اختتم سوق «أبو رخّوصة»، أمس، نسخته الثالثة لهذه السنة في الوسط التجاري لمدينة بيروت. السوق الذي أُقيم وسط حضور شعبي كثيف من مختلف المحافظات، إضافةً إلى وجود أكثر من مئة خيمة لعارضين من مختلف المناطق، شكّل تحدياً واضحاً للأزمة الاقتصادية المستشرية، مع كل ما تحمله من تبعات.
وقد اختار القيّمون على السوق لهذه النسخة شعار «سَوّق إنتاجك بأرضك». وعن هذا الشعار يقول حسن حمزة، أحد المنظّمين في السوق، إن العودة إلى هذه الأرض والتواجد فيها بشكل دائم باتا أمراً ملحّاً، خصوصاً بعدما أصبحت شركة «سوليدير» محتلةً لهذه البقعة الجغرافية من العاصمة، وذلك بعد صدور قرار عن مجلس شورى الدولة يعتبر فيه الشركة منتهية الصلاحية حسب قوله.
اشتدّت الأزمة في عام 2019، وصمد سوق «أبو رخوصة»، وأُقيم عدة مرات العام الماضي، قبل أن يستكمل نسخته الثالثة لهذا العام. يرى حمزة أنّ هذا النوع من الأسواق يشكّل حلاً بديلاً في ظل الأزمة الاقتصادية: «هنا يمكنك أن تجد كل شيء، مونة، ألبسة، وغيرهما من الأمور التي تباع بأرخص مما هي عليه في المحالّ».
«هون اسمه البلد مش سوليدير»، شعارٌ تسمعه بكثرة وأنت تتنقّل في أرجاء السوق، في إشارةٍ واضحة إلى ما يصفه المنظّمون بسرقة شركة «سوليدير» لهوية وتراث هذه المنطقة الشعبية من العاصمة بيروت.
فاتن الحلاني، عارضة لمنتجات الصابون البلدي، تتحدّث عن مشاركتها الدائمة في السوق. تؤكد فاتن أهمية السوق في جمعه لشرائح المجتمع كافة، وتشير إلى حسن التنظيم والإدارة لسوق مستمر منذ سبع سنوات.
أمّا أبو كفاح، وهو أحد الزائرين الدائمين للسوق، فيشدّد على ضرورة أن يتحوّل هذا السوق إلى سوق دائم، كجزء من المواجهة السياسية القائمة مع شركة «سوليدير»، التي تسعى لتغيير وجه بيروت التراثي. إنها ساحة لطالما كانت ملتقى للفقراء وللطبقات الوسطى من مختلف المناطق، قبل أن تأتي هذه الشركة وتفعل فعلتها في تغيير هذا الواقع، يضيف أبو كفاح.
السوق الذي استمر من العاشرة صباح الأحد حتى الثامنة مساءً، يُتوقّع أن يعود الشهر المقبل في نفس المكان، حاملاً على عاتقه وزر المواجهة السياسية الاقتصادية لإعادة الحقوق لأصحابها، وبيروت نحو وجهتها الحقيقية القديمة، تحت شعار «اسمه البلد مش سوليدير».
بالعودة إلى البدايات، فقد انطلقت فكرة السوق في عام 2015، كحالة رفض لما قاله رئيس الهيئات الاقتصادية آنذاك نقولا شماس، بأنّه لا يجب أن يتحوّل وسط بيروت إلى «أبو رخّوصة». فاندفع الناس إلى ساحة الشهداء، وبدأوا بعرض منتجاتهم على اختلافها في مكانٍ لطالما كان غريباً عن الطبقتين الوسطى والفقيرة.
تعليقات: