك إن كان لك قلب مثل قلب أمي، هل يمكنك أن تنظر في عيوني وتجيب ؟
عفوا أنا أسألك هنا ولا أنتظر منك جواب،لأن امثالك قد يكون في صدورهم عضو عضلي قرمزي يطلق عليه إسم "قلب" لكنه ابدا ليس من جنس الذي كان يخفق في صدر امي.
أمي التي لا تزال ابتسامة وداعها لي في أول يوم مدرسي ماثلة في مخيلتي صباح هذا اليوم وما خطر ببالي قط انها ستكون آخر ابتساماتها في هذا العالم الذي فقد الكثير من معناه عندما غابت عنه أمي وغاب عنه حنان امي وطهر أمي وعذوبة ابتسامة أمي.
لم أكن أتخيل أيها القناص وجود إنسان في هذا العالم قادر على إقتراف عملٍ بقبح وقسوة وفظاعة تمزيق قلب أمي الرقيق والمحب والرائع.
ايعقل ايها القناص ان نكون أنا وأنت ننتمي إلى مجتمع بشري واحد؟ وان نكون شركاء في وطن واحد كلبنان الجميل؟ أيعقل أيها القناص أن تكون أباً لفتاة مثلي ولها أم مثل أمي وستذهب إلى بيتك بعد أن ذبحت براءة أمي وحنانها ورقتها وستطرق باب بيتكم وستفتح لك طفلتك الصغيرة باب البيت وتركض نحوك بلهفة المشتاقة وتعانقك وتقبلك وتقول لك اشتقت اليك يا ابي "الله يعطيك العافية". أيعقل؟
ان نحيا أنا وأنت في وطن فيه هذا الكم الهائل من الحقد والقسوة والظلم والإجرام والغدر والتنكر لكرامة وقداسة الإنسان.
أيعقل أيها القناص؟ أن نبني بهذا النوع من المشاعر وطنا جميلا لي ولك ولأسرتي ولأسرتك؟
أيعقل ايها القناص الشريك لي في الوطن ان أصبح يوما ما صديقة لإبنتك وأختك ونركض سويا ونلعب في حقول هذا الوطن،نقطف الأزهار الجميلة الملونة ونسابق الفراشات والعصافير ونحلم بمستقبل مشرق لنا جميعا.
آه ما أعمق الجرح الذي صنعَتْه رصاصات غدرك وحقدق في قلب أمي وما أعمق الفجيعة والخسارة التي احدثتها طلقاتك المتوحشة في عمري وروحي ومستقبل اسرتي.
هل تعلم ايها القناص الوحش شيئاً عن احلام أمي وأبي وعن خططهما الرائعة لمستقبلنا انا واخوتي.
آه لو انك كنت قادرا أو لائقا باستيعاب بعضٍ من طيبة وصدق ورقة أحلام أمي. لكنت خجلت أيها القناص الوحش من فعلتك حتى الموت ولكنت جديرا بأن تكون إنسانا مثلي ومثل مريم فرحات "أمي".
ومن خلالك أيها القناص الوحش أتوجه وأقول للذين لوثتهم الأحقاد واللؤم والأنانية والجشع وأعمت أبصارهم وبصائرهم وغيرت طبائعهم الإنسانية الصافية "بغير الحب والتسامح والإنفتاح لا تبنى أوطان ولا يكون لنا فيها مستقبل"
لذا عودوا إلى انفسكم وصارحوها ونقبوا شوائبها وميزوا جيدا بين من يريد الخير لإنسان هذا الوطن وأهله وبين من يتاجر بإنسان ومستقبل هذا الوطن، وثق أيها القناص الوحش أن الذين ضحوا بفلذات اكبادهم لتحرير الوطن من الإحتلال المجرم إنما فعلوا كل ذلك من اجلنا انا وانت ومن أجل مستقبل مشرِّف ومفعم بالسعادة والتعاون والأمل".
لبنان الذي نحب ونتمنى بحاجة ماسة ليقظة حقيقية منك ومن امثالك وستجدون يومها أننا رغم عمق الجراح وعظمة الخسارة والتضحية كم نحن متسامحون.
(رسالة متخيلة).
عدنان إبراهيم سمور.
باحث عن الحقيقة.
15/10/2021
الكاتب المهندس عدنان إبراهيم سمور
تعليقات: