توتياء البحر الأحمر يغزو بحر صور


لا تزال البيئة البحرية الملائمة التي يتمتّع بها بحر صور عامل جذب للعديد من الأسماك والأحياء البحرية الوافدة من البحر الأحمر عبر قناة السويس نتيجة التيارات البحرية واستقرارها في البحر الأبيض المتوسط وتحديداً في المساحة البحرية المقابلة للساحل الجنوبي. آخر الواصلين حيوان توتياء البحر الأحمر، ذو اللون الأسود الذي بدأ يتكاثر بأعداد تبشّر بعودة التوتياء إلى بحر صور بعدما انقرض نوعه البلديّ ليحل مكانه توتياء البحر الأحمر.

أكثر من 17 نوعاً من الأسماك الغريبة والأحياء البحرية تعيش اليوم في بحر صور بفضل البيئة الملائمة وقدرتها على التكيّف. فوجدت مستقراً لها وأضفت على بحر صور قيمة إضافية.

وبعد ظهور أنواع من الأسماك والأحياء البحرية الغريبة في السنوات الأخيرة مثل (السلطعون القمري – الزليفة العملاقة – سمكة البالون)، وصل منذ عدة أشهر ولأول مرة منذ سنوات عديدة حيوان التوتياء الأسود ذو الإبر الطويلة. استوطن بأعداد قليلة وفي أماكن متفرقة من بحر صور وبدأ بالتكاثر، معيداً الأمل إلى الصيادين الذين فقدوا هذا النوع البلدي منذ ما يقارب الثلاثين عاماً، بفعل الصيد الجائر الذي قضى عليه.

مؤسّس متحف «الحياة البحرية والبرية» الدكتور جمال يونس، اعتبر في حديث لـ«الأخبار» أن «وجود هذا النوع في بحر صور يزيد من ثروته السمكية وتنوّع الأحياء البحرية، داعياً إلى حمايته من بعض المتطفّلين الذين بدأوا باستخراجه وصيده وبغية بيعه إلى المسامك بسعر بخس، لكون هذا النوع يحتوي على بطرخ (البيض) الصالح للأكل، دون أن يدرك هؤلاء أهمية هذا المخلوق ودوره البيئي في تنظيف تربة البحر وقولبتها من بقايا المخلّفات العضوية».

ودعا يونس المواطنين إلى حمايته وتركه في أماكنه للتكاثر. كذلك طالب البلدية والجمعيات البيئية المتخصّصة بمراقبة البحر والتعميم على الصيادين عدم اصطياده لمدة سنتين على الأقل.

تعليقات: