حسين عقيل رحل باكراً.. ضحيةً للعتمة وللقمة العيش!

فقيد الخيام المظلوم حسين عقيل مع طفليه
فقيد الخيام المظلوم حسين عقيل مع طفليه


مساء الخميس الماضي وقع حادث أليم في في ضاحية بيروت الجنوبية تسبب بوفاة الشاب حسين علي عقيل، الأب لطفلين والذي كان يعمل نجاراً منذ سنين طويلة في منجرة بمحلة الصفير.

قال لي أحد أقربائه أن الحادث وقع أولى ساعات مساء ذلك اليوم، جراء العتمة أثناء ركن شاحنة صغيرة داخل المنجرة، وكان حسين يعمل على ازالة معدات وعوائق من خلفها خلال رجوعها.. مما أدى إلى تعرضه للصدم والوقوع والاصابة بكسر في جمجمة الرأس ونزيف حاد في الدماغ أوقعه في غيبوبة.

جرى نقل حسين إلى المستشفى للمعالجة، بقي في العناية الفائقة أربعة أيام، ووالدته وعائلته وأنسباؤه ومحبيه على أعصابهم، لم يغادروا المستشفى، إلى أن فارق الحياة يوم أمس.

القوى الأمنية أوقفت السائق بناء لإشارة القضاء، وجثمان الفقيد تم نقله إلى مسقط رأسه في بلدته الخيام حيث ووري الثرى ظهر اليوم.

هذه الحادثة المؤلمة يجب الوقوف عندها.. لأنه لولا العتمة لما وقع الحادث.

ولما كان من عتمة لولا انقطاع "كهرباء الدولة"، الموعودين بها 24/24 منذ سنين.. ولما كان من عتمة أيضاً لولا تقنين "الإشتراك"، بسبب عدم قدرة أصحاب المولدات على مواجهة أسعار المازوت المتصاعدة.

باختصار لولا أرباب السلطة الفاسدين وحيتان المال الذين تحكموا بهذا البلد منذ عشرات السنين لما كنا نعيش بالعتمة ولما مات حسين مظلوماً كما مات قبله المئات من اللبنانيين على طوابير البنزين وفي انفجار بيروت وانفجار التليل في ​عكار وكمين الطيونة.. ولما كان اللبنانييون "يموتون" مئة مرة يومياً بسبب القهر والعوز وغياب من يحمي حقوقهم.

حسين عقيل مات، لكن قضيته لن تمت. وفاته لم تكن قضاءً وقدراً إنما نتيجة الفساد في هذا البلد. وقضيته هي قضية كل اللبنانيين في وجه الحكّام الفاسدين الذين عاثوا بالبلد فساداً، ورغم ذلك يعاد انتتخابهم كل مرّة.

المظلومية لم تقتصر على حسين عقيل بل أيضاً على سائق الشاحنة الذي جرى توقيفه.. بينما المسببون الحقيقيون للعتمة ولأوضاعنا البائسة ولمئات الضحايا، لا يجدوا من يحاسبهم أو يوقفهم.

فؤاد عقيل، شقيق المرحوم حسين، هاجر منذ أشهر قليلة إلى إحدى الدول الأفريقية، سعياً وراء حياة كريمة.. وكان حسين يسعى للحاق بأخيه، رغم قسوة الغربة، لكن الموت كان أسرع.

شبابنا يغادرون وطنهم، غير آسفين، ويُعتبر من المحظوظين من يتسنى له الهجرة ومغادرة هذا البلد الذي يزداد بؤساً وشقاءً يوماً بعد يوم!

أحرّ التعازي لوالدة حسين، الذي رحل باكراً، ضحيةً للعتمة وللقمة العيش، ولأسرته ومحبيه. نشاركهم الحزن والأسى على رحيله المبكر وعلى أوضاع شبابنا ومستقبلهم المظلم.

فقيد الخيام المأسوف على شبابه حسين علي عقيل
فقيد الخيام المأسوف على شبابه حسين علي عقيل









تعليقات: