نشاط لصوص الأسلاك الكهربائية

أسلاك كهرباء (نبيل إسماعيل)
أسلاك كهرباء (نبيل إسماعيل)


غياب الدولة وأجهزتها الأمنية ظاهرة باتت واضحة ومقصودة، واللصوص يسرحون ويمرحون في الظلمة ولا من يردع ولا من يحزنون . للمرة الثانية في أسبوع، وللمرّة الثالثة والرابعة… في خلال شهر، تتعرّض كابلات شركة #الكهرباء للسرقة طمعاً ببيعها في سوق النحاس المزدهر هذه الأيام، وبأسعار مغرية.

فقد تعرّضت كابلات الكهرباء للسرقة، ما أدّى الى انقطاع الكهرباء عن منزل رئيس بلدية #زحلة السابق المهندس جوزف دياب المعلوف والمساكن المجاورة. وكانت خطوط الكهرباء قرب مدرسة راهبات العائلة المقدسة (عبرين)، ضهور زحلة قد تعرّضت للسرقة في أول الاسبوع.

وكانت الخطوط الكهربائية قرب شاتو خوري عند تخوم زحلة ومدخل حزرتا تعرّضت الشهر الماضي للسرقة. وفي كل المرات، يستغل السارقون التنظيم الدقيق الذي تعلنه شركة كهرباء زحلة عن مواعيد قطع التيّار الكهربائي، والتزامها الدقيق بالمواعيد المعلنة كي يطمئن أفراد العصابات الى الوضع، وتخلو لهم الأجواء، فيحلو لهم العمل بهدوء وراحة بال. وهكذا يعمدون الى إحضار ورشتهم لنقل المسروقات التي يتجاوز وزنها مئات الكيلوغرامات بما يفرض وجود رافعة معهم لا محالة، وبعد مراقبة دقيقة تمتد طوال ساعات النهار وصولاً الى الليل.

ويستغل السارقون أوضاع البلاد وغياب ركائز الدولة وأجهزتها، فلا الاجهزة الامنية تتحرك ولا شرطة البلدية تتحرك بالرغم من وجود عشرات العناصر في الخدمة نظرياً والتقصير الواضح عملياً. وكأن قوى الامن وشرطة البلدية في سُبات عميق، رغم أن المنطقة التي تتعرّض للسرقة صارت محدّدة جغرافياً وواضحة المعالم ولا تتجاوز مئات الأمتار، ولا يمكن أن تعصى على الدولة متى حزمت أمرها ولاحقت أجهزتها للتحرّك على طريق حزرتا-زحلة وجوارها.

إن كنت تقطن منطقة ضهور زحلة-حزرتا، ففي كل المرات، التقنية واحدة وهي نفسها، تدق الساعة السادسة صباحاً موعد عودة كهرباء الشركة، فإن لم يصلك التيّار، فتأكد من أن منطقتك تعرّضت لسرقة الكابلات في الليلة الماضية. فاتصل بالشركة لإبلاغها التحقق. أما إن كنت من هواة السهر، فألقِ نظرة الى الخارج من نافذتك، فإذا لاحظت حركة غريبة أو أضواء أجهزة خلوية خافتة فهي قد تكون عائدة للسارقين أثناء عملهم. وغالبًا ما يستغلون ليالي مقمرة للسطو على الخطوط الكهربائية كبديل من اللجوء إلى مصابيح الخلوي.

وإن كان للأهالي من مطلب، في ظلّ غياب الدولة وأجهزتها والبلدية وشرطتها، يوجّهونه الى المدير العام لشركة كهرباء زحلة أسعد نكد لأن في يده الوسيلة الأنجع التي تعوّض عن الغياب والتقصير غير المبرّر للدولة، فهو أن يجعل السارقين لا يستكينون الى حالة انقطاع الكهرباء خلال الليل، اذ بإمكانه أن يرسل شحنات عشوائية خلال الليل الى الأحياء المقطوعة والمعرّضة للسرقة حتى لو التصقت جثة السارق على الأسلاك الكهربائية، وفق ما يردّد أهالي المنطقة.

تعليقات: