هدى صادق: متورطة لهفتي بالخيام

إبنة الخيام، الكاتبة والشاعرة، هدى صادق
إبنة الخيام، الكاتبة والشاعرة، هدى صادق


يسألونني كم أحب بلدتي الخيام

وأنا مذ ولدت على خشخشة ثلجها

وتعلمت القفز على رؤوس الكلمات من طرطشة عطر صيفها

أُغرمت بها ..

ودققت روحى بمسمار الحب على أرفف طيفها

حتى حين صُلبت حريتها لسنوات كان اشتياقي إليها يسبق اختراق رصاص الموت لشهيق مدافنها

فكم من مرة إعتُقلتُ ، وسُحبتُ ، وهَرمتُ حين كان حلمى يأخذني خلسة على أطراف أصابع لهفتي كى احتضنها

كم أحب الخيام لست أدرى فما عادت الأرقام تكفى

لتحسب كم من قرصة برد عاقبت ذاكرتى شوقا لمدافئها

وكم من جريمة أرتكبتها لوعتي لقتل الغربة حين سافرت روحي عبر قضبان الصبر لأقذف بقبلتى الى فمها

هي الخيام التى احرقت في قناديل الكاز دفء عاطفتها

وطحنت في جاروشة الحرية قسوة معتقلها

ودقت في جرن الكبة تحويجة سر محاسنها

هي الخيام التى رغم ندوب الحرب تعمشقت على رائحة المجد لتصنع ضحكة مواسمها

متورطة لهفتي باشتياقي إليها وكلاهما حلو ومر

تراود خطواتي حنيني وتود لو تتمزق المسافات ما بيني وبين الخيام كى تمر

حتى إن وصلت الى عتبة أحراشها حافية إلا من ارتداء رائحة ترابها أعادتني الى الوراء طفلة وكأنني ما كبرت بالعمر

أبدا ما كبرت بالعمر


* هدى صادق (كاتبة وشاعرة)

بلدة الخيام وشرقها جبل حرمون - الشيخ
بلدة الخيام وشرقها جبل حرمون - الشيخ


تعليقات: