المرحومة عائشة طالب تحمل صورة ولدها يحيى سكاف
لم يتسن للحاجة عائشة طالب ذات الثوب الابيض الدائم أن تشاهد او ان تسمع من مرقدها هذه المرة كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وهو يتحدث عن فلذة كبدها الأسير يحيى سكاف ويعرض جانباً من تفاصيل ومعطيات توافرت حول مصيره، وهي التي اعتادت في حياتها ألا تفوت مناسبة او فرصة مماثلة لتسمع ما قد يدخل بعض الطمأنينة الى قلبها أو يسهم في تجفيف الدمع المتدفق من عينيها حزناً وأسى على فراقه قبل ان تغمضهما بمشيئة القادر على أمل لقاء قريب يجمعها بيحيى يعيد لم شمل عائلتها.
غادرت الحاجة عائشة الدنيا قبل أربع سنوات بعد مشوار طويل من النضال استمر زهاء ٢٦ عاماً قدمت خلالها صفوة عمرها في مواجهة عدو امعن في الانكار والتنصل ومخادعة الرأي العام لطمس قضية يحيى، لكنه لم يفلح في الكذب على قلب ام كان دليلها وملهمها في مسيرتها التي بدأت منذ مغادرته منزله في بلدة بحنين ـ المنية عام ١٩٧٨ واستمرت على نفس الوتيرة من الاندفاع والحماس رغم تقدم سنها وضعف جسدها الذي لم يمنعها من المشاركة الفاعلة في كافة النشاطات واللقاءات التي كانت تنظم دعماً لقضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
اليوم يعود طيف عائشة ليظلل كل غرفة وزاوية في ذاك المنزل المتواضع الذي تشهد جدرانه المهترئة على نضالاتها، وتحكي سيرة أم نذرت حياتها وجندت كل طاقاتها وإمكاناتها الضئيلة لكشف مصير ابنها وتسليط الضوء على هذه القضية، متحلية بالصبر وبإيمان مطلق بسيد الوعد الصادق حسن نصر الله، قبل ان يضع القدر حداً لمعاناتها وحياتها، فغادرت متممة واجبات الامومة في انجاز كل التحضيرات لاستقبال يحيى ان كان حياً، وإذا ما كان شهيداً فلقاء آخر وضمة أم في قبرها قبل اللقاء الأبدي في جنان الخلد.
تعليقات: