النائب قاسم هاشم
سيكون حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان لاعباً أساسيّاً في انتخابات 2009. تأكيد بعثي شدّد عليه أكثر من مسؤول حزبي محلي. فالحزب الموالي لسوريا، شكلاً ومضموناً، تحوّل ما بعد 1975 إلى «ملجأ» سياسي لأعداد كبيرة ممّن وجدوا في الانتساب إليه خير مكان يحميهم من القمع السياسي والأمني، مما أصابه بتخمة تنظيمية أساءت إلى «بعث لبنان» وحركته السياسية والثقافية والشعبية التي عرف عصرها الذهبي في أوائل سبعينات القرن الماضي. وهو يسعى جاهداً إلى إعادة «لبننة» دوره.
مشاركة «بعث لبنان» في الانتخابات النيابية المقبلة ستكون مختلفة عن سابقاتها خلال عهد الوصاية السورية. فالحزب الذي كانت حصته محفوظة في اللوائح الكبرى أو «المحادل» في الجنوب والبقاع والشمال، يعيش اليوم هاجس تفعيل دوره الحزبي والسياسي تمهيداً لرفع عدد نوابه في البرلمان المقبل، مستفيداً من قوة بعض الحلفاء الانتخابية في عدد من الدوائر. ويقول أحد مسؤولي الحزب إن التحالف مع حزب الله وحركة أمل حَسَمَ منذ الآن حصولهم على المقعد السني في دائرة حاصبيا ــ مرجعيون، الذي سيكون مرة ثالثة من حصة النائب البعثي الوحيد في البرلمان الحالي الدكتور قاسم هاشم. ويضيف موضحاً: «يمكننا القول إن حزب البعث ضمن مقعداً منذ الآن في الجنوب، وبالطبع سيكون لنا مرشحون آخرون في دوائر جنوبية وبقاعية وشمالية».
هذا الكلام يرفض نائب البعث قاسم هاشم الخوض في تفاصيله. ويقول: «قرار ترشّحي مرة ثالثة أو عدمه يعود إلى القيادة القطرية التي لم تبحث في هذا الأمر بعد، ونحن حزب له أطره التنظيمية، وطبعاً ستحدّد قيادة الحزب الموقف العام من الانتخابات النيابية المقبلة، ترشّحاً واقتراعاً بالتنسيق مع الحلفاء والأصدقاء». ويؤكد هاشم أن حزب البعث في لبنان سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة «رغم ملاحظاتنا على قانون 1960، فنحن من دعاة لبنان دائرة واحدة مع النسبية، ولكن ظروف البلد اليوم لا تسمح بقانون انتخابي كهذا، وسنصوّت في البرلمان لقانون الستين التزاماً منا باتفاق الدوحة».
ويؤكد هاشم أن الحزب يعكف حالياً على دراسة موضوع الانتخابات المقبلة ومدى دوره ومشاركته فيها. ويقول: «لا يمكن أحداً تجاهل وجودنا ودورنا الوطني والقومي في لبنان. نحن حزب منتشر في مختلف المناطق اللبنانية وعابر للطوائف، وبالتالي لن نكون خارج العملية الانتخابية، وسيكون لنا مرشحون حزبيون في مختلف المناطق وفي أكثر من دائرة، كما قد نتبنّى مرشحين غير حزبيين في دوائر أخرى». هذا التوجه العام عند «بعث لبنان» لم يصل بعد إلى خواتيمه، فالنقاشات الحزبية لم تزل في بداياتها وتتركّز على جملة من العناوين الكبرى، دون الدخول في خصوصيات كل دائرة انتخابية. ويقول مسؤول بعثي في البقاع إن الحزب في توجّه لترشيح أمينه القطري الدكتور فايز شكر في دائرة بعلبك ـ الهرمل و«قد يكون لنا مرشح في البقاع الغربي وراشيا بالتنسيق مع الحلفاء. كما جرت مناقشات سريعة وأوّليّة بشأن ترشيح حزبيين في الشمال إضافة إلى الجنوب».
أما عن خريطة التحالفات فأكد أنها «ستكون مع من يلتقي معنا في توجّهاتنا الوطنية والقومية، ودعمنا لمرشحين غير حزبيين سيكون تحت هذا السقف في الجنوب والبقاع والشمال ودائرة المتن».
ويشدد مسؤولو حزب البعث على تحالفهم مع حزب الله وحركة أمل في الانتخابات النيابية المقبلة كتحالف أساسي لدخولهم الندوة
البرلمانية.
ويقول النائب قاسم هاشم: «تحالفنا مع أمل وحزب الله محسوم منذ الآن، إضافة إلى التحالف مع أحزاب وتنظيمات أخرى في المعارضة نتفق معها في قضايا كثيرة، ومنها التيار الوطني الحر الذي نتفق معه أيضاً في توجهات وطنية عامة. ومن هنا فإن تحالفاتنا الانتخابية لن تخرج عن السياق العام الذي تمثّله المعارضة الوطنية في لبنان، وحزبنا من القوى السياسية والحزبية الأساسية في المعارضة، التي عليها أن تبدأ منذ الآن وضع عناوين معركتها الانتخابية الموحّدة في كل دوائر لبنان «.
تعليقات: