حريق قي شارع كرم الزيتون بسبب مولد كهرباء
شهد الشهران الأخيران حرائق متنقّلة في مولدات الكهرباء ومحطات الوقود، وردّت مصادر لـ«الأخبار» ارتفاع نسبة الحرائق هذه إلى وجود عمليات غش عبر خلط مادة المازوت بمادة النفطة المهرّبة عبر الحدود البرية وذلك لتحقيق أرباح لمصلحة المحطات... على الرغم من الخطر الذي تمثّله هذه الخلطة على السلامة العامة!
في الأول من حزيران الحالي شب حريق في في مولد خاص لتوزيع الكهرباء ملاصق لمحطة في الأشرفية، وذلك عند قيام العمال بأعمال الصيانة للمولد، حيث انفجر الخزان التابع له وتسربت كمية من الوقود المشتعل إلى الطريق ما أدى الى احتراق تسع سيارات كانت مركونة على الطريق واشتعال ثلاثة طوابق في أحد الأبنية وحصول أضرار مادية في المحطة، وقد أخمد الحريقَ الدفاع المدني وفوج الإطفاء. وفي 27 أيار الماضي شب حريق كذلك في محطة في فرن الشباك واقتصرت الأضرار على الماديات وبقيت أسباب الحريق مجهولة...
هذه المعطيات تبقى في إطار حوادث القضاء والقدر، إلى أن يتبيّن من المعلومات وجود قطبة مخفية تؤدي إلى ازدياد الحرائق بسبب وجود غش في موادّ المحروقات المعدة للبيع للمستهلكين، وخصوصاً في مادة المازوت غير الشديدة الاشتعال، إذ تفيد معلومات لـ «الأخبار» أن بعض المحطات يعمد إلى خلط المازوت بمادة النفطة المهرّبة، وذلك لزيادة نسبة الأوكتان في المازوت المهرّب أصلاً من سوريا، بحيث تباع صفيحة النفطة بأقل من 22 ألف ليرة فيما سعر المازوت تجاوز 37 ألف ليرة، وبذلك يفيد أصحاب المحطات من فارق السعر!
■ مادة مهرّبة
ويشير رئيس تجمع أصحاب شركات استيراد المحروقات بهيج أبو حمزة إلى أن النفطة هي مادة أوّلية من المشتقات النفطية تستخدم في صناعة البنزين، وهي تنتج من المصافي، وغير موجودة في لبنان بسبب عدم وجود مصافي نفطية، لافتاً إلى أن خلط المواد النفطية لإنتاج مادة أخرى والإفادة من فارق السعر غير مستغرب ولا يستطيع نفيه أو تأكيده بسبب عدم توافر المعلومات المؤكدة عن هذا الموضوع لديه، إلا أنه يجب على القوى الامنية أن تحقق بأي حادث حريق يثير الريبة وأخذ عيّنات من المازوت المسبّب للحرائق لتبيان وجود الغش أو عدمه، ولفت إلى أن بعض المحطات يمكن أن تخلط مادة المازوت بالنفطة أو بالبنزين لكونه أقل سعراً من المازوت ليباع على أنه مازوت بأسعار منخفضة قليلاً، إلا أنه يمثّل خطراً كبيراً، وخصوصاً أن المحركات والمولدات في لبنان غير معتادة هذا النوع من المواد المشتعلة. وأكد أن مادة النفطة غير مستخدمة في لبنان ولا يمكن إدخالها إلا عبر البر، وخصوصاً أن سوريا ومصر تنتجان هذه المادة ولديهما مصافٍ بترولية، معتبراً أن فتح باب تهريب المازوت براً له سيئاته التي بدأت تظهر في عمليات الغش هذه، موضحاً أن أسعار المازوت المهرّب ليست منخفضة كثيراً وبالتالي فإن من يفيد من عمليات التهريب هم التجار لا المستهلكون.
■ شديدة الاشتعال
وتؤكد مصادر نفطية لـ«الأخبار» أن خلط المازوت بمادة النفطة، يُنتج مادة شديدة الاشتعال، وتزيد قوتها قدرة اشتعال البنزين نفسه، وتستخدم هذه المادة في تشغيل الشاحنات، أما استخدامها في مولدات الكهرباء، فهو ينتج الحرائق بسبب الاحتكاك الكهربائي الدائم في المولدات، وتشير المصادر إلى أن المحطات تقوم ببيع هذه المادة الخطرة للمستهلكين بأسعار المازوت مستفيدة من فارق السعر لتحقيق الأرباح غير المشروعة. وتتوقع المصادر أن تزداد نسبة الحرائق في الفترة المقبلة إن لم تتوقف المحطات عن عمليات الغش الخطرة التي تمارسها، ودعت الجهات الرقابية الرسمية إلى القيام بواجباتها وحماية المواطنين من الغش والتعرض لسلامتهم العامة.
رئيس نقابة أصحاب المحطات سامي براكس قال لـ«الأخبار» إن المحطات التي تتعرض للحرائق ليس لها أي علاقة بموضوع خلط المواد النفطية، إذ إن حادثة الأشرفية نتجت من مولد كهربائي يعمل على البنزين. ولفت إلى أنه ليس لديه أية معلومات عن خلط المازوت بمادة النفطة لكونها غير موجودة في لبنان، إلا إذا كانت تهرّب من سوريا أو بلدان أخرى.
تعليقات: