جون كول ــ الولايات المتحدة
بسبب خطأ في التعرف إلى الجثة، دُفِنَت فتاة مجهولة مكان فتاة مفقودة عادت لاحقاً إلى منزل ذويها. فهل تُكمل الدولة مشروع بنك البصمات، ولاحقاً بنك الحمض النووي، لتفادي تكرار حوادث مماثلة مستقبلاً؟
البقاع ــ
دُفِنَت سيدة في العقد الرابع من العمر في جبانة بلدة العقيدية (غربي بعلبك).
وبعد ستة أيام، فوجئ أهلها بعودتها إلى المنزل.
الفتاة التي دُفِنَت لم تخرج من القبر، إلا أن الفتاة التي قيل إن الجثة المدفونة تعود لها، كانت مفقودة ورجعت إلى منزل ذويها، ليتبيّن أن الجثة التي دُفِنت تعود لفتاة مجهولة.
الحادثة التي أثارت حالة من الاستهجان والاستغراب في البقاع، كانت بدايتها مع اختفاء س. ط. من منزل ذويها في بيروت يوم 17/6/2008. وبعدما أبلغ أشقاؤها الأجهزة الأمنية عن اختفائها، ورد اتصال إلى شقيق المذكورة حسين، أُبلِغ فيه عن وجود جثة في براد مستشفى بعبدا الحكومي تعود لسيدة بمواصفات شقيقته، وأنها قُتِلَت عندما كانت تحاول عبور طريق الدامور، فصدمتها سيارة تابعة لـ«اليونيفيل». الأشقاء الذين عاينوا الجثة قالوا إنها عائدة لشقيقتهم، فأشار القضاء بتسليمها لهم، كما جرت العادة في الحالات المماثلة.
يُكمل مختار بلدة العقيدية، مصطفى الطقش، رواية ما حصل قائلاً لـ«الأخبار»: «إن بعض الأهالي تلقوا اتصالاً من ح. ط. يشير فيه إلى أن شقيقته قد توفيت نتيجة حادث صدم، وأن جثمانها سيوارى في ثرى البلدة». وتابع: «وصلت الجنازة، ودُفِنَت الجثة بسرعة كبيرة، ومن دون أن يُسمَح لأحد بأن يقترب منها، ومن دون صلاة على الجثمان، وذلك قرابة الساعة السابعة والنصف من مساء يوم 21/6/2008».
وأكّد المختار أن العائلة «لم تُقِم في البلدة أي مراسم عزاء، حيث غادر شقيقها بعد الدفن مباشرة»، مضيفاً أن المفاجأة كانت «بعد ستة أيام عندما اتصل بي أفراد من مخفر بيت شاما مؤكدين أن الجثة التي دفنت ليست لـ«س. ط.»، لأن المذكورة عادت إلى منزل أهلها في بيروت، ولا بد من نبش القبر واستخراج الجثة».
مُسعِفون من «الهيئة الصحية الإسلامية» تطوعوا لنبش القبر بإشراف الأجهزة الأمنية والطبيبين الشرعيين بديع أبو رجيلي ورامز أبو زيد، اللذين كلّفتهما النيابة العامة الكشف على الجثة التي نُقِلَت إلى براد مستشفى بعلبك الحكومي. مصدر طبي في المستشفى المذكور أشار إلى أن الجثة المجهولة تعود إلى سيدة في نهاية العقد الثالث من العمر، وأنها دُفِنَت بكامل ثيابها. وذكرت المصادر أن ملامح وجه السيدة المتوفاة واضحة، وأنها مصابة بكسور في الرأس والصدر والرجل.
بدوره، أكّد مصدر أمني متابع لـ«الأخبار» أن حادث سير حصل على طريق الدامور قُتِل فيه ملازم أول من اليونيفيل وجُرِح شخص آخر من القوة نفسها، فنُقِل إلى مستشفى أوتيل ديو، بسبب وضعه الصحي الحَرِج. كما قُتِلت امرأة اعتُقد أنها الفتاة التي أبلغ أشقاؤها عن فقدانها. وأكّدت مصادر مطلعة على سير التحقيقات أن الجثة المجهولة تخضع لفحوص الحمض النووي، ولا دليل على أن لأشقاء الفتاة التي كانت مفقودة نيات جرمية للادعاء أن الجثة تعود لشقيقتهم.
فصول الحادثة أثارت حالة من الاستهجان والاستغراب في العقيدية وقرى غربي بعلبك. وتساءل عدد من الأهالي عن كيفية تسلم الأشقاء جثة على أنها لشقيقتهم من دون التعرف إليها، علماً بأن ملامح القتيلة واضحة.
تعليقات: