ابراهيم خليل سمور (2 أيار 1961)
كان يوماً تشرينياً،وكان ثلاثة شبّان (طبيب وأستاذ وشاعر) يتمشون على الطريق الغربي في الخيام، بين مركز بلدية الخيام القديم والجلاحية، وكانت غيوم تشرينية خفيفة تزحف من الغرب فوق المرج مسرعة نحو الخيام، وكان الجو السياسي في لبنان ملبدا كعادته، والناس قلقون من المستقبل ومن خدع الإنتداب والتدخلات الأجنبية بمصير هذا الوطن، فجأةً سمع السائرون الثلاثة صوت برزان آتٍ من صوب منطقة جبلة،فأمعنوا النظر وإذ بهم يشاهدوا إنسانا مرتدياً ملابس كاكية يهرول صوبهم من بعيد لكنهم لم يستطيعوا معرفته نظراً لبعد المسافة، فتابعوا سيرهم مدركين أن خطباً جللاً قد حصل وعند هذا القادم من بعيد الخبر اليقين، فتابعوا سيرهم نحو الشمال ناظرين بين الفينة والفينة نحو القادم من بعيد.لإستبيان ما في جعبته،وعندما قطعوا بيت الدكتور شكرالله كرم بحوالي مئتي متر كان صاحب البرزان القادم من جبلة قد صار قريبا منهم واتضحت معالمه وإذ به شاب خيامي يرتدي لباس الجندية يجري مسرعاً فسلم عليهم،وردُّوا سلامه وسألوه عن الأخبار التي يحملها،فإنتظر حتى قلَّ لهاثه،ليكون كلامه واضحا لسامعيه وقال:"إعتَقَل الفرنسيون رجال الدولة اللبنانية في قلعة راشيا الوادي وصدر قرار من قيادة الجيش بحجز الجيش في الثكنات العسكرية،وأنا مُكلَّف بإيصال البرقية إلى ثكنة الخيام،نظر الثلاثة إلى بعضهم مندهشين متعجبين وقالوا للجندي:"الله يعطيك العافية بأمان الله"فتابع سيره حتى أوصل البرقية وعاد إلى ثكنة مرجعيون.
* الشباب الثلاثة الذين كانوا يتمشون هم(الدكتور شكرالله كرم - الأستاذ علي حسين عبدالله - الشاعر عبد الحسين اسماعيل عبدالله).
* الجندي الخيامي هو: (إبراهيم خليل سمور (أبو عاطف).
*راوي الحكاية التي حصلت فعلا هو الأستاذ علي حسين عبدالله.
المناسبة:(عيد الإستقلال).
كل التحايا والتقدير والشكر للذين ساهموا وللذين ما زالوا يساهمون في صناعة وحماية الإستقلال من أبناء المثلث الذهبي(الجيش والشعب والمقاومة)وكل عام وأنتم ولبناننا بخير وعافية وسلام.
عدنان إبراهيم سمور.
باحث عن الحقيقة.
22/11/2021
مقالات الكاتب المهندس عدنان سمور
ابراهيم خليل سمور (2 تموز 1935)
تعليقات: