حاول المواطن ب. ش. إحراق نفسه أمام المدرسة الرسمية للبنات في حاصبيا صباح اليوم، احتجاجاً على قرار وزير التربية عباس الحلبي القاضي بإقفال الحلقة الثالثة في تلك المدرسة.
يأتي هذا الاحتجاج في إطار السجال الحاصل بين بعض المعنيّين في المدرستين، الرسمية للبنات والرسمية للصبيان، في المدينة. وقد اختار ش. والد أحد الطلاب الاحتجاج بهذه الطريقة بعد فشل المحاولات التي قام بها القيّمون على المدرسة الرسمية للبنات مع أهالي الطلاب، بدأت بزيارة لجنة الأهل في المدرسة للحلبي لإقناعه بضرورة فتح الحلقة الثالثة في مدرسة البنات. وعلى ضوئها، شكّلت وزارة التربية والتعليم العالي لجنة لدراسة الملف وقدّمت اقتراحات للوزير تضمّنت السماح لكلا المدرستين بفتح كلِّ الحلقات التعليمية.
وفي السياق نفسه، نفّذ أهالي طلاب المدرسة الرسمية للبنات اعتصاماً تضامنياً مع مديرة المدرسة مهى شرف، وامتنعوا عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة لأسبوع تعبيراً عن تمسّكهم بضرورة فتح الحلقة الثالثة في مدرسة البنات. واستندوا إلى المستوى التعليمي النوعيّ للمدرسة، والذي أدّى إلى استقطاب الكثير من الطلاب إلى كنف المدرسة الرسمية بدلاً من المدارس الخاصّة.
ينقسم أهل البلدة والفعاليّات. المؤيّدون لقرار الحلبي يعتبرون أنّ المدرسة الرسمية للصبيان ستغلق نهائياً في حال تمّ فتح الحلقة الثالثة في مدرسة البنات. فعدد طلابها من دون الصفِّ السابع سيكون أقلّ من مئة طالب ما يخالف معيار وزارة التربية والتعليم في الحدِّ الأدنى للتدريس في أيّ مدرسة رسمية. بينما يصرّ المعارضون لقرار الحلبي على أنّ مستوى التعليم في المدرسة الرسمية للبنات يفوق جودة التعليم في المدارس الخاصّة في البلدة، وبهذا سيكون مستقبل أولادهم التعليمي في أيدٍ أمينة.
يعتبر البعض أنّ للقضية خفايا سياسية. الحلبي ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي في الحكومة، تربطه مصاهرة بالنائب أنور الخليل، والّذي يدفع باتجاه إغلاق الحلقة الثالثة في مدرسة البنات لأنّ مديرة المدرسة الرسمية للصبيان إلهام الحمرا محسوبة على النائب الخليل، وهي أحد حصصه القليلة في مراكز القرار في الدوائر الرسمية في منطقته الانتخابية.
وفي سياق متصل، دخل النائب السابق وليد جنبلاط على خطِّ محاولة الحلِّ، وأجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس لجنة الأهل في مدرسة البنات حسين أبودهن، مستوضحاً منه عن التفاصيل، ولا سيّما عن حالة الصفوف في المدرسة.
ويعتزم أهالي الطلاب في المدرسة الرسمية للبنات التصعيد في هذا الاتجاه رفضاً للقرار، سيبدأ بمؤتمر صحافي غداً الجمعة.
تعليقات: