دكتور غالب إبراهيم عبدالله (1944-2021).. وداعاً

محبّو الدكتور غالب إبراهيم عبدالله.. في وداعه
محبّو الدكتور غالب إبراهيم عبدالله.. في وداعه


ترجل عنا فارس من فرسان القانون لا يشق له غبار، بعد رحلة مضنية في وعثاء الحياة، فقد انبلج فجر ولادته والعالم يجرجر أذيال الحرب العالمية الثانية، ويا لها من حرب ضروس، هلكت الزرع والضرع. ولكنه المجتمع حينذاك كان قد غرس فضيلة السعي لطلب العلم، نبراسا لسبل الرشاد، فأصبح ذلك ديدن كل أب اتجاه فلذات أكباده، فكان نصيب الفتى غالب منها فيضاَ فاق أقرانه، حيث نال شهادة الدكتوراة في القانون بجدارة وكفاءة عالية.

السمة البارزة لشخصية الدكتور غالب هي محبته للناس، الذين بادلوه ذاك الحب وفاءً وتقديراً، وكان شديد العتاب للشخص الذي يتأخر عن زيارته والالتقاء به، حيث عُرف بدفيء مجلسه وبطيب حديثه، وليس عجباً في ذلك، فقد تفتحت عيناه على هذه الدنيا في الدار العريقة التي عُرفت باحتضانها للصغير قبل الكبير، فكان المغفور له جدّه (علي أفندي عبدالله) أحد نواب الاستقلال الأفذاذ، ومثّل طيلة حياته رمزاً وعنواناً للكرم والضيافة، ومن ثم أكمل من بعده مسيرة الألفة مع الناس وإعزازهم والده المرحوم (إبراهيم عبدالله) الذي تسلم الراية، فاعتلى السدة البرلمانية في مطلع ستينات القرن المنصرم.

أحب الدكتور غالب بلدته الخيام حباً جما، فأصبح بعد تحرير ترابها من دنس الاحتلال المقيت عام (2000) لا يفارقها الا ما ندر، وسرعان ما أعاد بناء دارة العائلة، تلك الدار التي يربو عمرها عما يزيد عن مائة وعشرين عاماً، ولم تسلم الدار من تداعيات حرب (2006)، فكان نصيبها التدمير مرة أخرى، فلم ييأس الدكتور غالب وأعاد بناؤها للمرة الثانية، ولسان حاله يقول "سنعيد بناؤها ألف مرة لو اقتضى الأمر، وهذه الدار لن يغلق بابها أبدا بإذنه تعالى".

ويا للوعة، استفاق الناس فجر يوم الثلاثاء الفائت (23 تشرين الثاني 2021) ولم يفق الدكتور غالب، فقد داهمته نوبة قلبية مفاجئة في الليل البهيم، فرحل بصمته المهيب وبكبريائه المعهود، فتم تشييعه بموكب جلله الحزن الكئيب بعد ظهر نفس اليوم الثلاثاء ودُفن في حديقة الدار بجانب المغفور له والده.

هذا وما زال أهل الفقيد يتقبلون واجب العزاء على الهواتف التالية:

كريمته: هدى (أم توفيق): (03208686) صهره فؤاد مراد (أبو توفيق): (04433385)

شقيقته هند: (03629253) ابن شقيقته المحامي علي رمضان: (03444494)

ابن عمه الحاج حسين (أبو سعد): (03945935) ابن عمه (علي جعفر): (03787271)


* أحمد مالك عبدالله

الخيام (24 تشرين الثاني 2021)



























تعليقات: